من التداعيات المهمة لطوفان الأقصى ما تتعرض له
إسرائيل من هجوم
سياسي وإعلامي دولي ضدها. فأصبحت دولة نازية، مارقة منبوذة، قاتلة للأطفال مثل
داعش وبوكو حرام، ومتهمة بجرائم الإبادة الجماعية. وصار قادتها ملاحقون بأوامر
اعتقال من الجنائية الدولية لارتكابهم جرائم
حرب في قطاع
غزة. وفي هذا الإطار نشر
معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب INSS في 4 يوليو تموز الجاري
دراسة مهمة،
عنوانها: "إسرائيل على الطريق الخطير للعزلة الدولية".
أهمية الدراسة
ترتبط قوة إسرائيل ارتباطا وثيقا باندماجها في النظام الدولي؛ لكن
هذا الارتباط يتعرض حاليا لتهديد كبير، فهي تواجه حملة دولية غير مسبوقة ضدها. وقد
أدى الجهد المتواصل إلى شيطنة إسرائيل إلى تراجع ملحوظ في مكانتها العالمية. ويؤدي
فشلها في معالجة هذه الحملة إلى مخاطر كبيرة على اقتصادها وأمنها القومي وقدرتها
على تحقيق أهدافها العسكرية.
كاتبة الدراسة هي العقيد احتياط "بنينا شارفيت باروخ"،
ولها خبرة كبيرة طويلة في الجيش الإسرائيلي، إذ كانت مسئولة عن إسداء المشورة
القانونية لقادة الجيش وصناع القرار بشأن القضايا المتعلقة بالقانون الدولي مثل:
النزاع المسلح واحتلال الأراضي وترسيم الحدود وحل النزاعات. وقادت المستشارين
القانونيين للعمليات في الجيش، وعملت مستشارا قانونيا في المفاوضات مع الفلسطينيين
من بدايتها.
ملخص الدراسة
في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حصلت إسرائيل على
دعم واسع النطاق من المجتمع الدولي. ولكن، حتى في هذه المرحلة المبكرة، وجدت بعض
العناصر داخل الأمم المتحدة صعوبة في إدانة حماس. ومع تصاعد الصراع والدمار واسع
النطاق في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، تحول الدعم إلى انتقادات حادة
واتهامات شديدة ضد إسرائيل.
تهدف الحملة الدولية إلى عزل إسرائيل، وتصويرها على أنها دولة قمعية عنصرية خارجة عن القانون، وإضعافها إلى حد الانهيار. ومع تقدم الحرب، وصلت إسرائيل إلى حالة من فقدان الشرعية بشكل شبه كامل لتصبح دولة منبوذة.
وفي حين يركز خطاب إسرائيل على أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، والرهائن
الذين تحتجزهم حماس، والخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية؛ فإن الرواية العالمية
تؤكد على الدمار الواسع النطاق في غزة، وعشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين،
والأزمة الإنسانية الحادة. وتحمل وسائل الإعلام الدولية والأمم المتحدة وجماعات
حقوق الإنسان إسرائيل المسؤولية عن المعاناة وعرقلة الحلول السياسية لإنهاء الصراع.
جزء من نجاح الحملة المعادية لإسرائيل متجذر في عودة المشاعر التي
تصور الفلسطينيين على أنهم الضحايا النهائيون الذين يستحقون الدعم غير المشروط.
وقد أدت الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، والنفوذ المتزايد لليمين
المتطرف في الحكومة، واعتماد سياسات ترفض أي حل للصراع، إلى زيادة جرأة الحملة
المعادية لإسرائيل وتضخيمها، وتآكل صورتها كدولة ديمقراطية وليبرالية. وتدور
الانتقادات الموجهة إليها حول بعدين أساسيين:
ـ المسؤولية التاريخية عن معاناة الفلسطينيين والانتهاكات المستمرة
لحقوقهم. ويصف النقاد إسرائيل بأنها دولة استعمارية إمبريالية، ومعرقلة دائمة
للسلام.
ـ اتهام إسرائيل بالاستهداف المتعمد أو غير المتناسب للمدنيين،
وتهجير السكان كعقاب جماعي، وفرض المجاعة في غزة، وحجب الضروريات الأساسية بما في
ذلك الرعاية الطبية عن الفلسطينيين.
