كشفت مجلة نيوزويك -بناء على معلومات وصلتها حصريا- أن القيادي
الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد
دحلان توسط في اتفاق سد النهضة الإثيوبي بين
مصر والسودان وإثيوبيا، الذي كان محل خلاف بين الدول الثلاث.
وبحسب ما ترجمته "
عربي21"، قالت المجلة، في تقرير لـ"جاك مور"، نقلا عن محللين إن هذه الوساطة "تؤكد استمرار دحلان في جهوده لزيادة نفوذه الدولي، الأمر الذي قد يعزز في المستقبل فرصه في التنافس على الزعامة الفلسطينية".
الاتفاقية جاءت ثمرة عام كامل من المفاوضات والاجتماعات عقدت جولاتها في أبو ظبي وأديس أبابا ومصر، وبحسب مصادر المجلة، كان دحلان في صلب المفاوضات، وكان قد دعي للتوسط في المحادثات مع الزعيم الإثيوبي هيلاماريام ديزالين بطلب من عبد الفتاح السيسي.
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن رئيس الوزراء الإثيوبي دعا دحلان للوساطة، كما طلبها منه السيسي أيضا.
وقالت المجلة إن لديها صورا حصرية لدحلان مجتمعا بالزعيم الإثيوبي ديزالين ورئيس المخابرات المصرية خالد فوزي في أديس أبابا، وأخرى يظهر فيها مجتمعا بوزير خارجة إثيوبيا تيدروس أذانوم في أبو ظبي وكل ذلك بمعرفة ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
الرد الفلسطيني حول مناورات دحلان جاء على لسان مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية، اشترط عدم ذكر اسمه، مفاده أن دحلان يحاول لعب دور السياسي الفلسطيني، إلا أنه قال إن دحلان كان يمثل الإمارات في دور الوساطة، وليس بصفته شخصية فلسطينية، بمعنى أن الوساطة هي إماراتية وإن كان الفلسطيني دحلان من أتمها.
وقال هذا المسؤول: "الرجل يعرض مؤهلاته على الكثير من الناس، وبإمكانه أن يرتدي قبعات مختلفة، فحينما يلتقي بمسؤول من دولة أخرى فهو لا يفعل ذلك بالضرورة بصفة شخص فلسطيني، بل بإمكانه أن يلبس قبعة مبعوث لدولة الإمارات العربية المتحدة".
وتابعت المجلة: "يشاع أيضا أن دحلان يقوم انطلاقا من مقره في الخليج بنشاطات دبلوماسية مكوكية مع القوى الإقليمية، حيث يلتقي بالمسؤولين
الإسرائيليين في فرنسا، وبالقادة العسكريين المناوئين للإسلاميين في ليبيا، وكذلك بالحلفاء الفلسطينيين المحتملين في أبو ظبي".
والهدف من جولات دحلان المكوكية ومناوراته، هي بحسب المجلة، تعزيز وضعه كشخصية دولية، وتوطيد علاقاته مع أصدقاء نافذين في منطقة الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا، وعينه طوال الوقت على هدف واحد، وهو أن يحل في نهاية المطاف محل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ونقلت المجلة عن غرانت راملي، الباحث المتخصص في الشؤون السياسية الفلسطينية والأردنية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن دحلان يجمع مناصرين وداعمين وأصدقاء نافذين جدا، ليستفيد منهم فيما بعد معقبا: "إنه يرتب أوراق اللعب لصالحه، ويقوم بما يظنه مفيدا له من التحركات".
وأضاف راملي أن دحلان يمارس دورا الأصل أن تمارسه أطراف دولية، إذ لم يعتد السياسيون الفلسطينيون التوسط لإبرام اتفاقيات ما بين البلدان.
في وقت مبكر من هذا الشهر، أسقطت محكمة فلسطينية التهم الموجهة ضد دحلان، التي كانت تتعلق بمزاعم بأنه أساء استخدام نفقات بقيمة 17 مليون دولار، وأعلنت المحكمة أن التهم "مردودة"، فما كان من فريق الدفاع الخاص به إلا أن أعلن بأن القرار يعدّ "انتصارا عظيما".
من الجديد بالذكر أن دحلان شغل منصب رئيس جهاز أمن حركة فتح في قطاع غزة حتى عام 2007، حينما فازت حركة حماس في الانتخابات، وسيطرت على القطاع. وكانت مجلة فانيتي فير نشرت بعد ذلك تحقيقا مصلا كشفت فيه كيف تعاون دحلان مع واشنطن لتنظيم انقلاب ضد حكومة حماس، ولكن الحركة الإسلامية استبقت الانقلاب وأحبطته، ما اضطر محمد دحلان إلى اللجوء إلى الضفة الغربية.