نشرت صحيفة الهافنتون بوست الفرنسية تقريراً حول حادثة اعتداء رجل فرنسي على فتاة مسلمة بسبب ارتدائها
الحجاب، وردود الفعل التي صدرت على أثر هذه الحادثة.
وقالت الصحيفة إن العديد من الشخصيات السياسية عبرت عن استهجانها ورفضها لحادث الاعتداء على مسلمة حامل في شهرها الثامن، يوم الخميس (26/3/2015).
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة الفرنسية أن الفتاة وتدعى خديجة (29 عاماً)، كانت قد تقدمت بشكوى بعد أن تعرضت لاعتداء عنيف في مدينة تولوز من شخص لامها على "ارتداء حجاب لا يسمح برؤية شعرها".
وحسب الضحية، فقد قام هذا المعتدي بجذب حجابها بعنف، وشدها من شعرها وأسقطها على الأرض، كما اعتدى عليها بالضرب عدة مرات، في أحد الشوارع في حي روزاري في شمال شرق مدينة تولوز.
وقد تم الاستماع لهذه الأم من عناصر الأمن المحلي في المستشفى، التي تم نقلت إليه في سيارة الإسعاف.
وذكرت الصحيفة أن شخصيات يسارية عدة نددت بهذا الاعتداء الصادم، على غرار النائبة سيسيل ديفلو التي اتهمت الأحزاب السياسية بتشويه الإسلام ونشر
الإسلاموفوبيا، فيما قال رئيس المجلس الوطني الفرنسي كلود برتلوني إن هذا الاعتداء غير مقبول ولا يتماشى مع قيم الجمهورية.
وأصدر النائب الاشتراكي كريستوف برغال بياناً قال فيه إن هذا التصرف عنصري ومعاد للإسلام، وإن
فرنسا لا يجب أن تتساهل أبداً مع الاعتداءات العنصرية أو الاعتداء على أحد مواطنيها لأسباب دينية.
كما وصف الأمين العام للحزب الاشتراكي، جون كريستوف كمبدليس،/ هذا الاعتداء بأنه غير مقبول وغير مبرر في ديمقراطية عريقة مثل فرنسا، وعبّر، بالنيابة عن حزبه، عن تنديده الشديد بهذا الاعتداء، ودعا إلى عدم التسامح مع أي مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا في فرنسا.
ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم المجلس الجهوي للمسلمين عبد اللطيف ملوكي؛ قوله إنه يشعر بالخوف والحيرة أمام تزايد حوادث استهداف
المسلمين، كما استنكر أيضاً الخطاب التحريضي والمزايدات التي انخرطت فيها عدة جهات للتهجم على المسلمين.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادثة على أساس تعرض الفتاة خديجة لاعتداء عنصري، ونقلت عن شرطي محلي قوله إنه لا يوجد ما يدعو للتشكيك في روايتها وإشارته لإمكانية الاستعانة بتقنية الرسم بالحاسوب، لصياغة صورة تقريبية للمعتدي الذي لاذ بالفرار ولم يتم تحديد هويته حتى الآن.
كما نقلت الصحيفة عن زوج الضحية، منير (33 عاماً)، أن خديجة تعرضت للاعتداء في أثناء اصطحابها لابنتيها إلى المدرسة، عندما مرت بجانب شابين قام أحدهما بشد حجابها وجذبها من شعرها دون سابق إنذار، ووجّه لها الإهانات والشتائم، من قبيل "لا نسمح لك بالتصرف هكذا في بلدنا"، فيما حاول الشخص المرافق له إقناعه بالتوقف عن تصرفه العنيف.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى إحصائيات نشرت في منتصف شباط/ فبراير الماضي، بينت أن عدد الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا ارتفع بنسبة 10 في المئة عام 2014 مقارنة بعام 2013، وبنسبة 70 في المئة بعد الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
كما ذكر التقرير بأن الأسبوع السابق لهذا الاعتداء، شهد تنظيم مسيرة جمعت أكثر من 300 شخص في تولوز ضد كل أنواع العنصرية والإسلاموفوبيا.