زعم أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس السابق، عدلي منصور، أنه لم يكن هناك اعتراض من جماعة الإخوان على "ثورة
30 يونيو"، وأن بعض قيادات الإخوان من المستوى الرفيع قبلوا دخول الحكومة بعدها، وأنه كان هناك حديث عن عدد حقائب الإخوان المسلمين في الحكومة، وتحدثوا عن عدد حقائب كبير نسبيا، وعن بعض الوزراء بعينهم ليكونوا موجودين في هذه الحقائب، وفق قوله.
ويرى مراقبون أن هذه المزاعم كذب بواح من المسلماني؛ لأنه من المعروف أن رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور سعد الدين الكتاتني رفض دخول أي مفاوضات مع قادة الانقلاب من الجيش في هذا الصدد، كما رفض حضور مفاوضات ما قبل 3 تموز/ يوليو 2013، ما جعل قادة الانقلاب يعتقلونه بعدها بيومين أي يوم 5 يوليو.
وقال المسلماني -في حوار مع صحيفة "
المصري اليوم" السبت-: "أنا متأكد من أن الغرب هو من دفع الإخوان إلى السلوك المضاد، والمضي في وصف ما حدث بالانقلاب، والرهان على إمكان عودة الإخوان للسلطة بالدم، مضيفا أن كلمة انقلاب قيلت في قناة الجزيرة وcnn قبل أن تقال في رابعة، وأن هذه الكلمة أمريكية، وفق قوله.
ويعارض كلام المسلماني هذا جميع الروايات التي قالت إن العكس هو الذي حدث، وإن الغرب مارس ضغوطا شديدة على الرئيس محمد
مرسي، للقبول بالانتخابات الرئاسية المبكرة، لكنه رفض.
ويقول إعلاميون مقربون من المسلماني إنه يحب المناصب والشهرة، وإنه كان يصبو إلى تولي وزارة الثقافة في إحدى حكومات
السيسي، وإنه يتطلع الآن إلى أن يدخل دائرة نفوذه ورضاه، ويحاول أن يطرح نفسه عرابا جديدا شبيها في دوره لدور محمد حسنين هيكل.
وفي حواره، قال المسلماني إنه غير راض عن الدستور الحالي، مشددا على أنه لا مستقبل كبيرا في بقاء هذا الدستور، وأنه ينبغي تعديله أولا، ثم بعد ذلك يتم تعديل القوانين والتشريعات، على حد قوله.
واستطرد أن الخريطة السياسية في مصر لا تزال بليدة، وكل القوى السياسية في مصر ليست بالمستوى المناسب لعام 2015، قائلا: "لا أعتقد أن البرلمان القادم سيكون عظيما، ولا أراهن أو أعول عليه كثيرا، وأعول على السلطة التنفيذية، وليس التشريعية".
وتابع: "أتمنى تغيير الدستور، والعودة إلى دستور 1971 مع تعديلات في انتخابات الرئاسة، وألا يكون للبرلمان كل هذه السلطات، وهو في الأساس سلطة رقابة، ولم يؤد أي برلمان في أي بلد إلى انطلاقة، فالذي يبنى هي السلطة التنفيذية، فإذا كانت قوية معناها وطن قوى، وإذا كانت ضعيفة معناها وطن ضعيف".
وأضاف: "أرى أنه لا بد من العودة إلى دستور 71 وتعديله، بحيث يسمح بانتخابات رئاسية متعددة، على أن تكون لفترتي رئاسة، والفترة ست سنوات".
وتابع: "أطالب بتعديل فترة الرئاسة بأن تكون ست سنوات، وفترتين فقط، فأربع سنوات لا تكفى لبناء بلد، وأمريكا ذاتها كانت المدد مفتوحة فيها، وتم تحديدها بمدتين مؤخرا في عهد روزفلت، الذى ظل حاكما لأمريكا طيلة أربع مدد، ولمدة 16 عاما، وبالتالي أمام التحديات تكون المدد مفتوحة".
ووصف المسلماني ليبيا بأنها "جامعة لتخريج الإرهابيين الجدد أو بعض الإرهابيين القدامى، لينشروا الفوضى في هذه المناطق".
وزعم أن مصطلح "عبيد البيادة"، ظهر لأول مرة في الصحافة الإسرائيلية، وبالتالي هناك حرب باردة بيننا وبين إسرائيل، والسكوت الإسرائيلي على وجود الجيش في سيناء للحرب ضد التنظيمات الإرهابية، ذلك من رغبتها في إنهاك الجيش المصري في سيناء، وبالتالي هذه الحرب الباردة لها جزء إعلامي مثل ترديد مصطلحات عبيد البيادة والعسكر، وفق قوله.
وحول علاقته بنائب الرئيس وقتها الدكتور محمد البرادعي في مرحلة بعد 3 يوليو، قال المسلماني: "أرى أنه من المناسب الآن أن نخرج الشباب من حقبة البرادعي، وأن ننظر إلى الواقع و"يتحرق الفيس بوك" فتأثير البرادعي على الشباب في العالم الافتراضي كان خطرا ولا يزال، لأننا لن نبنى مجتمعا على "أي باد" أو "أي فون".
وحول دور الإعلام المصري في الوقت الحالي، قال: "الإعلام المصري يحتاج إلى إعادة نظر في أن يوضع في سياق قوة ناعمة مصرية، وألا يترك لسوق الإعلانات، وألا يكون عقل مصر أسير مندوبي المبيعات، ولا مسؤولي الإعلانات، على حد قوله.
وأحمد محمد محمود المسلماني من مواليد 23 أيلول/ سبتمبر 1970 ، وهو كاتب صحفي وإعلامي مصري، يقدم حاليا برنامج "صوت القاهرة" على قناة الحياة ، وكان يشغل منصب المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.
وهناك من يؤكد أنه حظي بتلميع كبير من الوسط الإعلامي المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنه كتب له بعض الخطابات، لا سيما خطابه العاطفي الشهير بعد ثورة 25 يناير ، الذي ألقاه يوم 3 شباط/ فبراير 2013.