شهدت محافظتي طرطوس واللاذقية خلال الأيام الماضية عدة احتجاجات قام بها أشخاص من
الطائفة العلوية ضد النظام، ومن هذه الاحتجاجات، تبادل إطلاق نار مع الأمن في أحد قرى ريف
اللاذقية عند تسليم جثث جنود، وأخرى لسائقي السيارات في طرطوس بسبب ارتفاع سعر الوقود، ومظاهرة في المدينة نادت بالحرية لسوريا وسقوط النظام.
وقال أحد الناشطين في حديث خاص لـ"عربي21": إن مظاهرة أطلقها ناشطون وسط مدينة طرطوس نادت بالحرية لسوريا وإسقاط النظام لأول مرة في الساحل السوري ومن أبناء الطائفة العلوية، إلا أن أفرع الأمن ما لبثت أن طوقت المنطقة كعادتها واستطاعت أن تعتقل معظم الشبان المشاركين في هذه المظاهرة الفريدة من نوعها في شارع العريض.
وقد عرف من بين الأسماء التي تم اعتقالها المحامي علي حماده وفادي حيدر وسوسن عبود ومايا عبود وآخرين، وتفيد الأنباء الواردة من داخل مدينة طرطوس أنهم تعرضوا خلال اقتيادهم للضرب والإهانة.
وبحسب ناشطين، خرجت في طرطوس مظاهرة أخرى لسائقي السيارات بسبب ارتفاع أسعار الوقود ما أدى إلى إغلاق الطريق الواصل إلى البحر والكورنيش في قلب المدينة، إلا أن الأفرع الأمنية استطاعت احتواء المسيرة بعد أن جاء المحافظ مصحوبا بقادة الأفرع الأمنية لتقديم الوعود بتوفير الوقود.
وفي ريف اللاذقية، تبادل بعض الأهالي إطلاق النار مع قوات الأمن عندما جاءت سيارات الأفرع الأمنية لتسليم عدد من جثث القتلى تفوق العشرة إلى قرية الشلفاطية "العلوية"، ما أدى إلى نشوب قتال مسلح مع عناصر الأفرع الأمنية الذين انسحبوا على الفور خشية تطور الأمر.
بدورها، قالت إحدى الناشطات من الطائفة العلوية في تصريح خاص لـ"عربي21": "غلا وفقر وتعتير والله يسترنا من الجاي" مضيفة: "حلهم يفيقوا
الأسد مارح يدوم".
وقال أحد الناشطين، إن العوامل الاقتصادية السيئة في مدن الساحل ربما تشكل عاملا مهما في قيام ثورة علوية تطيح برأس النظام السوري وتعجل في إطفاء نار الحرب التي ترتفع وتيرتها في كافة أرجاء
سوريا.
ويساهم عجز النظام في تأمين المواد الأساسية التي تشكل مصدر عيش الكثيرين من أبناء الطائفة العلوية، وانتشار الفساد وبقوة في أوساط المؤيدين للنظام السوري، في تأليب أبناء الطائفة العلوية على رأس النظام.
بدوره، قال "أبو محمد" إن النظام السوري لديه حل لكل مشكلة ولن يعجز عن التصدي لثورة "علوية" فالمرتزقة الأجانب هم الحل حسب رأيه.
ويتزايد عدد القتلى من شبان الطائفة بشكل مطرد لاسيما في الآونة الأخيرة بدءا من قتلى النظام في الرقة وفي حلب ودمشق وريف حماه وانتهاء بالمعارك التي يطلقها النظام في ريف اللاذقية الذي يعتبر "عرين الأسد"، بحسب مراقبين.