كشفت صحيفة "
نيويورك
تايمز" الأمريكية، عن تفاصيل تتعلق بمهمة الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا،
في أضخم عملية ضد جيش
الاحتلال في
غزة قبل يومين.
وذكرت الصحيفة أن
"إسرائيل كانت تحاول هدم جزء من ضاحية فلسطينية في إطار مساعيها لإنشاء منطقة
عازلة على حدود قطاع غزة، وذلك حينما قتل 21 جندياً في انفجار شرق مخيم
المغازي
وسط القطاع".
ونقلت الصحيفة هذه
المعلومات عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وضابط مشارك في عمليات الهدم وسط القطاع،
مشيرة إلى أنهم فضلوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الأمر.
وأوضحوا أن "إسرائيل
تهدف إلى هدم العديد من المباني الفلسطينية القريبة من الحدود، من أجل إنشاء منطقة
أمنية، تصل إلى 0.6 ميل على طول حدود غزة البالغة نحو 36 ميلاً".
وأعلن جيش الاحتلال
الاثنين الماضي، عن مقتل 21 من جنوده وسط قطاع غزة، إثر انفجار قذيفة "آر بي
جي" استهدفت دبابة، كانت تحمي قوات إسرائيلية داخل مبنيين أثناء تفخيخهما،
بهدف هدمهما، وتسبب الانفجار في مقتل الجنود داخل المبنيين وبجوارهما.
ويروج الاحتلال لفكرة
إنشاء
منطقة عازلة، كنتيجة لحربه الوحشية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر
الماضي، والتي خلفت أكثر من 25 ألف شهيد و63 ألف إصابة.
وتهدف "تل أبيب" من إنشاء
المنطقة العازلة، إلى إقناع المستوطنين في غلاف غزة، بأن بيوتهم أصبحت آمنة، ويمكنهم
العودة إليها.
وعارضت الخارجية الأمريكية
بشكل علني في كانون الأول/ ديسمبر، حديث المسؤولين الإسرائيليين عن فكرة المنطقة العازلة، لأنها
ستتسبب في تقليص المساحة الجغرافية لقطاع غزة.
وكان المقرر الخاص للأمم
المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق، بالاكريشنان راجاغوبال، قد قال إن
"التدمير المنهجي للمنازل الفلسطينية الحدودية، يمكن أن يشكل جريمة حرب،
لأنها لا تشكل تهديدا مباشرا على إسرائيل".
وأوضح راجاغوبال في
تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، أنه "لا يوجد أي بند في اتفاقيات جنيف بشأن ما تفعله
إسرائيل على الحدود، وهو نوع من التدمير الاستباقي للممتلكات".
وتابع: "يمكن
لإسرائيل اتخاذ إجراءات تتعلق بكل عقار على حدة، لكن ليس على نطاق واسع على طول
الحدود بأكملها. إن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة بعدم التورط
في ما يسمى التدمير العشوائي للممتلكات".