اللاعبون في الحملة الدولية
الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل مصاغة بعبارات قانونية في قرارات
وتقارير المنظمات والهيئات الدولية، كالأمم المتحدة ومؤسساتها، ولجان التحقيق،
ومنظمات حقوق الإنسان. ومثال مهم لهذه التقارير هو تقرير الأمين العام للأمم
المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح CAAC، والذي أدرج الجيش الإسرائيلي على القائمة
السوداء السنوية للجناة الذين يؤذون الأطفال في حالات النزاع، إلى جانب روسيا
وداعش وبوكو حرام.
وتلعب الأمم المتحدة دورا فاعلا في نشر الحقائق والأرقام التي تصور
إسرائيل على أنها تمارس سياسة استخدام القوة المفرطة وتجويع الفلسطينيين في غزة.
لذا، وجدت إسرائيل نفسها تحت إجراءات قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية،
ومحكمة العدل الدولية. هذا إلى جانب ما تم قبل الحرب من الحصول على رأي استشاري
الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2022 حول شرعية الاحتلال
الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وفي مايو/ أيار 2024، أعلن المدعي العام للجنائية
الدولية أنه سيسعى للحصول على مذكرات توقيف ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع للاشتباه
في ارتكابهما جرائم حرب في غزة. وإذا صدرت هذه الأوامر، فإنها ستلزم الدول الأعضاء
في المحكمة البالغ عددها 124 دولة باعتقالهما ونقلهما إلى لاهاي إذا دخلا أراضيها.
ولا يزال التحقيق جاريا، وقد تصدر أوامر اعتقال إضافية، بعضها قد يكون سريا يُكشف
عنها عند التنفيذ.
كيان نازي
أصدرت محكمة العدل الدولية أوامر وقتية تأمر إسرائيل بالامتناع عن
ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية أو التحريض عليها، والسماح بوصول المساعدات
الإنسانية الفورية إلى سكان غزة، والسماح لفرق التحقيق التابعة للأمم المتحدة
بالدخول إلى غزة. وتكمن خطورة هذه الأوامر في أنها وصمة عار شديدة ضد إسرائيل،
وتصورها على أنها ترتكب أخطر جريمة ممكنة "الإبادة الجماعية"، مما يعزز فكرة أنها تشبه النظام النازي.
دولة منبوذة ورمز عالمي للشر
من سمات الحملة ضد إسرائيل انتشارها على نطاق واسع. والاحتجاجات
الجماهيرية ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم غير مسبوقة، مما يجعل إسرائيل رمزا
عالميا للشر. وتأثير الحملة ملحوظ بشكل خاص على الشباب. وأي بحث على الإنترنت عن
مصطلحات مثل الإبادة الجماعية يؤدي إلى إسرائيل، مع عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو
والمقالات. وتتحول إسرائيل بسرعة إلى "دولة منبوذة" ويجب مقاطعتها
بالكامل. لقد أصبح التعبير عن دعم إسرائيل إشكاليا وخطيرا، ويأتي معظم الدعم
العلني لها من مصادر يهودية أو من اليمين المتطرف.
المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية
منذ اندلاع الحرب، أعلنت عدة دول قطع العلاقات الدبلوماسية مع
إسرائيل أو استدعاء سفرائها. وأصدرت بيانات عدائية، أو أطلقت مبادرات ضد إسرائيل،
أو صوتت على قرارات ضدها. وفرضت دول مختلفة عقوبات على كيانات إسرائيلية، خصوصا
المتطرفين اليهود والمستوطنين، كما هدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل.
كما تم فرض قيود تجارية مع إسرائيل من قبل دول مختلفة أبرزها تركيا، وهي خطوة لها
آثار كبيرة بسبب الاعتماد الكبير لإسرائيل على واردات السلع الأساسية التركية.
وإذا حدثت مقاطعة اقتصادية من قبل دول إضافية، فإنها يمكن أن تؤدي إلى أزمة
اقتصادية طويلة. وقد منع الرئيس الفرنسي ماكرون شركات الدفاع الإسرائيلية من
المشاركة في معرض مهم لصناعة الدفاع بسبب حكم محكمة فرنسية بحظر أي مشاركة
إسرائيلية في المعرض. كما فرضت دول مختلفة، بما في ذلك كندا وإيطاليا وإسبانيا
وبلجيكا، قيودا على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. أما الخطر الرئيسي سيكون إذا فرضت
الولايات المتحدة قيودا على تسليم المعدات العسكرية، الأمر الذي قد يكون له
تداعيات خطيرة على القدرات العسكرية الإسرائيلية.
