انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حازم حسني، حديث الرئيس
المصري بعد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، إلى التلفزيون الإثيوبي، الذي أذاعه التليفزيون المصري الاثنين، واصفا ردود السيسى على أسئلة محاوره الإثيوبي، بأنها "جاءت ضعيفة لدرجة مذهلة".
وواجه
المذيع الإثيوبي في الحوار السيسى بالقول: "إن الرئيس
مرسي حاول أن يمنع أي تمويل لسد "
النهضة"، لكن السيسى سارع بالرد: "لا.. محصلش"!
وتعليقا على الحوار، قال الدكتور حازم حسني في تدوينة له الثلاثاء عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تابعت ليلة أمس حديث الرئيس المصري للتلفزيون الإثيوبي، وكنت أود من السيدة التي تترجم أسئلة المحاور الإثيوبي أن تمتنع عن الترجمة كي لا تشوش علي الحديث بما يفسد متابعتنا له".
وتابع: "بعيدا عن هذه السقطة الإعلامية المحلية في نقل حديث يفترض فيه أنه مهم بامتياز، فإن ردود السيسي على أسئلة محاوره الإثيوبي، وهذا هو أهم ما في اللقاء، جاءت كلها ضعيفة لدرجة مذهلة، بل وتحاشى الرجل الدخول للمناطق الشائكة بحجة أن ذلك من شأنه إعادة أجواء عدم الثقة"!
وأضاف حسني: "الردود كلها جاءت محملة بثقافة مغرقة في المحلية، وهي ثقافة ربما تكون قد نجحت في صناعة شعبية السيسي بين البسطاء في مصر، لكنها بدت لأي مراقب سياسي أضعف بكثير من أن تعبر عن استراتيجية دولة تدافع عن حقوقها، وتعبر عن إرادتها، لا دولة تستجدي تعاطف الآخرين مع فلاحيها، وتسأل الآخرين أن يسلموها الطرد المائي الذى تركه الله باسمنا على الهضبة الإثيوبية".
وكان السيسي قال خلال الحوار: "أنا محمل برسالة رائعة من المصريين لأشقائنا في إثيوبيا، الرسالة دي بمنتهى البساطة من كل مواطن مصري بسيط بيتمنى لأشقائنا في إثيوبيا ولدولة إثيوبيا التقدم والازدهار، لأن احنا في مصر برضو بنعاني من ظروف قاسية، إحنا عندنا ما يقرب من 55 مليون إنسان يعمل في الزراعة، وفي نفس الوقت فلاح، فنشعر بما تشعرون به".
لكن أستاذ العلوم السياسية استمر في نقد حوار السيسي بالقول: "الدول لا تُدار بأسلوب توزيع الابتسامات، وتخفيض الصوت، واستدعاء العواطف.. الدول تُدار بأساليب أخرى، وأدوات أخرى، لم تكن حاضرة في حديث السيسي، بينما بدا المذيع الإثيوبي أكثر تمكنا من هذه الأساليب، وهذه الأدوات، بعد أن اكتشف افتقار من يحاوره لأقل القليل منها".
وكان ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا جلسة السيسي في مواجهة محاوره الإثيوبي، إذ وضع قدما على قدم، معتبرين أن لزوم السيسي هذا الوضع خلال الجلسة أمر لا يليق برجل دولة.
وقال الناشطون أيضا إنه بسبب رفض الرئيس محمد مرسي لسد النهضة، تم إيقاف استثمارات للسد تُقدر بنحو 5.5 مليار دولار، لكن بسبب "عصابة العسكر"، وتوقيع السيسي اتفاقه مع إثيوبيا؛ تم السماح للاستثمارات بالتدفق للقيام بمشروعات مرتبطة بإنشاء السد.
وفي ختام تدوينته قال الدكتور حازم حسني: "باختصار، مصر في أزمة حقيقية، تتكشف معالمها كل يوم بشكل لا يجعلني أتفاءل بالمستقبل القريب، لكنني ما زلت متفائلا بالمستقبل الذي لن تكون الطريق إليه ممهدة، ولا سهلة، ولا حتى واضحة معالمها لجموع المصريين، وهذه الأخيرة هي الكارثة الحقيقية التي تنتظر الآتي.. كان الله في عونه".
وكان الإعلام المصري روج الثلاثاء والأربعاء للحوار، وأبرز مقتطفات من تصريحات السيسي فيه، ومنها قوله: "إن المصريين شاركوا بأموالهم في قناة السويس الجديدة، وإن هذا المشروع وحد المصريين حوله، وإن التفاف الإثيوبين حول سد النهضة مثل التفاف المصريين حول مشروع قناة السويس"!
وكان مراقبون قالوا إن إعلام العسكر أقام الدنيا، ولم يُقعدها، حول الآثار السلبية والخطيرة لسد النهضة، إبان حكم الدكتور محمد مرسي، لكن لا نسمع له صوتا هذه الأيام، كأنه قد أصابه الخرس، متسائلين: ما هو السر وراء ذلك؟ وما التفسير أن يتم أمر الاتفاق في سرية ودون عرضه على الحوار المجتمعي؟ وما السبب أن يتم التوقيع عليه بهذه السرعة، أهو شعور النظام العالمي بقرب نهاية النظام العسكري في مصر؟ فيسارع بإنجاز هذا الملف حتى يقطع الطريق على أي نظام حكم مدني مستقل عن الغرب في المستقبل، أم ماذا؟