قالت صحفية "نيويورك تايمز"، إن جيش
الاحتلال الإسرائيلي تفاجأ بمدى حجم شبكة
الأنفاق تحت قطاع
غزة وعمقها ونوعيتها.
وذكر تقرير للصحيفة، أن أحد هذه الأنفاق كان واسعا بما يكفي لمسؤول كبير بحماس قيادة سيارة في الداخل، فيما يمتد نفق آخر إلى ما يقرب من 3 ملاعب كرة قدم تحت منزل أحد كبار قادة حماس، كما تحدث جيش الاحتلال عن عثوره على درج حلزوني يؤدي إلى نفق بعمق 7 طوابق تقريبا.
ونقل التقرير عن مسؤولين وجنود في جيش الاحتلال كانوا في الأنفاق، وكذلك مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين من ذوي الخبرة في المنطقة، قولهم "إن نطاق الأنفاق التي بنتها حماس وعمقها ونوعيتها قد أذهلهم، حتى أن بعض الآلات التي استخدمت لبنائها فاجأت الجيش الإسرائيلي، الذي يعتقد الآن أن هناك المزيد من الأنفاق تحت القطاع".
وأضاف التقرير "أن طول شبكة الأنفاق قُدر الشهر الماضي بنحو 400 كلم، ويقدرونها حاليا بما يتراوح بين 560 و750 كلم، وتلك أرقام غير عادية لمنطقة يبلغ أقصى طول لها 40 كلم فقط. كما قدر اثنان من المسؤولين أن هناك ما يقرب من 5700 مدخل منفصل يؤدي إلى الأنفاق".
ونقل التقرير عن آرون غرينستون، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه، عمل على نطاق واسع في الشرق الأوسط، قوله "إن حماس استخدمت الوقت والموارد على مدى السنوات الـ15 الماضية لتحويل قطاع غزة إلى حصن".
وأردف التقرير بأن :هذه الأنفاق تمثل للجيش الإسرائيلي كابوسا تحت الأرض، وجوهر قدرة حماس على البقاء، وكل هدف إستراتيجي لإسرائيل في قطاع غزة مرتبط الآن بمحو الأنفاق".
وأوضح التقرير "أن إحدى الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل في 2022 أظهرت أن حماس خصصت ميزانية قدرها مليون دولار لأبواب الأنفاق والورش تحت الأرض ونفقات أخرى في خانيونس".
ونقل التقرير عن مسؤول "إسرائيلي" قوله، "إن الجيش ربما أمضى عاما في تحديد موقع نفق واحد، لكن الحملة البرية قدمت الآن مجموعة من المعلومات حول الشبكة".
وزعم مسؤول "إسرائيلي" آخر، "أن الجيش الإسرائيلي فحص الحواسيب التي يستخدمها نشطاء حماس المسؤولون عن بناء الأنفاق للعثور على الممرات تحت الأرض، حيث تم العثور على قوائم بالعائلات التي استضافت مداخل الأنفاق في منازلها الخاصة.
وقال أحد الجنود "إن بعض الأنفاق مفخخة، وهناك قنابل مخبأة في الجدران، وعبوة ناسفة ضخمة تم توصيلها بأسلاك صلبة ليتم تفعيلها عن بعد، مشيرا إلى أن جهاز التفجير صُنع في مصنع، وكان عليه رقم تسلسلي، وأن القنبلة لو انفجرت لقتلت أي شخص في النفق وخارجه مباشرة".
من جهتها، قالت خبيرة حرب الأنفاق في جامعة رايخمان في "إسرائيل" دافني ريتشموند باراك، "إن حماس استلهمت التكتيك من المسلحين السوريين الذين قتلوا العشرات من القوات الحكومية في هجوم نفقي في حلب عام 2014".
وقال مسؤول "إسرائيلي"، "إن تدمير الأنفاق ليس بالمهمة السهلة، إذ يجب تحديد أماكنها وفحصها أولا بحثا عن "رهائن". وقد فشلت المحاولات الأخيرة لهدم الأنفاق عن طريق إغراقها بمياه البحر".
وقدر المسؤول أن تعطيل نظام الأنفاق قد يستغرق سنوات.