واصل تنظيم الدولة الإسلامية "
داعش" تقدمه في ريف
حلب الشمالي، حيث سيطر على المزيد من البلدات وهي "دابق – ارشاف – احتيملات"، وذلك بعدما سيطر أمس على بلدات "أخترين، والغوز، وتركمان بارح"، ومازال التنظيم يتقدم باتجاه مدينة اعزاز ومارع.
وقالت مصادر في جبهة الاكراد المرابطة في الريف الشمالي، والتي تقاتل ضد تنظيم "داعش"، أن خسائر التنظيم البشرية خلال تقدمهم في ريف حلب الشمالي، وصلت إلى أكثر من مئة قتيل و70 جريحا، تم نقلهم إلى مشفى قباسين قرب منطقة الباب.
وتستمر محاولات تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على جميع البلدات الواقعة بين بلدات "اخترين – مارع" وبين "احتيملات – إعزاز"، فيما ارتفعت خسائر المعارضة المسلحة ل 120 شخص بين قتيل ومفقود، وذلك بعد اعتقال العديد من العناصر واختفاء آخرين ومقتل العشرات منهم، وسط التقدم العسكري الذي حققه التنظيم في غضون ساعات.
ويحاول التنظيم التقدم باتجاه بلدة صوران القريبة من إعزاز واستطاع الثوار إيقاف تقدمهم وتدور الاشتباكات على محطيها وسط سماع أصوات الانفجارات الضخمة في الريف الشمالي الحلبي.
وقال الناشط الإعلامي في دابق أبو العلاء الحلبي لـ"عربي 12" إن "انسحاب الثوار جاء بعد القصف العنيف على البلدة ونزوح معظم الأهالي وإن البلدة تعرضت للقصف لمدة 12 ساعة دون توقف يستخدم التنظيم بالقصف المدفعية 130 وقذائف الدبابات والهاون 120".
من جهته، طالب الثوار بعض المجموعات التابعة لجبهة النصرة في مدينة إعزاز القتال ضد "داعش" أو الانسحاب والخروج من مدينة إعزاز، فرفضت هذه الكتائب القتال وانسحبت من مدينة إعزاز وعلى رأسها جيش "محمد"، الذي يقوده احد قادة الجهاديين وهو أبو عبيدة المصري.
بدوره، وصف احد الناشطين مشاركة النصرة بصد هجوم "داعش" في الريف الشمالي بـ"الخجولة"، وتواردت أنباء عن تشكيل غرفة "الأزمة" من عدة فصائل عسكرية كبيرة في حلب وذلك لتوحيد صفوف الفصائل، لكن دون تأكيدات من الفصائل العسكرية أو إصدار بيان رسمي يؤكد هذا الأمر، ما يعني الخلاف الواضح بين الفصائل الكبيرة في حلب على سبل صد هجوم تنظيم الدولة.
وقال ناشطون، إن: "هدف داعش الوصول مدينة إعزاز وبالتالي الوصول إلى معبر باب السلامة الحدودي المعبر الوحيد في حلب ومنه للأراضي التركية"، محذرين من دخول داعش إلى مدينة إعزاز حيث ستتوقف المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر معبر السلامة إلى داخل المدينة، وسيغلق المعبر والحدود التركية بوجه الأهالي منهم الأطفال والنساء الهاربين من مدينة حلب نحو الحدود التركية، ما سيسبب كارثة إنسانية كبيرة داخل مدينة حلب.
من جهته، توقع الناشط حسان الحلبي، تحرك قوات
النظام في المدينة الصناعية وحندرات في هذا الظرف وذلك لوضع الثوار بين فكي كماشة وهي "داعش" من الشمال والنظام من الشرق، ما يسبب انهيار صفوف الثوار وهذا ما تعمل عليه الكتائب حالياً من خلال عدم المس بجبهات النظام في حلب، والاعتماد على جبهات باردة أخرى لإرسال المؤازرة إلى ريف حلب الشمالي.
من جهة أخرى، ناشد مدير مخيم باب السلامة الحدودي المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، التدخل للمساعدة في رفع قدرات المخيم لاستيعاب المزيد من العائلات، وذلك بعد وصول مئات العائلات النازحة من صوران واحتيملات واخترين وارشاف وتركمان بارح والعزيزية والغوز، ما أدى إلى نقص القدرات الاستيعابية للمخيم.
وأكد نشطاء عن وصول مئات العائلات إلى معبر باب السلامة هرباً من القصف والاشتباكات واستمرار حركة النزوح نحو المعبر ونحو مدينة اعزاز بسبب اشتداد
المعارك في مناطق صوران وأرشاف وبقية بلدات الريف الشمالي.
وقام التنظيم بقصف بلدة مارع بالهاون بعد وصوله إلى محيطها والتي تعتبر من اكبر بلدات الريف الشمالي ومن أول البلدات التي ثارت على نظام الأسد، كما سقط صاروخ احدث انفجاراً دون ورود معلومات عن الخسائر المادية، علماً أن مصدر الصاروخ قوات النظام في الشيخ نجار شرقي حلب.
وكان التنظيم سيطر أمس على بلدة أخترين التي تعتبر من المناطق الإستراتيجية، والمهمة للمعارضة المسلحة، في الريف الشمالي، لقربها من بلدة مارع، أهم بلدات الريف الشمالي، ومسقط رأس قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح، الذي قتل بقصف قوات النظام في العام 2013.
يشار إلى أن "داعش" أعلنت أمس عن مقتل الشيخ أبو عبد السميع "شرعي" من "صقور الشام"، مع توارد معلومات تفيد بفقدان قادة عسكريين من ألوية "صقور الشام"، التي قامت بالتصدي لتقدم التنظيم في بلدة أخترين ووقوع خسائر فادحة في صفوف الألوية، ما سبب فقدان للعديد من العناصر وقادة الكتائب، دون ورود معلومات عن مصيرهم