وجهت وسائل الإعلام
الإسرائيلية انتقادات حادة لحكومة بنيامين نتنياهو لفشلها في الحملة الدعائية التي هدفت لتوظيف ضبط سفينة السلاح في توجيه الرأي العام العالمي نحو البرنامج النووي
الإيراني.
وقال رون بن يشاي معلق الشؤون العسكرية في موقع "واي نت" إن "إسرائيل" فشلت في إقناع الغرب بأن إيران تقوم بتضليله من خلال المواقف "الحمائمية" التي يعبر عنها الرئيس حسن روحاني.
ونوه بن يشاي إلى أنه بخلاف نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون، فإن قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرون أنه يتوجب التعاطي مع الشأن الإيراني انطلاقاً من التمييز بين "قوى الاعتدال" التي يمثلها روحاني والقوى المتطرفة التي تمثلها الأوساط القريبة من مرشد الثورة علي خامنئي.
وأوضح بن يشاي أن "إسرائيل" خططت لتوظيف ضبط السفينة في توجيه ضربة دبلوماسية ساحقة على إيران، سيما في ظل تواتر المؤشرات على أن روحاني ووزير خارجيته ظريف نجحا "في تضليل" قادة الغرب عبر الادعاء بأن إيران لم تعد إيران التي كان يقودها أحمدي نجاد.
وأشار بن يشاي إلى أن الغرب يتعاطى مع الشأن الإيراني على اعتبار أن طهران تشهد صراعاً بين الإصلاحيين بقيادة روحاني والمحافظين بقيادة قادة الحرس الثوري، مما جعل الحكومات الغربية غير متحمسة لتبني الرواية "الإسرائيلية" بشأن السفينة والعمل على أساسها.
وأوضح بن يشاي أن الغرب لا يريد إضعاف معسكر روحاني ظروف من خلال توجيه اتهامات شاملة ضد النظام في إيران بأسره، ونوه إلى أن حرص وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى طهران تحديداً بعد ضبط السفينة جاء للإثبات للشعب الإيراني أن الرهان على الانفتاح على الغرب "يؤتي أكله".
وأشار بن يشاي إلى أن الغرب يدرك أن الهدف الرئيس لمعسكر روحاني ظريف هو رفع العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما يجعله مستعدا لإبداء تنازلات تكتيكية بشأن البرنامج النووي، في حين أن قادة المحافظين في إيران غير مستعدين لإبداء أي تنازل بشأن البرنامج النووي.
وفي ذات السياق، أكد تسفي بارئيل، معلق الشؤون العربية في صحيفة "هارتس" أن نتنياهو حرص من خلال الحملة الدعائية التي أحاط بها ضبط السفينة إلى المس بمصداقية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي مقال نشره أمس الأربعاء في الصحيفة نوه بارئيل إلى أن نتنياهو حرص على توظيف ضبط السفينة في "تلقين" أوباما درساً عبر إحراجه أمام الرأي العام الأمريكي بإبراز أن رهانه على التقارب مع إيران في غير محله.
وتساءل بارئيل قائلاً: ما قيمة أن تضبط إسرائيل 40 صاروخا ذات متوسط على ظهر السفينة، في حين أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي يؤكد أن 170 ألف صاروخ موجهة إلى قلب إسرائيل.
من ناحيته أكد المعلق عكيفا إلدار أن ضبط السفينة لن يساعد في تغيير الصورة النمطية السائدة في العالم عن إسرائيل كدولة رافضة للسلام.
وفي مقال نشره أمس الأربعاء في النسخة العبرية لموقع "مونتور"، أوضح إلدار أن نتيناهو حاول من خلال "الحفلة الإعلامية" حول السفينة تقليص اهتمام العالم بمصير المفاوضات والخطة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لحل الصراع.