نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتب البريطاني بول روجرز، تحت عنوان "بإمكان الولايات المتحدة إيقاف الفظاعات التي تُرتكب، اليوم، في
رفح. فلماذا لا تفعل؟"، وذلك في ظل تصاعد التحذيرات الدولية والأممية من مغبة اجتياح
الاحتلال لمدينة رفح جنوب قطاع
غزة.
وحذر الكاتب البريطاني، وهو أستاذ فخري لدراسات السلام في جامعة بريدفورد، من أن أي هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح ستكون له مخاطر، وسيؤثر مباشرة على المدينة ومحيطها الذي يؤوي "حوالي 1.5 مليون شخص، كثير منهم في خيام واهية، في ظل شحّ الطعام والمياه النظيفة، فضلاً عن قلة الدعم الطبي".
وأشار روجرز، إلى أن الولايات المتحدة بمقدورها إيقاف اجتياح رفح البري، إذ إن "إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي ولا يمكنها مواصلة الحرب لفترة طويلة بدونها".
وقال إن "إدارة
بايدن وجهت رسائل قوية، على نحو متزايد، إلى نتنياهو، للحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، لكنها لم تنجح كثيرا".
وفسر كاتب المقال عدم نجاح هذه الرسائل بأن "الإسرائيليين يعرفون أنهم يستطيعون تجاهل بايدن دون عواقب".
ووفقا للكاتب البريطاني، فلن تكون هناك عواقب لتجاهل بايدن "لأنه من المؤكد أن اللوبي الإسرائيلي قوي للغاية في واشنطن، وأن علاقات البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) مع إسرائيل عميقة".
واستطرد الكاتب موضحا بأن "هذه العلاقة القوية بين البنتاغون وإسرائيل وُطدت بشكل كبير، عندما طُلبت مشورة إسرائيل إبان حرب العراق عام 2003، وحتى الآن تتمركز القوات الأمريكية بشكل دائم في إسرائيل، وتُدير منشأة رئيسية للإنذار المبكر بالرادار".
ورأى أن هناك سببا آخر لبسط نفوذ إسرائيل داخل الولايات المتحدة، وهو وجود مجموعة الضغط الإسرائيلية الرئيسية، أو "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" المعروفة اختصارا باسم "إيباك"، ذات الدور الفعال. بيد أن هناك أيضا منظمات يهودية أمريكية في واشنطن غير راضية عن الحرب، مثل مجموعة "جيه ستريت (J Street)"، بحسب الكاتب.
وأضاف المقال أن هناك جزءا مفقودا من موقف بايدن، وهو الفائدة التي تكتسبها إسرائيل من دعم المسيحيين لها داخل الولايات المتحدة. إذ إنه من بين حوالي 100 مليون مسيحي إنجيلي في الولايات المتحدة فإن "هناك أقلية كبيرة تتمسك بالاعتقاد بأن إسرائيل جزء أساسي من خطة الرب المسيحي ليوم القيامة"، وفقا لتعبير الكاتب البريطاني.
ويعتقد الكثيرون منهم، بحسب ما يقول الكاتب، بأن "المعركة النهائية ستكون على أرض إسرائيل بين الخير والشر، وأن ذلك جزء من خطة الله لأن تصبح إسرائيل دولة يهودية".
واختتم الكاتب البريطاني بول روجرز مقاله، مستشهدا بتصريحات كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عندما قالا إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في المساعدات العسكرية لإسرائيل، مشيرا إلى أن "هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود على وجه السرعة، إن كنا نريد منع وقوع كارثة أعظم".