عبر
العديد من الكتاب والأوساط الإسرائيلية عن خشيتهم من التداعيات الخطيرة لاقتحام ما
يسمى وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي، النائب المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد
الأقصى المبارك تحت حراسة أمنية مشددة.
ومارس
بن غفير عملية تضليل وخداع بشأن خططه اقتحام المسجد الأقصى، حيث جند فيها وسائل
الإعلام العبرية، التي روجت رواية كاذبة عن تأجيل الوزير المذكور نيته اقتحام
الأقصى، لكنه وبشكل اتضح أنه مدروس ومنسق جيدا مع مختلف أجهزة أمن الاحتلال، قام
صباح الثلاثاء باقتحام المسجد الأقصى، وتجول في ساحاته، ما تسبب في حالة غضب عربي
وإسلامي وموجة انتقادات ورفض غربي وأمريكي.
وكشفت
صحيفة "هآرتس" في تقرير أعده الخبير العسكري
عاموس هرئيل، أن
"الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تخشى من أن اقتحام بن غفير بصفته الجديدة
(وزير الأمن القومي) لهذا الموقع الحساس تحت حراسة مشددة (المسجد الأقصى)، سيشعل
الساحة
الفلسطينية".
ورأت
الصحيفة أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كان يحاول فرض انضباط أكبر على
وزراء الحكومة وإفشال أي أفكار مستفزة، لكنه الآن يبدو عاجزا عن إملاء موقف
كاسح للحكومة، وفي غضون ذلك تأجلت زيارة نتنياهو للإمارات "لأسباب
فنية".
ورغم
أنه "لم يسجل رد فلسطيني (مقاوم) فوري على اقتحام بن غفير، لكن مثل هذه
الأمور تستغرق بعض الوقت إلى حين حدوث تسخين أكبر، وكثر الحديث عن مقارنة بين
اقتحام بن غفير واقتحام أريئيل شارون في 2000، حيث اندلعت مواجهات كبيرة في اليوم
التالي، وبذلك أعطيت الإشارة لبدء الانتفاضة الثانية".
ونبهت
إلى أن "التخوفات في هذه المرة تتركز على اتجاهين؛ إطلاق صواريخ من غزة أو
تنفيذ عمليات منفردة في
الضفة الغربية والداخل المحتل، حيث تعمل حماس على إشعال
الضفة تحت أرجل إسرائيل"، موضحة أن "الجيش الإسرائيلي يخشى من موجة
تنفيذ عمليات من قبل أفراد، حيث سيكون المحفز في هذه المرة هو اقتحام الأقصى، عديم
المسؤولية من قبل بن غفير".
وفي
مقال آخر في "هآرتس"، حذر الكاتب
تسفي برئيل من تداعيات اقتحام المسجد
الأقصى، منوها بأن رئيس الحكومة نتنياهو، بتعاطيه مع سلوك بين غفير، "يعرض
للخطر بشكل مباشر حياة الإسرائيليين وقوات الشرطة والجنود الإسرائيليين، وأيضا أمن
إسرائيل".
وأكد
أن "الوزير بن غفير لن يهدأ حتى يجر حكومة إسرائيل والجيش والجمهور
الإسرائيلي لمغامرة كبيرة، ستحول إسرائيل لطرف مجذوم، وعلى تصادم سريع مع الدول
العربية التي وقعت على اتفاقات التطبيع، ومع واشنطن والدول الغربية بشكل عام".
وحذر
برئيل من إمكانية تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة عام 1948، خاصة أن جهاز
الشرطة أصبح تحت سيطرة بين غفير.
ولفت
إلى أن "بن غفير، الذي حول نتنياهو لرئيس حكومة دمية، يتمكن من الآن فصاعدا من أن
يملي سياسة إسرائيل الخارجية، كما سيقوم بإملاء سلم الأولويات للجيش في الجبهة
التي سيتم فتحها في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وفي السياق ذاته، لم يخف الاحتلال الإسرائيلي مخاوفه وقلقه الكبير من توجه الفلسطينيين
لمجلس الأمن بطلب عقد جلسة طارئة لبحث "انتهاك الوضع الراهن في
القدس،
بما في ذلك اقتحام الوزير بن غفير للمسجد الأقصى"، حيث استنفار سفارات تل
أبيب في العالم من اجل منع عقد تلك الجلسة، لكنه فشل في ذلك.
وفي
مقال ثالث في "هآرتس"، أكد الكاتب
يونتان ليس، أن اقتحام
ابن غفير
"أوضح لنتنياهو أن الحلم السعودي يتلاشى"، حيث أكد مصدر إسرائيلي رفيع أنه "لا توجد أي احتمالية للدفع قدما بعلاقات التطبيع مع السعودية ما دام ابن
غفير ووزير المالية النائب بتسلئيل سموتريتش في الائتلاف".
وأشار
إلى أن "نتنياهو طرح حلما متفائلا عن نيته إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية،
وأمل أن يجر الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية للدفع قدما بهذه المغامرة، لكن
الأحلام شيء والواقع شيء آخر، فاقتحام بن غفير للأقصى افتتح العلاقات الدولية
للحكومة الجديدة بالقدم اليسرى".