تسول الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي مراراً من الولايات المتحدة عبر
مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، محذراً من انهيار مصر وانزلاق المنطقة برمتها الى
الفوضى في حال لم يحصل على الدعم المالي والعسكري، فيما تعمد الخلط بين جماعة
الاخوان المسلمين وبين الجماعات الارهابية في مصر والعالم، بما فيها تنظيم "الدولة الاسلامية"، وذلك في أكثر من موقع وعبر رده على أكثر من سؤال في المقابلة التي اطلعت عليها "عربي21".
وأكد السيسي في المقابلة إقامة علاقات قوية ودافئة مع اسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين
نتنياهو الذي "يتواصل معه دوماً ويتحدث إليه كثيرا"، وقال: "توجد ثقة وطمأنينة ضخمة بين مصر وإسرائيل".
وطلب السيسي عبر ردوده على أكثر من سؤال في المقابلة المساعدات المالية والعسكرية من الولايات المتحدة، وقال: "حوالي 50% من معدات القوات المسلحة المصرية حالياً معدات روسية الصنع. نحتاج إلى أن تفهم أمريكا أن هناك فراغا استراتيجيا في هذه المنطقة. توجد دول تعاني التمزق، وانهيار الأمن.. كيف سأحمي بلادي؟"، وتابع: "يتطَّلب هذا أن يساعد الجميع مصر بشكل أكبر، نواجه أخطاراً جسيمة في هذه المنطقة. بالأمس فقط اختطف الإرهابيون في ليبيا 8 من عُمَّال البترول وذبحوهم. والآن ماذا ينبغي على أمريكا أن تفعل؟ إنكم تتفرَّجون فقط".
وخاطب السيسي مراسلة "واشنطن بوست" في موضع آخر من المقابلة قائلاً: "هل تعلمين كم تحتاج هذه البلد لتأمين احتياجات 90 مليون إنسان كل يوم؟ 130 مليون دولار من الدعم. من أين يمكنك الحصول على المال اللازم لتأمين هذه الاحتياجات؟ من سيأتي للاستثمار في هذه البلد إذا لم تكُن مستقرة؟ لدينا معدَّل هائل من البطالة بــ13%".
وزعم السيسي أن التظاهرات في مصر غير ممنوعة ولا يتم ملاحقتها، مضيفاً: "نؤيد تماماً حرية التجمُّع. لدينا هنا قانون للتظاهر. هذا القانون لا يمنع التظاهر، بل ينظمه".
أما الاعتقالات السياسية فينفي السيسي وجودها قائلاً: "نفعل كل ما يلزم لنضمن ألا يوجد أبرياء محتجزون، في الأسبوع الماضي فقط أفرجنا عن 120 سجيناً"، إلا أن المراسلة الأمريكية قاطعته بالقول: "لكن بعضاً من أبرز النشطاء العلمانيين في مصر، مثل أحمد ماهر، مؤسس حركة "شباب 6 إبريل" يقبعون الآن في السجون، لقد كانوا يوماً ما يدعمونك"، فأجاب السيسي: "لسنا ضد النشطاء العلمانيين، ولا ضد التظاهر، ولا ضد الشباب الذين يجهرون بآرائهم، لكن من المهم للغاية ألَّا ينتهك الناس حكم القانون".
واعترف السيسي في المقابلة أن الرئيس المنتخب محمد مرسي عينه في منصبه كوزير للدفاع اعتقاداً منه -أي من مرسي- بأنه -أي السيسي- متدين.
يشار الى أن نظام السيسي نفذ واحدة من أكبر عمليات القمع التي استهدفت متظاهرين عندما قرر فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" بالقوة المفرطة في آب/ أغسطس من العام 2013، ما أدى الى مقتل آلاف المشاركين في الاعتصام السلمي الذي كانت تنقله محطات التلفزيون مباشرة.
كما يأتي نفي السيسي لوجود اعتقالات سياسية بمصر في الوقت الذي تتحدث فيه المعارضة عن أكثر من 20 ألف معتقل سياسي، فيما أصدرت محاكم مختلفة عشرات الأحكام بالاعدام والتي تم تنفيذ واحد منها قبل أيام.
إلى ذلك، اعتبر السيسي في مقابلته أن "جماعة الإخوان المسلمين هي المنظمة الأم للفكر المتطرف، وأن أعضاء الجماعة هم الأب الروحي لجميع المنظمات الإرهابية، وينشرونه في جميع أنحاء العالم".
وقال السيسي: "إنه يحارب لإبعاد قوى الفوضى، منذ تولى الجيش السلطة من محمد مرسي بدعم شعبي عام 2013".
وأضاف "أعتقد أن لدينا سوء فهم، يبدو أننا لا يمكن أن نوصل صوتنا بطريقة واضحة كما ينبغي، رغم ذلك فإن المخاطر التي تحيط بهذه المنطقة واضحة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب كيف يهدد الإرهاب المنطقة".
وردا على سؤال من محررة الصحيفة، التي دعاها السيسي إلى القصر الرئاسي عشية مؤتمر كبير لدعم الاقتصاد المصري، حول ما يعتقد أنه ينبغي على الولايات المتحدة فعله، أجاب: "دعم مصر، ودعم الإرادة الشعبية للمصريين، السيسي يعكس الإرادة الشعبية للمصريين" على حد قوله.
وتعقيبا على سؤال بشأن موقفه تجاه قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما منع تسليم مقاتلات طراز "أف 16 أس"، وأسلحة أخرى، رد السيسي قائلا: "أنا فقط أريد أن أسأل، من الذي يلجأ إلى العنف هنا في مصر، إنهم الذين لم يرغبوا في المشاركة بطريقة بناءة في مسار الديمقراطية في أعقاب 30 يونيو"، في إشارة منه إلى عناصر جماعة الإخوان المسلمين.
وتابع: "هؤلاء اختاروا المواجهة مع الدولة، هل رأيت دولة مصر تتخذ إجراءات ضد أي شخص في سيناء، باستثناء أولئك الذين يحملون السلاح ويهددون ويقتلون أفراد الجيش والشرطة وحتى المدنيين الأبرياء، نحن نواجه العنف داخل سيناء وعلى حدودنا الغربية مع ليبيا وحتى داخل أجزاء من البلاد، لا يوجد أمن في ليبيا لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى مصر ويهددون أمننا القومي".
وزاد متسائلاً: "من الذي ينسف شبكات الكهرباء ويزرع متفجرات في محطات الحافلات والقطارات؟ من الذي قتل المدنيين في الشوارع؟".
وعندما سألته المحررة عن الجواب، رد: "المتطرفون".
وأضاف، "جماعة الإخوان المسلمين هي المنظمة الأم للفكر المتطرف، وهم الأب الروحي لجميع المنظمات الإرهابية. وينشرونه في جميع أنحاء العالم" وفق تعبيره.
وردا على سؤال إذا كان الإخوان هم الأب الروحي لتنظيم "داعش"، رد قائلاًبتأكيد: جميع المتطرفين يستمدون أفكارهم من بئر واحد، وهذا التفكير المتطرف يغذيه خطاب ديني يحتاج إلى إصلاح".