رغم تأكيد دبلوماسي أوروبي لموقع أكسيوس الأمريكي وجود
وساطة عمانية
بين أمريكا وإيران بقوله إن "الولايات المتحدة تعمل مع العمانيين بشأن القضية
الإيرانية"، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نفى للموقع هذه
المزاعم بقوله إن "الولايات المتحدة لم تبحث اتفاقا مرحليا مع إيران أو تخفيف
عقوبات أو إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية" علما بأن الوكالة
الدولية للطاقة الذرية أعلنت مساء أمس الأربعاء إغلاقها التحقيق في المنشأة
النووية المشتبه بها في إيران بعد أن قدمت إيران تفسيرات لجزيئات اليورانيوم
المكتشفة في الموقع .
تقرير أكسيوس تزامن مع اختتام سلطان عمان هيثم بن طارق زيارته
الرسمية لطهران التقى فيها المرشد الأعلى علي خامنئي مثيرا التكهنات حول طبيعة
الوساطة العمانية وأطرافها.. فهل كانت معنية بالوساطة بين طهران والقاهرة أم بين
طهران وواشنطن؟
التكهنات حول طبيعة الوساطة العمانية جاءت بعد نشاط أمريكي مفرط قاده
جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي وبريت ماكغورك مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض بالتزامن مع انعقاد القمة
العربية واستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية؛ شملت الرياض ومسقط والكيان الإسرائيلي
مطلع الشهر الحالي أيار/ مايو.
هل كان النشاط الأمريكي متعلقا بعودة سوريا للجامعة العربية وإدارة
مفاوضات سرية بين النظام السوري وأمريكا في مسقط؛ أم كان لطلب الوساطة الأمريكية
بين إيران وواشنطن بحسب ما زعم موقع أكسيوس وهو ما بتنا نشهد ثماره في الانفراجة
بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ أم محاولة لإقناع الرياض الانضمام
للاتفاقات الإبراهيمية التطبيعية أم كل ذلك في آن واحد السعودية؛ فمستشار الأمن
القومي في الكيان الإسرائيلي تساحي هنغبي خلال زيارته مساء أمس الأربعاء لواشنطن
نقل عنه القول: السعودية أملت شروطا على الأمريكيين مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛
مضيفا القول: إن الطلبات السعودية تشكل في الوقت الحالي معضلة لأمريكا ولا نعلم
حقًا ما يدور بين الإثنين بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز .
الوساطات والتحركات الأمريكية المفرطة تؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض غمار التهدئة وخفض التصعيد في الإقليم مسلحة بوعود تعجز عن الوفاء بها لكافة الأطراف المتخاصمة والمتنافسة؛ فالتحركات والوساطات هرولة أمريكية متواصلة نحو سراب التهدئة على أمل تجنب مزيد من التدهور والتآكل في نفوذها.
الكشف عن الوساطة العمانية بين إيران وأمريكا لتخفيف العقوبات على
طهران مقابل خفض مستويات تخصيب اليورانيوم إلى ما دون 60% في المنشآت الإيرانية
رغم التكهنات وتضارب الأنباء بقيت في لب الحدث وتفاعلاته؛ فزيارة السلطان هيثم بن
طارق لطهران ترافق مع زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية في الكيان الإسرائيلي رون
ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي لواشنطن للقاء عدد من المسؤوليين الأمريكيين
على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان؛ كما ترافقت مع زيارة قائد
القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "إريك كوريلا" للكيان ولقائه وزير
الأمن الإسرائيلي يؤاف غالانت يوم أول أمس الثلاثاء بعد أيام قليلة من تصريحات
الجنرال هرتسي هيلفي رئيس أركان جيش الاحتلال أشار فيها لإمكانية استهداف المنشآت
النووية الإيرانية ما دفع واشنطن لطلب إيضاحات من المسؤول الأمني الإسرائيلي دفعته
للتراجع عن تصريحاته.
الانفتاح الإقليمي على خيارات إقليمية وقوى دولية تقوض النفوذ الأمريكي
بات تهديدا مباشرا للنفوذ الأمريكي الذي يعاني من ضغط الحرب الأوكرانية والصراع في
مضيق تايوان والباسفيك؛ فحالة التفلت والانفراط لعقد النفوذ الأمريكي غرب آسيا
وشرق المتوسط لم تعد تقتصر على السعودية وتركيا وإيران بل وتشمل الكيان الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة التي أعلنت انسحابها مؤخرا من
تحالف القوى البحرية الذي تقوده أمريكا بعد أن عبرت عن استيائها من العجز الأمريكي
عن استعادة ناقلتي نفط سيطرة عليهما البحرية الإيرانية اإداهما غادرت الكويت والثانية
ميناء الفجيرة الإماراتي.
ختاما..
الوساطات والتحركات الأمريكية المفرطة تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية
تخوض غمار التهدئة وخفض التصعيد في الإقليم مسلحة بوعود تعجز عن الوفاء بها لكافة
الأطراف المتخاصمة والمتنافسة؛ فالتحركات والوساطات هرولة أمريكية متواصلة نحو
سراب التهدئة على أمل تجنب مزيد من التدهور والتآكل في نفوذها.
https://twitter.com/hma36