دور الجهات الفاعلة غير الحكومية
تؤثر الحملة ضد إسرائيل على الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل
الشركات التجارية المؤثرة على المستهلكين والمستثمرين، والمؤسسات الأكاديمية
والثقافية والرياضية. وهناك زيادة حادة في عدد الحالات التي تقاطع فيها كيانات
دولية مختلفة الأنشطة التجارية مع إسرائيل. وكذلك، يوجد اتجاه ملحوظ لخفض
الاستثمارات، وإلغاء الصفقات مع الشركات الإسرائيلية، ومقاطعة المنتجات
الإسرائيلية، مما سيلحق ضررا بالغا بالاقتصاد، وسيؤثر على مستوى المعيشة، ويضر بالقدرة على تمويل
النفقات الضرورية للأمن القومي.
وتتزايد المقاطعة المعلنة أو الضمنية ضد الإسرائيليين في المجالين
الأكاديمي والثقافي. فقد أعلنت عشرات الجامعات أنها توقف أو تعيد تقييم علاقاتها
مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، أو تسحب استثماراتها، وكذلك إلغاء اتفاقيات
التعاون مع الجامعات الإسرائيلية، وتجميد التعاون البحثي، وتجنب قبول الأطباء
الإسرائيليين للتدريب في الخارج.
بالإضافة إلى هذه التدابير، قد يجد الإسرائيليون أنفسهم عرضة
لإجراءات قانونية في بلدان مختلفة. ويأتي ذلك في أعقاب مبادرات من قبل كيانات
حكومية أو خاصة في بلدان مختلفة لبدء إجراءات ضد الجنود وأفراد الأمن، مع التركيز
على أولئك الذين يحملون جنسية مزدوجة. والنتيجة النهائية هي أن الإسرائيليين بدأوا
يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في جميع أنحاء العالم.
حملة مؤقتة أم طويلة الأجل
تختلف الحملة الحالية في شدتها ونطاقها عن الحالات السابقة للهجمات
السياسية على إسرائيل خلال العمليات العسكرية. وهي ليست موجة ستتبدد آثارها في
نهاية الحرب، إذ ترتبط بعمليات اجتماعية أوسع لا علاقة لها بإسرائيل نفسها. كما أن
قادة الحملة أنشأوا مراكز تأثير وشبكة واسعة وفعالة لنشر رسائلهم مما يمكنهم من
الاستمرار في العمل في المستقبل. علاوة على ذلك، فإن الحرب نفسها مستمرة منذ عدة
أشهر دون نهاية في الأفق. وقد تستمر إسرائيل في العمل في قطاع غزة لسنوات قادمة،
في احتكاك مستمر مع السكان هناك، مع احتمال التصعيد في الضفة الغربية وفتح جبهة
إضافية مقابل حزب الله في شمال إسرائيل. ومع استمرار الحرب، تصبح صورة إسرائيل
كدولة منبوذة أكثر رسوخا، وسيكون من الصعب التخلص منها. وهذا صحيح بشكل خاص إذا لم
يكن هناك تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، فإن بعض تدابير الحملة الدولية لها آثار طويلة الأجل،
مثل سحب الاستثمارات أو فرض المقاطعة والعقوبات ضد إسرائيل. وسيكون للضرر المهني
الذي يلحق بالباحثين الإسرائيليين في العلوم والتكنولوجيا والأوساط الأكاديمية
آثار دائمة. وسيبقى محسوسا لسنوات. وما سينجم عن الحملة من ضرر اقتصادي وهجرة
الأدمغة في الخارج. كما سيكون من الصعب الحفاظ على مكانة إسرائيل في ضوء هذه
العمليات. لذا، قد تكون عودتها إلى
مكانتها السابقة أمرا مستحيلا.
عواقب العزلة الدولية
إن شيطنة إسرائيل، التي تغلغلت بين عامة الناس في جميع أنحاء العالم،
لديها القدرة على التأثير بشكل كبير على صانعي القرار في مختلف البلدان. فلم يعد
يُنظر إلى إسرائيل على أنها تشارك الديمقراطية والقيم الغربية، مما سيضعف هذه
العلاقات، وستصبح معتمدة في المقام الأول
على المصالح المشتركة.
