قال رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود
أولمرت إن "إسرائيل" عازمة على التصدي لـ "جميع الأعداء من الخارج"، إلا الخطر الأكبر الذي يهدد حقا وجود الدولة ويتوقع أن يقوض استقرارها واقتصادها ووحدتها وهويتها، وهو الخطر القادم من الداخل.
وأكد أولمرت في مقال نشره عبر صحيفة "هآرتس" أن هذا الخطر ينعكس في "تنامي نفوذ القطاع اليهودي المسيحاني، الذي يكتسب قوة ويكتسب موطئ قدم في أجزاء مختلفة من الدولة والمجتمع الإسرائيلي، حيث إنه مصمم على تقويض أسس وجودنا كما كانت منذ تأسيس الدولة".
وأضاف: "أود تعريف هذا القطاع، لمساعدة أولئك الذين يجدون صعوبة في رؤية وتحديد الأشخاص المعرضين للخطر، من هم بالضبط وما هو التهديد الذي يشكلونه.. أنا أتحدث عن حركة
المستوطنين، أصحاب القبعات المنسوجة، الذين يتركزون في مستوطنات الضفة الغربية".
وأوضح أنه "لتجنب الشك، كما قلت وكتبت في عدة مناسبات، فإن الشباب الذين يقاتلون على الجبهة، ويرتدون القبعات المحبوكة، هم من أعظم المقاتلين والأبطال في شعب إسرائيل، وتفانيهم وتضحياتهم وتصميمهم وشجاعتهم يلهمني وكثيرين آخرين".
وذكر أن "عدد الفراغات في صفوفهم أكبر بشكل كبير من وزنهم النسبي في مجمل السكان اليهود الإسرائيليين.. أحييهم، إلا أن بقية جمهورهم في المناطق وأيضا داخل إسرائيل يشكل تهديدا حقيقيا لوجود دولة إسرائيل".
واعتبر أن الأحداث التي وقعت في معسكر الجيش الإسرائيلي قاعدة "سديه تيمان" ليست سوى مقدمة بسيطة لتهديدهم، قائلا إن "هذا الخطر ينعكس أولا وقبل كل شيء في مشاعرهم تجاه قادتهم وممثليهم في الكنيست والحكومة ومختلف البلديات والعامة، وأن كل شيء مباح لهم ولا توجد سلطة في البلاد يمكنها كبحهم".
وبين أن "هجومهم على قاعدة عسكرية، والأذى الذي لحق بالجيش وجنوده وقادته، هو نتيجة حتمية للشعور بالقوة الذي راكموه، وللشعور بأنه مسموح لهم، لأنهم يمثلون الروح الحقيقية التي يجب أن تكون أساس وجود دولة إسرائيل".
وتساءل: "ما هذه الروح في عيونهم؟ إسرائيل دولة يهودية، وفي الدولة اليهودية لا يوجد مكان لغير اليهود، وعندما يصل مهاجرون جدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل، يجب إعادتهم بسرعة إلى الأماكن التي أتوا منها، وعندما يتعلق الأمر بالمواطنين غير اليهود داخل دولة إسرائيل، يجب مقاطعتهم والتمييز ضدهم ومضايقتهم وعدم التعاون معهم وعدم محاولة خلق حياة من الاحترام المتبادل والتسامح معهم".
وقال: "إذا كان هؤلاء من سكان المناطق، فيمكنك تدميرهم وتدمير ممتلكاتهم وتدمير حقولهم ومصدر رزقهم وتحطيم مركباتهم وحرق منازلهم والإضرار بهم، بأعذار مختلفة معظمها ملفقة وكاذبة، وإذا كان ذلك ممكنا يجب عليك قتلهم، والهدف النهائي هو طردهم وتسليم وطننا المقدس للمستوطنين".
وأضاف أولمرت أن "هذه ليست الوجهة النهائية لهذا الجمهور، وبالنسبة لهم ليس هناك مفر من تطهير المجتمع الإسرائيلي من كل أولئك الذين يختلفون معهم، من كل أولئك الذين هم على استعداد للنظر في التسوية الإقليمية كجزء من عملية قد تؤدي إلى المصالحة بيننا وبين الفلسطينيين".
وأوضح أن اليساريين هو لقب يطلق على جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، وهم أناس حقيرون، إذا جاز التعبير، يُسمح لهم بالتحريض ضدهم، وإذا لزم الأمر، إطلاق النار عليهم، وقد تم بالفعل توزيع الأسلحة المناسبة على المليشيات التي تطيع قادة المعسكر المسيحاني، وليس بعيدا اليوم أن تستخدم هذه المليشيات الأسلحة التي حصلت عليها للقضاء علينا أيضا نحن اليساريين والمتعاونين مع حماس وأعضاء حركة الشباب وقوات الأمن، بحسب ما يقول بعض المحرضين".
وحذر من أنه "رغم أن الأمور قد تبدو مبالغا فيها، فهل نحن قريبون حقاً من واقع الحرب الأهلية، ومن المواجهة العنيفة بين مجموعة المسيحين وجزء آخر مهم ومركزي من المجتمع الإسرائيلي؟ هل سيتمكن فتيان التلال، الذين يقومون بأعمال شغب في المناطق ويهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحاولون أحيانا أداء واجبهم ومنعهم من ارتكاب أعمال العنف، من تصويب بندقيتهم وإلحاق الأذى بالمدنيين الذين يمثلون مجموعة مختلفة من القيم وقبل كل شيء؟".
وأضاف: "هل سيؤذي فتية التلال هؤلاء أولئك الذين هم على استعداد لتحمل الانسحاب من المناطق، بما في ذلك المناطق التي يعتقد الكثير منا، بما فيهم أنا، أن لها ارتباطا عميقا بتاريخ شعبنا وصلواته وشوقه لآلاف السنين؟ فهل هناك احتمال أن يفهموا أنه لا مفر من التنازل عن هذه الأراضي من أجل التوصل إلى تسوية تقودنا في النهاية إلى السلام والمصالحة وحياة بلا حرب وسفك دماء وقمع لشعب آخر؟".