يتبع جيش النظام السوري سياسة جديدة في مدينة
حماة وسط البلاد، تعتمد على احتضان الشباب السوري المراهق في بلدات وقرى حماة النائية عن مركز المدينة، بهدف تجييش المراهقين وشراء الأنفس الضعيفة من خلال ضخ عشرات الآلاف من الليرات السورية، وتسهيل امتلاكهم لقطع الأسلحة الفردية.
الناشط الإعلامي "أبو أسامة الأنصاري" مراسل المؤسسة الإعلامية بحماة، يروي في حديث خاص لـ"عربي21" تفاصيل المنهج الجديد الذي يتبعه جيش النظام السوري في توريط الشباب المراهق بالأحداث الجارية، قائلا: "نجح جيش النظام في الآونة الأخيرة في تجييش عشرات الشبان المراهقين، الذين لا تتجاوز أعمارهم سن السابعة عشر، مستغلاً حاجتهم للأموال في ظل الأوضاع الراهنة، وغياب قدراتهم العقلية، وتشتت أفراد العائلة الواحدة بين الداخل والخارج".
وبلغ عدد المنضمين لجيش النظام مقابل المال والسلاح في حيي "كازو" و"الضاهرية" في مدخل مدينة حماة الغربي، ما يزيد على 400 شاب، تم تجنيدهم بشكل كامل في الفترات الأولى دون زجهم في جبهات القتال أو ما شابه.
وبعد إغرائهم بمبالغ نقدية فاقت الـ60 ألف ليرة سورية في الشهر، أي ما يعادل الـ300 دولار أمريكي، تم تقسيم المنضمين لجيش النظام إلى مجموعات متساوية، والزج بهم تحت قيادة
اللجان الشعبية أو ما يعرف بقوات الدفاع الوطني، دون تسليمهم أي مهام عسكرية أو حتى قتالية.
ويضيف المصدر أنه مع توالي الأيام ووجود الأسلحة بيد الشباب المراهقين، وكثرة الأموال وقلة الأعمال الموكلة إليهم، بدأوا بالانحراف أخلاقيا من خلال تعاطي المشروبات الروحية، وفتح منازل للعلاقات الجنسية الشاذة، ومنها إلى أعمال السطو المسلح على منازل المدنيين والمحال التجارية.
ويقوم أولئك الشباب بالتجوال ليلاً في شوارع الحيين بالأسلحة التي بحوزتهم، وإنشاء حواجز طيارة لإهانة السيارات، حيث إنك تراهم يجولون في كافة الأوقات بأسلحتهم خوفا من أي عملية اغتيال قد يتعرضون لها من كتائب المعارضة السورية المتواجدة في الريف الشمالي لمدينة حماة، وخوفا من أي مدني قد يكون يملك سلاحا فرديا يواجه أعمالهم بالنيران.
ويشير الناشط الإعلامي في حديثه، إلى أن "الغريب في هذا الأمر أن ترى عناصر اللجان الشعبية تنصب حواجزها على أطراف المدينة، وتراقبهم من على بُعد، دون الاكتراث لأفعالهم، وكأن لسان حالهم يعبر عن مدى سعادتهم بهذه التصرفات، التي تعلن نجاح مخططات الجيش السوري في هذه التجارب".
ويعيش هؤلاء المراهقون أفراح النجاح في مشاريعهم، من خلال تطوعهم في اللجان الشعبية، عوضا عن الخدمة الإلزامية التي يرونها كابوسا يلاحق شبابهم، دون الاكتراث لوضعهم الراهن، الذي بات أشد انزلاقا في الوحل، ولا يملكون قرار الخروج منه.
فمنهم من أصبح يترأس مجموعات في اللجان الشعبية، كما حصل مع أحدهم الذي أطلق على نفسه اسم "نصار"، ويعرف حاليا بشذوذه الأخلاقي والقيام بأعمال سلب واغتصاب، وصولاً إلى أعمال السطو المسلح وتجارة المسكرات وتعاطيها، وغير ذلك الكثير.