ومع تزايد الضغط الشعبي في مختلف البلدان المعارضة لإسرائيل، قد تنظر
دول مختلفة وقادتها إليها على أنها عبء أكثر من كونها أصلا، مع تكاليف سياسية
لدعمها. ونتيجة لذلك، قد ينأون بأنفسهم عنها إلى حد قطع العلاقات على مختلف
المستويات. وبعبارة أخرى، فإن انتشار نزع الشرعية عن إسرائيل، وتحولها إلى دولة
منبوذة في جميع أنحاء العالم، يدفعها نحو واقع خطير من العزلة الدولية والانفصال
عن العالم وما ينجم عن ذلك من نتائج كارثية:
ـ أضرار اقتصادية جسيمة، وانخفاض كبير في مستوى المعيشة، والإضرار
بالأمن القومي.
ـ لحاق ضرر شديد بردع إسرائيل. وقد ثبتت أهمية التحالف مع الولايات
المتحدة بشكل حاسم في الحرب، وفي الرد على الهجوم الإيراني في 13 نيسان/أبريل،
الذي كانت إسرائيل ستواجه صعوبة في التعامل معه بمفردها. ويمكن افتراض أن ضغوطا
مماثلة ستطبق على أي عمل مستقبلي في لبنان يمكن أن يضر بالمدنيين اللبنانيين أو
البنية التحتية المدنية. لذلك، يبدو أن إسرائيل تفتقر حاليا إلى شرعية العمل في
لبنان الذي من شأنه أن يؤدي إلى مثل هذه النتائج.
إن السياسة التي تقدس العزلة وتتجاهل المصالح الوطنية هي سياسة خطيرة للغاية، وسيدفع الإسرائيليون جميعا الثمن. ويمكن أن تؤدي الحملة الدولية في النهاية إلى انتصار أعداء إسرائيل.
ـ الارتباط بالغرب، وخاصة الولايات المتحدة، هو عنصر مركزي في تحفيز
الدول العربية لإقامة علاقات سلمية مع إسرائيل. لكن تصوير إسرائيل على أنها ترتكب
جرائم خطيرة ضد الفلسطينيين يؤثر على صورتها في الدول العربية، مما يوسع العداء
القائم بالفعل تجاهها، ويجعلها عبئا على قادة هذه الدول.
ـ تضر العزلة الدولية بمصالح الإسرائيليين، ويعوق بشدة تنمية
إسرائيل، وستجد نفسها في تراجع.
ـ الانفصال عن العالم هو ضربة قاضية لإسرائيل، ستصبح معه دولة فقيرة
ومتخلفة. ومن شأنه أن يؤدي إلى رحيل النخب، وتبني السرديات الانعزالية، وتعزيز
العناصر القومية والمتطرفة داخل إسرائيل.
تعقيدات معالجة الحملة الدولية
لقد خرجت الحملة الدولية عن السيطرة، فإسرائيل تُهزم حاليا على
الساحة الدولية. لكن ما يساعد على وقف الحملة وتخفيف أضرارها هو تغيير سلوك
إسرائيل عسكريا وسياسيا ودوليا. ومن الضروري التمييز بين الكيانات المعادية
لإسرائيل، والتي لا يمكن تغيير موقفها، وتلك التي لا تعاديها بشكل أساسي. كما
ينبغي الاهتمام بمؤيدي إسرائيل الذين يتعرضون للهجوم ويجدون صعوبة في الوقوف إلى
جانبها.
وعلى إسرائيل الاعتراف بأن الخسائر البشرية الواسعة النطاق والدمار
والأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة، قد حولت إسرائيل في نظر الكثيرين إلى كيان
وحشي يلاحق الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة. لذلك، يجب تكثيف الجهود لتجنب
الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين، والسماح بالمعونة الإنسانية لقطاع
غزة. كما يجب إدانة التصريحات الإسرائيلية التي تغذي الحملة، مثل: تشجيع الهجرة
الفلسطينية من قطاع غزة، والسيطرة على القطاع، وإعادة المستوطنات، والإعلان عن عدم
وجود أبرياء في غزة.
