فجر الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في تصريحات صحفية حديثة له عددا من المفاجآت الصادمة، منها قوله: إن قضايا الدم تمثل العقبة الوحيدة أمام حصول
السيسي على توافق عام كمرشح رئاسي، وإن قتلى الأحداث الأخيرة لا قصاص لهم، ناصحا الإخوان بقبول مبدأ الدية.
وزعم أن الإخوان كانوا يظنون السيسي خلايا نائمة، وأن الجماعة قد تدعم عنان للرئاسة ضد السيسي لرغبتها في انقسام الجيش.
ونفى نائب رئيس الدعوة السلفية -في حوار أجرته معه جريدة "الشروق"
المصرية اليومية الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2014- أن يكون قد اقترح على الفريق السيسي دفع دية 500 ألف جنيه لأهالى ضحايا أعمال العنف الأخيرة، معتبرا أن "وصف الرجل بـ«القاتل» اتهام بلا أدلة مقرا بأن فض اعتصام
رابعة شهد تجاوزات عدة.
وزعم أن قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" وقواعدها يلزمها شرعا أن يكون قبول الدية ضمن خياراتها لأنه ذُكر فى القرآن، مستشهدا بقوله تعالى: "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيْهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوْفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ"، وهذا الأمر مردود لورثة القتيل، وهناك اتفاق بين العلماء على أنه لو عفا واحد من أهالى القتلى أو وافق على الدية سقط القصاص"، بحسب تعبيره.
وتابع برهامي: "باتفاق أهل العلم أيضا: يلزم أن يكون القصاص عن القتل عمدا مرهونا بأدلة وقرائن، وليس القصاص بمصطلحه السياسى، وأن هناك اتفاقا من عامة العلماء على أن قتال الفتن، وهو ما يحدث الآن بلا قصاص، وعبر التاريخ منذ أن تقاتل الصحابة، وأيضا صراع بنى أمية، وقتل الحسين بن على والمجازر التى وقعت فى إنشاء دولة بنى العباس ضد بنى أمية، وتلك الأحداث لم تحل بالقصاص بل العفو، وبدون دية، لذلك أنصح قيادات الإخوان أن يضعوا قبول الدية ضمن حلولهم لتجاوز تلك الأزمة، وألا يتحدثوا بالنيابة عن أهالى الضحايا".
وأقر برهامي بأنه قابل السيسي بعد 30 حزيران/ يونيو 2013 مرتين، وتحدث معه عن قرار فض اعتصام رابعة، وأنه اختلف مع قول السيسي إن من قُتل فى اعتصام رابعة هو من رفع السلاح فقط، "فهناك من قتل، وهو لم يرفع سلاحا، مثل والد زوجة شريف طه المتحدث باسم حزب «النور»، الذى قتل فى السادسة صباحا أثناء فض الاعتصام، وهو رجل عجوز، ويجهل حمل السلاح، وأصيب بالرصاص فى ظهره، لذلك طلبت أن يتم تعويض أهل من قتل بغير حق، وتشكيل لجان تحقيق للتوصل إلى الحقائق حتى لا يتهم أحد بلا أدلة"!.
كما زعم برهامي في حواره أن الجماعة كانت تظن أن السيسى من خلاياها النائمة. وحول تصريحه من قبل بأن
حزب النور حشد 5 ملايين صوت للتصويت على الدستور لكنهم عزفوا عن المشاركة قال إن السلفيين نوعان: الدعوة السلفية، والسلفيون بوجه عام، مؤكدا أن 80 أو 90% من قادة الدعوة السلفية شاركوا فى الاستفتاء والتصويت بـ«نعم»، ونظموا مؤتمرات ومظاهرات.
وتابع أن هناك جزءا بسيطا من الدعوة تأثر بقناة الجزيرة وصفحات الإخوان على الفيس بوك، لكن الجزء الأكبر من قطاع السلفيين هو من قاطع الاستفتاء بسبب قضايا الدم. وأضاف: "استنتجت تلك النسبة من خلال استبيان بسيط فى درس لى، حيث سألت عن من شارك فى الاستفتاء فأجابنى حوالى 80% من الحاضرين بأنهم صوتوا بـ"نعم".
وأقر برهامي بعزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء بسبب شعورهم بأنهم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع 4 مرات خلال الأعوام الماضية، وكلها هُدمت بداية من الاستفتاء على تعديلات مارس 2011، والانتخابات البرلمانية التى حل بعدها البرلمان، والانتخابات الرئاسية التى عزل بعدها مرسى حتى لو هناك مبررات، والاستفتاء على دستور 2012، الذى تم إلغاؤه مع عزل مرسى.
وأوضح أن النتيجة كانت أن الشباب شعروا بأنه لا فائدة من مشاركتهم، وبالنسبة للشباب المتدين فلديه أزمة مع الدم الذى أسيل فى الفترة الأخيرة، ولابد أن يدرك أى رئيس قادم هذه المشكلة بالرغم من قلة أعداد هولاء الشباب، لكنهم قادرون على إحداث العنف مثلما يحدث فى جامعة الأزهر.
وأشار إلى السبب الثالث فى عزوف الشباب هو عودة رموز الحزب الوطنى المنحل، ودعوتهم للتصويت بـ«نعم» على الدستور. ووصف دعوة البابا تواضروس للتصويت بـ«نعم» بأنه من ضمن أسباب عزوف الشباب أيضا عن المشاركة فى الاستفتاء.
ووصف الفريق السيسى بأنه مشهود له بالذكاء، وحب المحيطين له، وحسن إدارة مؤسسة الجيش، لكن هناك جانبا لابد أن يُعالج هو مشكلة قضايا الدم، التى تدفع جزءا من شباب الدعوة السلفية والسلفيين للتخوف من ترشحه.
وتابع برهامي حديثه: "الجماعة (يقصد الإخوان) قد تدعم الفريق سامي عنان لو ترشح ضد السيسى للرئاسة بهدف انقسام القوات المسلحة، وهو هدف من ضمن أهداف الإخوان حاليا"!
وحول إمكان تنسيق حزبه (النور) في الانتخابات البرلمانية المزمعة مع رموز الحزب الوطنى قال إن ذلك ممكن مع المعروف عنهم منهم من نظافة اليد واللسان، وقابلية الفكرة الإسلامية بشكل عام.