نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقا، حللت فيه صور الفيديو للهجوم الذي نفذه جيش
الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي في
البلدة القديمة بنابلس، وانتهى باستشهاد 11 فلسطينيا.
وحصلت "
نيويورك تايمز" على كاميرات مراقبة ولقطات فيديو صورها شهود عيان وشهادات من عدة مواقع في مدينة
نابلس، وراجعت منشورات، ونقل حي من وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الكشف عن متى وكيف بدأ التحرك القاتل.
وأشارت إلى أنه عندما دخل الجنود في عرباتهم المصفحة استهدفت بالحجارة، فيما أطلق مقاومون فلسطينيون
النار عليها، لكن في بعض لقطات الفيديو، تظهر أن جنود الاحتلال استخدموا القوة القاتلة ضد فلسطينيين عزل.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن الهجوم هو بداية دموية لهذا العام، وقتل 64 فلسطينيا في الشهرين الأولين منه.
وقال عمر شاكر، مدير فلسطين المحتلة في منظمة هيومان رايتس ووتش، إنه "في مدينة نابلس، فأنت أمام مداهمة حدثت في النهار، وهي مختلفة عن التصرفات الأخرى.. يبدو أن نتيجة هذا كان عدد كبير من المصابين".
وتظهر لقطات الفيديو جنودا إسرائيليين يشقون طريقهم مشيا في سوق مزدحم، ويتخذون مواقع في بيوت وعلى الأسطح المحيطة بالبيت الآمن الذي اختبأ به ثلاثة مقاومين من "عرين الأسود"، وهم هدف العملية.
وبحلول الساعة 10:15، دخلت تعزيزات عسكرية نابلس من المدخل الرئيسي، وبدأت الحشود الغاضبة من وجود القوات الإسرائيلية بالبلدة القديمة بالتجمع.
وفي تقاطع لا يبعد إلا ربع ميل عن البيت الآمن، بدأت مجموعة برمي الحجارة وأشياء أخرى على آليات الاحتلال المقتحمة، فيما انحرفت واحدة من المركبات العسكرية فجأة باتجاه التجمع، وكادت تضرب عددا من الفلسطينيين في الشارع.
وتظهر صور التقطتها كاميرات المراقبة من محل قريب أنه لم يكن أحد من الفلسطينيين المحتشدين يملك أسلحة.
وتظهر لقطات من كاميرا مراقبة اختراق مركبة عسكرية إسرائيلية حاجزا من حاويات القمامة على التقاطع، وكادت تدهس مدنيا قبل أن تصطدم بالبناية.
وبعد عشرين دقيقة، تقدم محمد العنبوسي "24 عاما" نحو التقاطع، ومن خلف عربة واقفة في الشارع، أطلق النار باتجاه المركبة العسكرية الواقفة هناك. كما تظهر لقطات فيديو سجلت على هاتف نقال وحصلت عليها الصحيفة.
وأطلق جندي إسرائيلي في الآلية العسكرية النار على العنبوسي وأصابه، وجاء رجل آخر وهو جاسر قنير للمساعدة. وبعد دقيقة بدأ الرجلان بالركض بعيدا عن العربة الإسرائيلية. وكان العنبوسي يعرج. ولم يكونا يمثلان تهديدا للقوات الإسرائيلية عندما أطلق النار عليهما من الخلف.
وقال عمر شاكر، من هيومان رايتس وووتش: "من الصعب النظر وعبر اللقطات كيف كان محمد العنبوسي وجاسر قنير يمثلان أي تهديد، وأقل تهديدا على الحياة الذي يبرر القوة الفتاكة حسب القانون الدولي. وفي اللحظة التي أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلتهما".
وأضاف: "هذا مثال آخر عن استخدام القوات الإسرائيلية القوة المفرطة".
وارتمى العنبوسي وقنير على عتبة البيت بلا حراك، ويبدو أن قنير استشهد برصاصة في الرأس، وفي فيديو صور بعد دقائق ظهر العنبوسي وسط بحر من الدم النازف من صدره.
وقال خالد اللداوي، الذي ساعد في سحب الجثث، أن قنير استشهد على الفور، أما العنبوسي فقد استشهد مع وصول سيارة الإسعاف.
ومع انسحاب العربات العسكرية لجيش الاحتلال، يظهر فيديو عملية إطلاق النار على اثنين من المارة واستشهادهما، وهما عبد الهادي الأشقر "65 عاماً"، الذي كان قد غادر لتوّه من المسجد، ومحمد شعبان "16 عاما".
وأظهرت اللقطات التي فحصتها الصحيفة الشهيد عدنان بعارة "72 عاما"، مستلقيا على الأرض ولديه إصابات واضحة في ذراعه ورقبته وخصره، حسبما أخبر المسعفون.
وقالت سارة هاريسون، المحامية السابقة في البنتاغون وتعمل الآن مع مجموعة الأزمات الدولية: "لو نظرت إلى هذا بشكل موضوعي، فمن الواضح أن قوات الجيش المشاركة خرقت قانون حقوق الإنسان عبر إطلاق عشوائي للنار على المارة، وقتلت أشخاصا لا يمثلون تهديدا".
وأضافت أنه يجب، حسب القانون، على المسؤولين الأمريكيين تقييم اللقطات، والتأكد من أن الوحدات العسكرية مؤهلة للحصول على الدعم العسكري الأمريكي.