بعد مرور أيام قليلة على صدور النتائج الأولية
للتحقيقات التي أجراها جيش
الاحتلال عن فشله في إحباط هجوم حماس في السابع من أكتوبر،
فقد توالى صدور ردود الفعل الإسرائيلية على هذه النتائج التي تمحورت حول عدم وجود استنتاجات
شخصية بشأن القادة الميدانيين المسؤولين عن ذلك الفشل، واتهام الدولة بأنها بدأت
التحقيق
في الفشل من الأسفل، من الجندي العادي، دون الاقتراب من القادة الكبار، ما يسيء إلى المنظومة
القانونية في الدولة.
نير دفوري المراسل العسكري لـ"
القناة
12"، أكد أن "نتائج التحقيق تعني بصورة واضحة فشل الجيش في حماية المستوطنين
في غلاف غزة، بسبب افتقاره لمنظومة القيادة والسيطرة، وتجمع قواته في فترة ما بعد الظهر
فقط، وخارج الكيبوتس، ما يؤكد أن الجيش لم يكن مستعدًا لاحتمال حدوث مثل هذا الاختراق
الواسع النطاق، ولم يكن لديه قوات كافية، الأمر الذي يستدعي ضرورة الاستعداد له بشكل
مختلف تماماً".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"
أن "نتائج التحقيق لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، ولا توجد قرارات بشأن مسؤولية القادة
عن الفشل، وليس من المؤكد أن الأمر سيبقى على هذا النحو في المستقبل، ما يؤكد أن هذا
التحقيق ليس كافيا، بل ينبغي تشكيل لجنة تحقيق حكومية لفحص ما حدث قبل سنوات من هجوم
السبت بشكل خاص".
عاميت سيغال مراسل الشئون الحزبية أكد أن
"الدولة بدأت التحقيق في الفشل من الأسفل إلى الأعلى، مع أن الفشل بدأ من الأعلى،
لأن هؤلاء القادة الموجودين في القمة هم مهندسو الفشل، الذين حصلت خلال فترة ولايتهم
هذه المتاعب للدولة".
وأضاف أن "نتائج التحقيق لم توفر إجابات
على العديد من الأسئلة التي يطرحها الإسرائيليون، فهم لا يعرفون، على سبيل المثال،
لم لم تعمل المروحيات أو طائرات سلاح الجو، ولماذا لم تتمركز القوات التي وصلت بالفعل
إلى الكيبوتسات المجاورة لغزة، حيث علموا أن حدثًا معقدًا كان يحدث".
الجنرال رونين مانيليس المتحدث السابق باسم
جيش الاحتلال، أكد أن "أولئك الذين فشلوا في حماية مستوطنات غلاف غزة لديهم أسماء
وأدوار، ويتعين عليهم العودة لبيوتهم، لأن التحقيق يكشف أن الجيش أخفق في مهمته، لكنه
في الوقت ذاته لم يضع يده على المسؤولين عن هذا الفشل، ولا يظهر أي إشارة بأنهم سينهون
مهامهم، ويتقاعدون، بحيث يجب أن يأتي تقاعدهم من منطلق الإيمان بأن هذه بداية الطريق
للترميم والإصلاح الذي سيأتي لاحقا".
وأضاف في مقال نشرته "
القناة 12"،
وترجمته "عربي21" أن "التحقيق بشأن ذلك الفشل في يوم السبت الأسود يدفع
الإسرائيليين للتساؤل: كيف حدث هذا الشيء الفظيع لنا، مع أن هناك أحداثا لا يمكن تصورها
في التحقيق، فكل منها وحده قد يملأ خطط الدروس لكل طالب وقائد في الجيش في السنوات
القادمة، رغم أنني عندما قرأت التحقيق لم أستطع التخلص من موجات الإحباط والغضب، بشأن
ما حدث لنا آنذاك، وما يحدث لنا منذ ذلك الحين".
وقال: "أنا غاضب لأنه يقال إن الجيش
فشل في حماية المستوطنين، والفشل يطال جميع المستويات ممن لديهم أسماء ورتب، لكنهم
لا يفعلون ذلك، رغم أننا لم ننتظر تسعة أشهر حتى تصلنا رسالة عن فشل الجيش، لأننا للأسف
عرفنا باكرا أننا فشلنا، لكننا نعتقد في الوقت ذاته أن المشكلة لا تتعلق بجندي ذي رتبة صغيرة في الجيش، ولذلك فإني أشعر بالغضب لأنه بعد تسعة أشهر وأربعة أيام من السابع من
أكتوبر، لم يكن هناك سوى تحقيق واحد جاهز، تم عرضه على الجمهور، ونحن بعيدون عن الحقيقة".
تشير ردود الفعل الإسرائيلية حول كشف نتائج
التحقيق عن فشل الجيش في صد هجوم حماس في ذلك السبت، أن غضب الإسرائيليين منه جاء لأن صدور هذه النتائج لم يرافقه ذهاب قادة الجيش الميدانيين، بمن فيهم جنرالات هيئة
الأركان العامة، إلى مستوطنات غلاف غزة كي يحنوا رؤوسهم أمام المستوطنين بسبب هذا الإغفال،
وصولا للمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء، وبدلا من ذلك، فإنهم ما زالوا في مناصبهم، ولا
تظهر عليهم حتى علامات طي أغراضهم، والعودة لمنازلهم، بل إن بعضهم يلمّح إلى أن التحقيق
سوف يستغرق وقتًا طويلاً قبل أن يدفعوا ثمن الفشل.