نشر موقع "
أويل برايس" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن سبب
ارتفاع أسعار
البنزين في فصل الربيع، والذي يرتبط بعدة عوامل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أسعار البنزين آخذة في الارتفاع، حيث ارتفعت بحوالي 0.30 دولار للغالون منذ بداية السنة، وما قد لا تدركه هو أن هذا الارتفاع في الأسعار يحدث كل عام تقريبًا.
وفي الواقع، إذا نظرنا إلى سنة 2000، فإن المرة الوحيدة التي لم ترتفع فيها أسعار البنزين بين كانون الثاني/ يناير، وأيار/ مايو كانت في سنة 2020 - عندما أدت جائحة كوفيد-19 إلى انهيار أسعار
النفط.
وفي الخريف يحدث العكس؛ إذ تنخفض أسعار البنزين كل سنة تقريبًا بين شهري آب/ أغسطس وكانون الأول/ ديسمبر. ويميل الناس إلى ملاحظة ذلك خلال سنوات الانتخابات، لاقتناعهم بأن الساسة يتلاعبون بأسعار البنزين من أجل البقاء في مناصبهم.
ولكي نكون منصفين، فإنهم يحاولون في بعض الأحيان القيام بذلك، ولكن هناك سبب أكثر جوهرية وراء الارتفاع والانخفاض السنوي في أسعار البنزين.
في الواقع؛ هناك عامل موسمي وراء التغيرات في أسعار البنزين. تقوم وكالة حماية البيئة بتنظيم خلطات البنزين بشكل إستراتيجي موسميًّا لتقليل الانبعاثات، خاصة تلك التي تساهم في الضباب الدخاني، بسبب تبخر البنزين.
تحقق وكالة حماية البيئة هذا التنظيم من خلال الحدود الموسمية لما يسمى ضغط بخار البنزين. وتعتمد مواصفات ضغط بخار البنزين على درجة الحرارة لأن معدلات التبخر تزيد عند درجات الحرارة المرتفعة.
ولخفض معدلات تبخر البنزين، تتطلب وكالة حماية البيئة مستويات أقل من ضغط بخار البنزين خلال فصل الصيف. وفي حين أن حدود ضغط بخار البنزين المحددة تختلف حسب الولاية، فإن 7.8 أرطال لكل بوصة مربعة هو الحد الشائع في معظم أنحاء الولايات المتحدة خلال فصل الصيف.
وذكر الموقع أن تاريخ الامتثال للبنزين الصيفي لمصافي التكرير ومحطات المنتجات هو 1 أيار/ مايو. وأمام تجار التجزئة حتى 1 حزيران/ يونيو لاستكمال التغيير. وهذا يعني أن مصافي التكرير تقضي شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل في إجراء التبديل، وبالتالي فإن خزاناتها تمتثل للموعد النهائي في الأول من شهر أيار/ مايو.
وهناك سببان وراء ارتباط هذا التحول عمومًا بارتفاع أسعار البنزين. أولاً، يعد إنتاج البنزين الصيفي أكثر تكلفة، والسبب الرئيسي لذلك هو البيوتان.
يمكن مزج البيوتان، الذي يتمتع بضغط بخار بنزين مرتفع يبلغ 52 رطلا لكل بوصة مربعة، في البنزين بمعدلات أعلى في الخلطات الشتوية، نظرًا لأن ضغط البخار الإجمالي للبنزين يمكن أن يكون أعلى. ويعد البيوتان فعالاً من حيث التكلفة لأنه غالبًا ما يتم تداوله بخصم قدره دولار واحد للغالون مقارنة بالنفط الخام أو البنزين. كما أنه يزيد من إمدادات البنزين عن طريق إضافة مكون وفير بشكل عام إلى مجمع مزج البنزين.
وفي الصيف؛ تجعل حدود ضغط بخار البنزين الصارمة مزج كميات كبيرة من البيوتان غير عملي. وتعني إزالة البيوتان أنه يجب استبداله بمكونات أكثر تكلفة، وبالتالي يصبح البنزين النهائي أكثر تكلفة. كما أن القدرة المحدودة على إضافة البيوتان إلى خلطات الصيف تقلل أيضًا من العرض الإجمالي لمكونات خلط البنزين.
أما العامل الثاني الذي يساعد على زيادة الأسعار هو أن هذا التحول إلى الخلطات الصيفية يحدث مع بداية موسم الصيف الذي يرتفع فيه الطلب. وبالتالي الجمع بين ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الإمدادات وارتفاع الطلب، وهو ما يمهد الطريق لارتفاع أسعار البنزين كل سنة تقريبًا.
وهناك عوامل خارجية عرضية مثل الأعاصير في خليج المكسيك، أو الأحداث الجيوسياسية، أو الوباء العالمي الذي يمكن أن يعطل هذه الاتجاهات الموسمية. ولكن في معظم الأحيان تتبع أسعار البنزين هذا الاتجاه الموسمي.
وهناك جانب إيجابي واحد في هذا التحول، يتجاوز مجرد محاولة إبقاء الضباب الدخاني تحت السيطرة. بعبارة أخرى؛ يشتمل البيوتان على محتوى طاقة أقل من المكونات الأخرى للبنزين، وبالتالي فإن محتوى الطاقة في مزيج البنزين الصيفي يميل إلى أن يكون أعلى. وبالتالي، عادةً ما تدفع أكثر، ولكن يجب أن ترى أيضًا تحسنًا طفيفًا في كفاءة استهلاك الوقود في سيارتك.