"معاداة السامية" ليست مجدية أمام
الحملة الدولية
تقوم طريقة تعامل إسرائيل مع الحملة الدولية على اعتبار الانتقادات
ضدها معاداة للسامية، مما يعني غياب رد جوهري لديها على الادعاءات الموجهة ضدها،
وعدم وجود سياسة إسرائيلية متماسكة ضد الحملة، وأنها لا تأخذها على محمل الجد، ولا
تستثمر الموارد اللازمة لمواجهتها. وتكشف عن ضعف طويل الأمد للسلك الدبلوماسي
الإسرائيلي. وتقترح كاتبة الدراسة مجموعة من الإجراءات التي يجب على إسرائيل
اتخاذها لمواجهة الحملة ووقفها:
1 ـ أن تكون اعتبارات الشرعية جزءا مهما من القرارات في زمن الحرب،
مما يعني فرض قيود على استخدام القوة. وإذا كان الضرر الدولي على إسرائيل يفوق
الفائدة العسكرية، فينبغي ممارسة ضبط النفس.
2 ـ تبني سياسة واضحة ضد فكرة العزلة الدولية لإسرائيل، وتحييد
التأثير الضار لعناصر داخل إسرائيل، وداخل الحكومة، الذين يعملون عمدا على تدهور
علاقات إسرائيل الدولية.
3 ـ تعزيز الالتزام القانوني والأخلاقي للحكومة والجيش وقوات الأمن
أثناء القتال. وتجنب التصريحات غير الأخلاقية التي تشجع أو تُثني على أعمال لا
تتماشى مع القانون الدولي.
4 ـ تعظيم المساعدات الإنسانية، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ونشر بيانات
مهنية وموثوقة علنا.
5 ـ إجراء التحقيقات المهنية في الادعاءات الموجهة ضد إسرائيل،
والعمل وفق مبدأ التكامل في الإجراءات الجنائية في المحكمة الجنائية الدولية
ومحاكم الدول المختلفة بما يمنع التدخل الخارجي.
6 ـ بدء عملية نحو إنهاء الصراع عبر ترتيبات سياسية مما يساعد كثيرا
في وقف الحملة ضد إسرائيل.
كانت الخطوات السابقة ضرورية لإحداث تغيير جوهري في السلوك
الإسرائيلي لتقليل مدى وتداعيات الحملة الدولية ضدها؛ أما الخطوات التالية فتراها كاتبة الدراسة
لازمة لإدارة الأعمال المضادة للحملة:
1 ـ التعرف على مخاطر التهديد والعزلة الدولية، وما يمكن أن تلحقه
من ضرر بالغ بأهم مصالح إسرائيل.
2 ـ صياغة سياسة منسقة لحملة للتعبير عن مواقف إسرائيل بشكل فعال
ومهني.
3 ـ اتباع نهج استباقي ضد العناصر التي تحرك الحملة المضادة
لإسرائيل، بما في ذلك دعاوى قضائية، والعمل ضد مصادر تمويلها، وكشف صلاتها
بالمنظمات والكيانات التي تسعى إلى إلحاق الضرر بالدول الغربية.
4 ـ يجب تجنب الافتراء الشخصي والاتهامات بمعاداة السامية ضد كل
منتقد.
5 ـ تعزيز داعمي إسرائيل، وتزويدهم بما يساعدهم في الدفاع عنها،
وإقناع الآخرين ليحذوا حذوهم.
الخلاصة
تهدف الحملة الدولية إلى عزل إسرائيل، وتصويرها على أنها دولة قمعية
عنصرية خارجة عن القانون، وإضعافها إلى حد الانهيار. ومع تقدم الحرب، وصلت إسرائيل
إلى حالة من فقدان الشرعية بشكل شبه كامل لتصبح دولة منبوذة. وهي ظاهرة واضحة في
الأوساط الأكاديمية والجمهور العام، وخاصة الشباب في جميع أنحاء العالم، وتؤثر
أيضا على مواقف الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية تجاه إسرائيل. وكل ذلك له
تداعيات خطيرة على إسرائيل في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية
والأكاديمية والثقافية، وبشكل كبير بالأمن القومي، ويحد بشدة من حريتها وقدرتها
على مواصلة الحملة العسكرية وتوسيعها إلى جبهات أخرى.
إن السياسة التي تقدس العزلة وتتجاهل المصالح الوطنية هي سياسة خطيرة
للغاية، وسيدفع الإسرائيليون جميعا الثمن. ويمكن أن تؤدي الحملة الدولية في
النهاية إلى انتصار أعداء إسرائيل.