يبدي الاحتلال خشيته من تصاعد
التهديدات الأمنية القادمة من خمس جبهات رئيسية، وهي إيران، وسوريا، وقطاع
غزة، والضفة الغربية، والقدس، وذلك في أعقاب إشارات متزامنة وصلت من هذه الجبهات في غضون الأيام القليلة الماضية.
وفي غضون خمسة أيام فقط واجه الاحتلال تحديات غير عادية في خمس جبهات مختلفة، أولاها مجزرة جنين بالضفة، وثانيها اعتراض صواريخ من غزة، وثالثها هجمات فدائية في
القدس، ورابعها هجمات على منشأة في إيران، وخامسها استهداف قافلة أسلحة على الحدود السورية العراقية، مما يكشف عن تنامي التهديدات الأمنية المحيطة بالاحتلال مع بداية سنة تبدو عاصفة.
يوسي يهوشاع الخبير العسكري بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر أن "هذه التحديات الخمسة تقدم رؤية واسعة للتحديات الأمنية الإسرائيلية غير العادية في هذه المناطق المختلفة، وكلها جبهات حساسة، وتتطلب معالجة فريدة من نوعها لاستخدام القوة والاستخبارات من أجل القيام بالمهام المعقدة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذه التحديات حصلت في وقت متزامن مع اختتام المناورة العسكرية المشتركة الإسرائيلية الأمريكية "بازلت أوكس"، وهي الأكبر بينهما، بمشاركة 6500 ضابط وجندي لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية في إيران، وقد مارست قواتهما الجوية سيناريوهات مختلفة بمشاركة الطائرات المقاتلة وطائرات النقل والتزود بالوقود الجوي وطائرات الهليكوبتر والإنقاذ والطائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع والطائرات الأمريكية الثقيلة وقاذفات B52".
وأشار إلى أن "نشوب هذه التهديدات الخمسة في آن واحد معاً مع اختتام المناورات العسكرية المشتركة يؤكد أن الإيرانيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى لحيازة القنبلة، فيما زار
دولة الاحتلال عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، أهمهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ووزير الخارجية أنطوني بلينكين، وجميعهم صرّحوا بأنهم اتفقوا على أن إيران يجب ألا تحصل على أسلحة نووية".
وأوضح أن "هذه التحديات التي شهدها الأسبوع الأخير من الشهر الماضي تثبت أن الاحتلال الذي يحوز قدرات عالية جدًا سوف يستمر في ضرباته داخل إيران وخارجها، سواء في
سوريا أو بمناطق بعيدة جدًا، وبالتوازي مع الحرب المفتوحة ضد إيران هناك، تراقب هيئة الأركان القتالية في جيش الاحتلال تطورات الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، وتزايد أعداد الخلايا المسلحة، مما يجعل من تزايد هذه التحديات الأمنية مناسبة لاستنزاف الهجمات التي يشنها سلاح الجو والموساد في أماكن بعيدة، لأنها باتت أكثر تعقيدًا".
ويعد الشهر الماضي، الأكثر صعوبة على الاحتلال، سواء بسبب اشتعال الجبهة الفلسطينية الداخلية في مختلف مناطقها الجغرافية بين غزة والضفة والقدس، أو تنامي التهديدات القادمة من أماكن بعيدة مثل إيران وسوريا، فضلا عن الانخراط أكثر في حيثيات الحرب الأوكرانية، وجميعها تحديات وتهديدات أمنية وعسكرية تضاف إلى جملة الأعباء المثقلة على جيش الاحتلال وقيادته السياسية التي تجد نفسها في حالة ملاحقة على مدار الساعة، ودون توقف، الأمر الذي يشكل استنزافا لقدراتها القتالية، وإشغالا لها عن تحديات تبدو أكثر خطورة بعيدة المدى، وليست تكتيكية آنية فقط.