أعلنت
حركة النهضة التونسية، السبت، تصويت أعضاء مجلس الشورى بالموافقة على المشاركة في حكومة حبيب الصّيد، الذي كلف برئاسة الحكومة الجديدة، وبدأ مشاورات تشكيلها منذ حوالي أسبوع، وقال فتحي العيادي رئيس شورى النهضة في تصريح صحفي إنّ أغلبية أعضاء المجلس المجتمعين في مدينة الحمامات السياحية، صوّتوا لصالح مشاركة الحركة في الحكومة المقبلة، وأضاف أنّ اجتماع الشورى، الذي يحضره زعيم الحركة راشد
الغنوشي، وأمينها العام علي العريّض، أقرّ مبدأ التفويض للمكتب التنفيذي للنهضة، لمزيد من التشاور مع بقية الأحزاب ورئيس الحكومة في كيفية المشاركة، والمواقع التي يمكن للحزب تولّيها كالوزارات وكتابات الدولة .
وأشار "العيادي" إلى أنّ الاجتماع تدارس طبيعة الحكومة القادمة، وقال إن "النهضة" ترى أنّها لا بدّ أن تكون حكومة وحدة وطنية، مؤكّدا على أنّ الحركة ستتشاور و"ربّما" تتفاعل مع بقية الأحزاب حول هذا الأمر، وفي ما يتعلّق بالوزارات السيادية أكّد "العيّادي" أن مجلس الشورى أكد على ضرورة أن تُسند هذه الحقائب لشخصيات مستقلّة وغير متحزّبة، مشيرا إلى أنّ النهضة منفتحة على كل التفاعلات والمشاورات.
لن تكون حكومة ترضيات
من جانبه قال القيادي في حركة النهضة حسين الجزيري إنّ "نداء تونس" لم يكن أمامه القرار السهل لاختيار رئيس الحكومة الجديدة، لكنّه أصاب في اختياره حبيب الصيد، وزير الداخلية في حكومة الرئيس الباجي قايد
السبسي 2011، وأضاف "الجزيري" في البرنامج السياسي "اليوم الثامن" على قناة "الحوار التونسي"، مساء الجمعة، بقوله: "ليس من السهولة أن ينجح أيّ حزب بعد أن ينتصر.. وأعتقد أن "النداء" اختار شخصية غير جدالية؛ لأنّ أنصار النهضة أو أغلب الناس لا يعرفونه كثيرا.. وهو رجل من داخل الدولة، وله تجربة في الحكم"، وتابع "الجزيري" بقوله "إنّ حكومة حبيب الصّيد لن تكون حكومة ترضيات، بل سيقوم التكليف فيها على برامج الأحزاب بالأساس"، وفق تعبيره.
"الصيد".. هل الاختيار الأحسن؟
من ناحيته أشاد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بخصال "الصّيد" مؤكّدا أنه "شخصية تتمتع بالكفاءة والنزاهة والخبرة اللازمة لمواجهة تحدّيات المرحلة القادمة"، وقال الغنوشي في حوار نُشر على موقع "الجزيرة نت" -الجمعة- إنّ الصّيد "رغم أنه لعب أدوارا في فترة النظام السابق بصفة مسؤول أمني بارز، فإنّه عُرف بنزاهته وكفاءته، ويتمتع بخصال رجل المرحلة القادمة"، وأضاف أن الرئيس الباجي قايد السبسي "أحسن اختيار الصيد ليقود مشاورات تشكيل الحكومة"، لافتا إلى أنّ "من أولويات عملها تأمين البلاد من مخاطر "الإرهاب"، والقضاء على التهميش في المناطق المحرومة التي قال إن منسوب التطرف يرتفع فيها بسبب الفقر".
وأكد الغنّوشي أن "حزبه لم يحسم أمره بعد بشأن الحقائب الوزارية التي يرغب في توليها بالحكومة، لكنّه طلب تحييد الوزارات السيادية لتجنيب الدولة التجاذبات"، ونفى زعيم النهضة أن يكون فوز "نداء تونس"، الذي يضمّ في صفوفه عناصر من النظام القديم، هو "عودة للنظام السابق، وأنّ التفرد بالحكم والفساد والتزوير للانتخابات قد انتهى"، وفق تعبيره.