أصبحت
المخيمات الفلسطينية في
لبنان مجدداً ضحية التجاذبات السياسية في البلاد بعد أن دخلت خانة التحريض الإعلامي في أعقاب الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة طرابلس بين الجيش اللبناني ومسلحين محسوبين على فصائل تقاتل النظام السوري وحليفه
حزب الله اللبناني.
وتجدد التحريض على المخيمات في وسائل الإعلام اللبنانية بعد انتقال الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش إلى مدينة صيداـ وحديث إعلامي عن اعتقال عدد من المطلوبين بينهم فلسطينيون وسوريون ولبنانيون بتهم حيازة أسلحة أو تأييد الشيخ أحمد الأسير الذي خاض مع مسلحين مقربين منه قتالا عنيفا مع الجيش في منطقة عبرا بصيدا في شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي انتهت باختفائه ومقتل عدد من أنصاره وعدد من عناصر الجيش.
وبثت وسائل إعلام لبنانية غالبيتها محسوبة على تيار الثامن من آذار خلال الأيام الماضية جملة من الأخبار والتقارير التي تتحدث عن اختباء متورطين في قتال الجيش في مخيم عين الحلوة الذي يشكل أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ونشرت صحيفة الجمهورية اللبنانية تقريراً زعمت فيه أن الشيخ الأسير وخلال المعارك بين الجيش والمسلحين في طرابلس "أمر مجموعاته بالتحرّك لتنفيذ ضربات أمنية ضد مراكز الجيش في المخيمات الفلسطينية، وهو ما لم يحصل كون استخبارات الجيش كانت له في المرصاد".
وأضافت الصحيفة أنه وفور تلقي الجيش هذه المعلومات "وجّه إنذارا نهائيا للفصائل في المخيمات بضرورة تسليم جميع كوادر الأسير وعناصره، وإلا سيضطرّ إلى التحرّك وفق كلّ الوسائل المُتاحة".
وتعقيباً على هذه الادعاءات وحملة التحريض ضد المخيمات الفلسطينية قال نائب المسؤول السياسي لحركة
حماس في لبنان أحمد عبد الهادي: "لم يتصل أحد من قيادة الجيش بأحد من قيادة الفصائل بخصوص تسليم أي أحد داخل مخيم عين الحلوة".
وفي حديث خاص لـ"عربي 21" قال عبد الهادي: "هذه الأخبار هي جزء من حملة الإشاعات على المخيمات، لا سيما في ظل ما يشهده لبنان من انعكاس لما يجري في
سوريا من أحداث، حيث تشكل المخيمات جزءا من لبنان، تتأثر بما يتأثر به على المستوى الفكري والسياسي والأمني".
وأضاف عبد الهادي أن "ثمة محاولات لاستثمار المخيمات، وتحديدا عين الحلوة لصالح هذا الطرف أو ذاك، وهو ما تصدينا له نحن كفصائل فلسطينية من خلال توحيد موقفنا بالتوافق على إنشاء مرجعية للقوى الوطنية والإسلامية وأطلقنا مبادرة مشتركة لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على العلاقة الفلسطينية اللبنانية، انبثق عنها قوة أمنية مشتركة في مخيم عين الحلوة"، موضحاً أن "التنسيق بين الفصائل والجيش مستمر لتحييد المخيمات، وتحقيق الأمن والاستقرار فيها وفي الجوار".
وختم عبد الهادي حديثه بالتأكيد على أن المخيمات الفلسطينية ستبقى على الحياد، محذراً في ذات الوقت من أن هناك "محاولات مستمرة لزج العنصر الفلسطيني في هذه الأحداث"، وأن الفصائل "ترفض الشائعات والتحريض الذي يهدف إلى ايجاد بيئة مناسبة لأي تحرك يمكن أن يصيب المخيمات الفلسطينية".