على
هامش الزيارة التاريخية التي قام بها وزير خارجية الاحتلال
الإسرائيلي إيلي كوهين إلى
تركمانستان، لافتتاح سفارة الاحتلال في عاصمتها عشق أباد على بعد 17 كم فقط من
الحدود مع إيران، فقد كان عدد من الضيوف الدبلوماسيين في هذا الحفل، ومنهم سفراء الولايات
المتحدة والإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا.
أريئيل
كهانا، المراسل السياسي لصحيفة "
إسرائيل اليوم"، كشف أن "افتتاح
سفارة الاحتلال في تركمانستان يمكن لها أن تساعد اليهود فيها للحصول على التأشيرات
للوصول إلى دولة الاحتلال، عقب لقاء كوهين بممثلين عن الجالية اليهودية الصغيرة هناك،
حيث عقد الاجتماع في السفارة الإسرائيلية الجديدة، واستمع لأهم ما يضايقهم، لا سيما أنهم لا يستطيعون القدوم لإسرائيل، لا كزيارة ولا كسائحين، وأشار أحدهم إلى أنه يبلغ
من العمر 80 عامًا، ويريد زيارتها، والحصول على تأشيرة لذلك، لكني لمدة خمس سنوات
لا أستطيع، لعدم وجود قنصلية".
ونقل عن يهودي تركماني آخر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "والدي يهودي، لكني لا أعرف
أي شيء عن اليهودية، ولا يمكن تخيل مدى صعوبة جمع المعلومات حولها، لأنه لا توجد
منظمة يهودية هنا، ولا تمثيل يهودي، اضطر لأن أسافر طوال الطريق إلى طشقند لجمع
المعلومات، لكن لا توجد رحلات جوية إليها، فيما تستغرق ساعات طويلة بالقطار".
وأوضح
أنه "فيما ستبدأ وكالة "ناتيف" المسؤولة عن هجرة اليهود من دول
الكومنولث العمل في تركمانستان، فإن الوفد المرافق للوزير كوهين يعتقد بإمكانية
بدء هجرة اليهود من تركمانستان إلى فلسطين المحتلة، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك
عدة عشرات من اليهود في البلاد".
تال
شنايدر مراسلة موقع "
زمن إسرائيل"، أكدت أن "العلاقة مع تركمانستان
رسالة لإيران، وليس واضحاً ما إذا كانت ستصمد، وفيما
العلاقات مع أذربيجان قائمة
على بيع الأسلحة وواردات الوقود، فإن التقارب مع تركمانستان هو في الأساس رسالة لإيران،
ولكن قد ينتهي هذا القرار بخيبة أمل إسرائيلية؛ بسبب الطبيعة المفتوحة والتصريحات ضدها،
كما أن اتصالات تل أبيب وعشق أباد تجري على مستوى الرتب الأمنية، وليس السياسية".
وكشفت
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في 2009،
افتتح وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان سفارة ثابتة هناك، وخلال الزيارة الحالية قرر
كوهين تحديث مبنى السفارة بتعيين إسماعيل الخالدي كأول دبلوماسي بدوي مسلم لدولة الاحتلال
الذي انتقل لتركمانستان مؤخرًا فقط، التي ليست أرضًا خصبة، في هذه المرحلة على
الأقل، للتعاون الاقتصادي والزراعي والأمني، ويرجع ذلك جزئيًا لصعوبة التواصل مع
السكان المحليين".
وأشارت إلى أن "حجم النشاط الاقتصادي بين إسرائيل وتركمانستان منخفض جدا، وبلغ حجم
التبادل التجاري ستة ملايين دولار، وهو مبلغ ضئيل، رغم أن علاقاتهما عمرها ثلاثين
سنة، ورغم محاولة إسرائيل تعيين سفراء هناك، لكن التركمان استبعدوا بعض الأفراد على
أساس أنهم ضباط استخبارات، فيما يعيش فيها 400 يهودي، معظمهم غير ناشطين في
الأوساط اليهودية، ولا يوجد كنيس هناك، لكن السفارة الإسرائيلية على اتصال ببعضهم".
رغم
أن القرار الإسرائيلي بوضع هذه الدولة النائية على الخريطة مثير للاهتمام، لكنه قد
ينتهي أيضًا بالإحباط بسبب التصريحات الهجومية على إيران، اللتين تحوزان حدودا
لمسافة 1150 كم، وتعتمد تركمانستان على إيران اقتصاديًا، حيث تصدر الغاز الطبيعي
والنفط والمنتجات البتروكيماوية، ويزور رؤساء البلدين بشكل متكرر، ولديهما مشاريع
بنية تحتية مشتركة وسدود وسكك حديدية وخطوط أنابيب لنقل الغاز.
يأتي
التوجه الإسرائيلي استكمالا لما كشفته الوكالة اليهودية عن خطة سرية لتشجيع
الهجرات لفلسطين المحتلة، حيث تركز دولة الاحتلال جهودها نحو جمهوريات الاتحاد
السوفيتي السابق لاستقطاب الهجرات منها، مع العلم أن كثيرا من المهاجرين اليهود من
هذه البلدان يأتون إليها بدوافع اقتصادية.
تتزامن
الجهود الإسرائيلية الجديدة نحو يهود تركمانستان مع ظاهرة الهجرة المعاكسة من
إسرائيل، التي وصلت ذروتها في انتفاضة الأقصى والعمليات الفدائية، وتتمثل بهجرة الأدمغة والعقول والكفاءات العلمية ممن يهاجرون من إسرائيل
لأمريكا بالذات.