حذرت نخب سياسية وإعلامية
إسرائيلية من تداعيات مظاهر ضعف
الولايات المتحدة على مصالح "إسرائيل" ومكانتها الدولية.
ونقلت الإذاعة العبرية مساء الأربعاء عن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون قوله في لقاء مغلق إن كل مظاهر السلوك الأمريكي في الساحة الدولية تعكس ضعفا واضحا، منوها إلى أن هذا السلوك يؤثر على قوة الردع الإسرائيلية.
وحمل يعلون إدارة الرئيس
أوباما المسؤولية عن تراجع مكانة الولايات المتحدة، معتبرا أن السياسات التي تتبعها الإدارة مست بهيبة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية، محذرا من مغبة أن تتجه الإدارة الأمريكية لممارسة الضغوط على "إسرائيل" للتغطية على عجزها في الساحتين الإقليمية والدولية.
من ناحيته قال المعلق السياسي بن كاسبيت إن يعلون يرى أن "نجم الولايات المتحدة يوشك على الأفول"، منوها إلى أن سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران يدلل على تهاوي مكانتها.
وفي مقال نشره موقع "يسرائيل بلاس" الثلاثاء الماضي، أشار كاسبيت إلى أن يعلون يرى أن الولايات المتحدة تخفف من وطأة الشروط التي تضعها على البرنامج النووي الإيراني بشكل فاجأ حتى الإيرانيين أنفسهم.
ونوه كاسبيت إلى أن الانتقادات التي يوجهها يعلون لسلوك الإدارة الأمريكية تعكس في الواقع خيبة أمل إسرائيلية من إمكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني.
وأشار كسبيت إلى أن يعلون يعي أن أية ضربة ستوجهها "إسرائيل" لإيران لن تؤدي إلى تحقيق نتائج مهمة وذات قيمة، مما جعل صناع القرار في تل أبيب يرون أن الحل يكمن في توظيف الولايات المتحدة قدراتها العسكرية الهائلة في توجيه الضربة للإيرانيين.
وفي سياق متصل، دعا الكاتب اليميني أمنون لورد دوائر صنع القرار في تل أبيب لإعادة تقييم العلاقة مع الولايات المتحدة والتفكير في الإقدام على فك الارتباط الاستراتيجي بها.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" الأربعاء، اعتبر لورد أن ردة الفعل الأمريكية تجاه سيطرة
روسيا على شبه جزيرة القرم يمثل أوضح ترجمة على الضعف الأمريكي.
وأعاد لورد للأذهان ما قاله رئيس جهاز الموساد الأسبق إفرايم هليفي الذي قال أن أحد أهم الاعتبارات التي دفعت الولايات المتحدة لتوثيق تحالفها مع "إسرائيل" هو حقيقة أن "الدولة العبرية" تحولت إلى قوة إقليمية في أعقاب انتصارها الكبير في حرب 67.
وينقل لورد عن هليفي قوله: "لولا أن إسرائيل استعادت زمام المبادرة خلال حرب 73، لتخلت عنها الولايات المتحدة لو انتهت الحرب بهزيمة إسرائيلية".
ونوه لورد إلى أن مكانة "إسرائيل" تراجعت كثيرا لدى الولايات المتحدة في أعقاب حرب لبنان الثانية 2006، ولم تستعد تل أبيب هيبتها لدى الأمريكيين إلا بعد أن شنت الغارة على المنشأة النووية السورية في سبتمبر 2007.
وزعم أن الولايات المتحدة في عهد أوباما تعمل على حصر الدعم لإسرائيل في المجال الدفاعي، محذرا من أن إدارة أوباما تتجه للتسليم بتحول إيران قوة إقليمية وقد تبدي استعدادا لتقديم كل ما يلائم هذا التسليم.
وشدد لورد على أن حياد "إسرائيل" بات يمثل مصلحة استراتيجية لها، على اعتبار أنها يجنبها دفع أثمان استراتيجية مع القوى المؤثرة في العالم، سيما روسيا.