أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح" ذكرى انطلاقتها الـ50 بمهرجانات، وأقامت فعاليات حاشدة في عدة محافظات سورية، بمشاركة فاعلة من النظام السوري.
وهو ما لاقى استياء واسعا في الأوساط الفلسطينية داخل
سوريا وخارجها، لما يعانيه الفلسطينيون من معاناة وبطش
نظام الأسد وخاصة في
مخيم اليرموك.
وقالت مصادر إعلامية إن مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير السفير أنور عبد الهادي، وعضو مجلسها الثوري في سوريا سمير رفاعي، حضرا مهرجانا للحركة جنوب دمشق، إلى جانب ممثلين عن فصائل فلسطينية وقوى وأحزاب وشخصيات فلسطينية وسورية وحشد من أبناء مخيم السيدة زينب.
وأظهرت الصور المتداولة قيادات مؤيدة للنظام السوري الذي يتزعمه بشار الأسد وهم يتبادلون الضحكات والابتسامات أثناء تقطيع الحلوى احتفالًا بذكرى انطلاقة فتح الخمسين، الأمر الذي قوبل بحالة استياء من قبل لاجئي مخيم اليرموك المحاصر منذ عامين.
وأظهرت صورة في خلفية المهرجان صورة تجمع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس مع نظيره السوري بشار الأسد.
ونوهت المصادر الإعلامية إلى أن عضو قيادة إقليم فتح هدى البدوي استعرضت في كلمتها إنجازات فتح خلال مسيرة النضال، مستذكرة شهداء الثورة الذين قضوا نحبهم في الطريق إلى النصر، وعلى رأسهم الراحل عرفات، مشددة على ضرورة الالتفاف حول الثوابت والحقوق الفلسطينية.
وقدمت فرق فنية لوحات شعرية ودبكة شعبية، إضافة إلى "سكتش" مسرحي، ومجموعة من أغاني الثورة الفلسطينية.
بدوره، علق الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني ماجد الكيالي على الصورة قائلًا إنها تبعث على الدهشة والتأسّي والغضب لمآلات هذه الحركة، التي لم تعد ذاتها، وباتت أكثر بعدا عن تراثها الكفاحي وعن شعبها، أكثر من أي وقت مضى.
وقال: "إذا كانت فتح التي تقود منظمة التحرير والسلطة تتنكّر لعذابات فلسطينيي سوريا ولواقع مخيم اليرموك، فكيف سيتعاطف العالم معنا؟ إذا كانت تتنكر للشهداء تحت التعذيب من مناضليها ومئات المعتقلين الأبرياء، ولشهداء الجوع والشهداء من البرد فما الذي ننتظره من الآخرين؟"
وأضاف الكيالي: "لا أدري كيف أتت فكرة احتفال بهذا الشكل مع بدعة قالب الكاتو وعلم فلسطين وفوقهما صورة الزعيم الراحل أبو عمار مع الأسد الأب والابن. ومع تصوير! يا حيف"، على حد تعبيره.
وتابع: "لن يقدم هذا النظام، الذي يقتل أبناءه والذي دمر سوريا، أي شيء لفتح فهو أصلا لم يعد يمتلك مصيره، وفتح عنده مجرد ورقة للاستخدام لا أكثر.. اسألوا نزلاء معتقلات الضابطة الفدائية وفرع فلسطين من مناضلي فتح".
وأطلق سكان حي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق نداء استغاثة لرفع الحصار المستمر منذ نحو سنتين وسط صعوبات عديدة يعانون منها جراء البرودة الشديدة وانقطاع الكهرباء، فيما قضى العشرات جوعا وتعذيبا واستهدافا جراء تواصل قصف النظام السوري له.
ويعدّ مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو 10 كم، وبدأ حصاره منذ 10 تموز/ يوليو 2011، بإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الشمالي، قبل السيطرة التامة لفصائل المعارضة عليه، فأحكم النظام حصاره في 17 تموز/ يوليو2013، مانعاً دخول المواد الغذائية والطبية إليه.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألفاً من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الفلسطينيين في سوريا، قبل اندلاع الثورة السورية يقدر بنحو 581 ألف نسمة، يتمركزون في مخيم "اليرموك" جنوب العاصمة دمشق، بالإضافة إلى مخيمات ومناطق أخرى، بحسب إحصائيات أممية.