بدأت "زهافا شاؤول"، والدة الجندي الأسير لدى كتائب القسام في غزة "شاؤول آرون"، الأسبوع الماضي، جولة في العاصمة البريطانية لندن، في سياق سعيها لاستعادة ابنها.
والتقت "زهافا" بالعديد من الشخصيات اليهودية والصهيونية في لندن، طالبة منهم الضغط على الحكومة البريطانية لتتخذ إجراءات من شأنها إجبار حركة حماس على الإفراج عن "آرون".
وبالرغم من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن أن آرون "جندي ميت لا يُعرف مكان دفنه"؛ إلا أن والدته -بحسب القناة الإسرائيلية العاشرة- ترجح أنه ما زال على قيد الحياة.
وتقول "زهافا" إنها خاطبت عدداً من قيادات حركة حماس، طالبة منهم الإفراج عن ولدها، وخصوصاً نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
وتحاول "إسرائيل" أن تقنع الرأي العام بروايتها حول مصير جنديها الأسير، بهدف "تجنب الضغوطات المحلية، والتهرب من إجراء مفاوضات جدية مع الفصائل الفلسطينية حول الوضع في غزة؛ لأنها غير جاهزة لإتمام صفقة تبادل"، بحسب المختص في شؤون الأسرى الأسير المحرر عبد الناصر فروانة.
وقال فروانة لـ"عربي21" إن نتنياهو "لا يريد أن يسجَّل في عهده صفقتي تبادل للأسرى مع المقاومة"، مشيراً إلى أنه "سعى إلى حفظ ماء وجهه حين أقرت حكومته قانون منع العفو".
وأضاف فروانة أن "من حق والدة أرون أن تبحث عن الحقيقة المجهولة، ومن واجبنا أن نساعدها في الضغط على حكومتها لإجبارها على فتح حوار جدي مع المقاومة علّنا نصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى"، وقال: "المهم تحريك هذا الملف".
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي قرابة 7000 فلسطيني، منهم 250 طفلاً و 17 امرأة والعديد من المرضى، وذلك حسب إحصائية هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية.
للفلسطينيين أسرى أيضاً
من جانبه؛ قال القيادي في حركة "حماس"، النائب الدكتور عاطف عدوان، إن "والدة آرون تبحث عن فلذة كبدها الذي فقدته"، مشيراً إلى أن "آلاف الأسر الفلسطينية لديها أسرى أيضاً لدى الاحتلال، ويريدون رؤيتهم في بيوتهم سالمين".
وأكد عدوان لـ"عربي21" أن المقاومة الفلسطينية "أثبتت أنها عاملت الأسرى لديها معاملة إنسانية فيها لياقة واحترام"، متهماً منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بأنها "تكيل بمكاييل متعددة"، قائلاً: "لدينا أسرى لهم حقوق إنسانية، وهذا أمر لا يأبه به أحد".
وتساءل القيادي: "لماذا تريد زهافا شاؤول أن تحل مشكلتها هي، بينما المجتمع الدولي يتعامل معنا بلا أخلاق ولا مسؤولية ولا إنسانية؟"، مطالبا بـ"معاملة الإنسان الفلسطيني كأي انسان آخر له حقوق يجب أن يتمتع بها".
وفقدت آثار الجندي شاؤول آرون في الحرب الأخيرة على غزة، خلال هجوم لفرقة "جولاني" على حي الشجاعية، وأعلنت كتائب القسام أنها تمكنت من قتل 14 جندياً إسرائيلياً شاركوا في الهجوم، فيما أعلن الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة" مساء الأحد 20تموز/ يوليو 2014 عن تمكن "المجاهدين" من أسر "آرون".
وترفض كتائب القسام الإدلاء بأي معلومات حول الجندي الأسير، في الوقت الذي يُلمح فيه قياديون بـ"حماس" إلى أن لدى كتائب القسام "مفاجآت كثيرة"، ما يجعل كثيراً من مواطني غزة يعتقدون بوجود أسرى آخرين في قبضة الكتائب.
وشن الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تموز/ يوليو الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.