قالت صحيفة واشنطن بوست
الأمريكية، إنّ "إسرائيل بحاجة إلى قيادة جديدة، لأن الخلافات الناشئة داخل
مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي نفسه، يمكن أن تكون لها عواقب على المدى
القصير".
وأضافت الصحيفة في
افتتاحيتها، أنه مع معاناة المحتجزين في قطاع
غزة، فـ"يجب على تل أبيب اتخاذ خيارات
استراتيجية وصعبة"، مشيرة إلى أن "الجبهة الموحدة بين إدارة بايدن
وإسرائيل باتت متصدعة".
وأوضحت أنه "مع تمكن
واشنطن من إقناع تل أبيب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية، وتخفيض كثافة عملياتها في
غزة؛ لا يزال هناك خلاف يتعلق بالقضية الأساسية، وهي تحديد نهاية استراتيجية
للحرب".
وتابعت: "بايدن يحث
على إقامة دولة
فلسطينية في نهاية المطاف، لكن
نتنياهو يستبعد ذلك بشكل
قاطع"، مؤكدة أن موقف بايدن صحيح وموقف نتنياهو خاطئ.
وذكرت أن الإسرائيليين
فقدوا "الثقة في عمليات السلام، بحسب ما ذكر رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، أمام
المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأسبوع الماضي. ويعارض 65 في المئة قيام دولة
فلسطينية، بحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في ديسمبر/ كانون الأول".
ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس
الوزراء، غادي آيزنكوت، قوله إن "إسرائيل فشلت حتى الآن في تحقيق هدفها
الرئيسي من الحرب – "فلم نسقط
حماس" – كما أن هدفها الرئيسي الآخر، وهو
إطلاق سراح رهائن حماس، لا يمكن تحقيقه أيضا".
ويرى آيزنكوت أن هناك حاجة
إلى التفاوض لوقف إنساني للقتال لفترة طويلة، و"من يزعم خلاف ذلك" فهم من
"يحاولون بيع الأوهام للجمهور".
وتقول الافتتاحية إن كلام
آيزنكوت يحمل دلالات قوية لـ"دوره السابق، رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي
ولأن ابنه وابن أخته قتلا في غزة".
ولفتت الصحيفة إلى أن عدد
الرهائن في غزة الذين لا يزالون على قيد الاحتجاز 132 شخصا، بينهم 27 رفات يعتقد
أنهم ماتوا هناك، ومن المتوقع أن يكونوا محتجزين في مواقع منتشرة في أنحاء غزة وفي
عمق شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس.
وتشير الافتتاحية إلى اعتراف
آيزنكوت بأنه "على الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها الجيش الإسرائيلي،
فإن هذا الانتشار يجعل فكرة عمليات الإنقاذ الواسعة النطاق وهما".
وشددت الصحيفة على أنه
"لا يمكن نسيان الرهائن، كما أنه لا يمكن نسيان معاناة المدنيين الفلسطينيين،
وإذا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير حماس قريباً، فإن السبيل الوحيد لإخراج
الرهائن هو التوصل إلى اتفاق معها بوساطة قطر".
وأردفت بقولها: "بيد
أن نتنياهو لا يرى الأمر بهذه الطريقة، بعد أن دعا إلى فرض شروط أكثر صرامة
للإفراج المحتمل في اجتماعات مجلس الوزراء الأخيرة".
وختمت الصحيفة افتتاحيتها
بالقول: "مع مرور الوقت بالنسبة إلى الرهائن، وتزايد الاحتجاجات الإسرائيلية
على نهج نتنياهو في التعامل مع هذه القضية، تحتاج إسرائيل إلى إجماع سياسي جديد
لتمكينها من اتخاذ خيارات استراتيجية صعبة، وهو ما يقودنا إلى اقتراح آيزنكوت
الأكثر جرأة: إجراء انتخابات جديدة، حتى لو كانت في زمن الحرب".
ووفق "واشنطن
بوست"، فإنه على الرغم من أن هذا الاقتراح قد يبرز الانقسامات في "إسرائيل"
بشكل أوضح، فإنه ضروري "لتجديد الثقة التي أصبحت مفقودة في الوقت
الحالي".