في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال توترا متصاعدا مع الإدارة الأمريكية بسبب التغيرات القانونية والتوتر مع
الفلسطينيين، فقد انتقل سوء
العلاقات مع دولة
الإمارات بسبب غضبها من إلغاء قانون فك الارتباط، والتوترات مع الفلسطينيين، والخشية من حدوث تصعيد في شهر رمضان.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، نقل عن "دبلوماسي غربي كبير مطّلع على العلاقات بين
إسرائيل والإمارات، تحذيره من أن الإماراتيين قلقون للغاية بشأن ما يحدث في إسرائيل، خاصة عقب استدعاء ووندي شيرمان مساعد وزير الخارجية الأمريكية للسفير مايكل هرتسوغ، للتوضيح أن واشنطن غاضبة من تصرفات تل أبيب، وقد كانت المحادثة صعبة وغير سارة، لكن الأمريكيين أرسلوا رسالة مفادها أنهم لن يكسروا الأواني في الممارسة العملية، مما جعلها بمثابة دعوة توبيخ".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أنه "مع الأمريكيين لا يوجد خوف من أزمة حقيقية مع إسرائيل، لكن الخشية قادمة من صديق مقرب آخر لها، وهي الإمارات، حيث يوجد تخوف إسرائيلي من حدوث أزمة، مما دفع لوصول خلدون المبارك أحد أقرب الناس للرئيس محمد بن زايد لإسرائيل في الأيام الأخيرة في مهمة غير عادية من أجل لقاء رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهدفه أن ينقل إليهم رسالة قلق بشأن الوضع مع الفلسطينيين، خاصة حول الأحداث في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".
وأشار إلى أن "الإماراتيين قلقون للغاية من حدوث تصعيد في هذه الفترة يحرجهم أمام العالم العربي، وأوضح مبعوث الرئيس الإماراتي أن جميع الأحداث الأخيرة تتعارض مع روح اتفاقات
التطبيع، وستعيقهم عن بناء التعاون مع إسرائيل، وتوسيع الاتفاقات، مما جعل الدبلوماسي الغربي الكبير، المطلع على علاقات إسرائيل مع الإمارات، يطرح السؤال: هل نتنياهو مستعد للمخاطرة بإرثه بهذه الطريقة؟".
وأوضح أن "المبارك الضيف على دولة الاحتلال بجانب موقعه السياسي في الإمارات، فهو رئيس صندوق الاستثمار الإماراتي، الذي يدير 300 مليار دولار، وهو صاحب فريق مانشستر سيتي لكرة القدم، وقد أرسله ابن زايد بشكل أساسي لفهم ما يحدث في إسرائيل، وما إذا كان هناك خطر على الاستثمارات المالية الإماراتية فيها".
وأكد أن "التجميد الإماراتي لشراء أنظمة أمنية حساسة من إسرائيل مرتبط بالقلق من حكومة نتنياهو، ونابع من اعتبارات تجارية بعد أن تلقت الإمارات عروضا أفضل من دول أخرى".
وبغض النظر عن السبب الحقيقي فإن التجميد أثار قلق كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية، وقد سبقها إلغاء زيارة نتنياهو لأبو ظبي، وكان من المفترض أن تكون أول زيارة سياسية لحكومته رغم أنها كانت مقررة بالفعل، والسبب في ذلك ذعر الإماراتيين من اقتحام الوزير إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، وخوفها من التوترات مع إيران.
وكشف أن "نتنياهو سارع لإرسال مساعده وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لأبو ظبي، لكنه فشل بإقناعهم بمنحه موعدا جديدا للزيارة، لكنه أقنعهم بإرسال المبارك لبحث الوضع لاحتمال دعوته، فيما أوضح مسؤول أمريكي كبير أننا غاضبون جدا من إلغاء قانون فك الارتباط، إنه فضيحة، لأنه كيف يتم تمرير مثل هذا القانون في غضون أيام قليلة، الجميع مرهقون مما يحدث في إسرائيل، نحن نطارد ما يحدث في إسرائيل مثل "الأرانب في حفرة"، هناك العديد من الأشياء السيئة التي تحدث".
تجدر الإشارة إلى أن التوتر في العلاقات بين الإمارات وإسرائيل على وجه التحديد يأتي على خلفية دفء مقلق للاحتلال في العلاقات بين السعودية والإمارات وإيران، خاصة أن الآونة الأخيرة فقط شهدت زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني لدولة الإمارات، بعد توقيع اتفاقية لتجديد العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، التي كان تطبيع العلاقات معها هدفًا رئيسيًا في نظر نتنياهو.
أما بالنسبة للغضب الأمريكي من حكومة الاحتلال، فقد جاء من توقيت خطواتها الأخيرة، بعد يومين فقط من قمة شرم الشيخ، وقبل شهر رمضان، حيث افتعلت أزمة مع الأمريكيين، مما دفعهم لاستدعاء سفيرها لديهم، وهو أول استدعاء منذ 13 عامًا، وكانت المرة الأخيرة لاستدعاء مماثل في 2010، للسفير مايكل أورين بعد الإعلان عن تصريح بناء في حي رمات شلومو الاستيطاني شرقي القدس، خلال زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك جو بايدن.