تسبب
اقتحام المسجد
الأقصى من قبل وزير الأمن القومي
الإسرائيلي المتطرف، إيتمار
بن غفير،
بنشوب توترات داخل ائتلاف وزير حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو، فضلا عن الهجوم
عليه من قبل المعارضة الإسرائيلية.
ورصدت "عربي21" ردود فعل
صحف الاحتلال حول اقتحام الأقصى، والتي أبدت غضبها من اقتحام اليميني المتطرف.
واتهمت
الصحيفة الرسمية لحزب "يهودوت هاتوراه" المتدين بن غفير بأنه
"ارتكب حماقة شديدة على أمل تحقيق مكاسب دعائية"، بينما هاجمت صحيفة
"ياتيد نئمان" اقتحام المسجد الأقصى، واعتبرته استفزازا تسبب بموجة من
الإدانات لإسرائيل في العالم.
في
الوقت ذاته، تلقى بن غفير هجوما قويا من صحيفة "المبشّر" التابعة
للحركة الحسيدية، أغودات يسرائيل، الشريكة في الائتلاف، التي "تحدثت عن
الاقتحام بشكل متحفظ.
وأرسل
الحاخام الرئيسي للسفارديم الحاخام يتسحاق يوسف خطاب احتجاج حادّ إلى بن غفير بعد
اقتحامه للأقصى، وخاطبه: بصفتك وزيرًا يمثل حكومة إسرائيل، عليك أن تتبع تعليمات
الحاخامات، الذين منعوا اقتحام الأقصى، وعليك الالتزام بهذا المنع الصارم، ودعاه
لعدم الاقتحام مرة أخرى، لأن كبار الحاخامات يمنعون دخول اليهود لمكان يمنع فيه
الحج لأسباب شرعية دينية".
بدورها،
كشفت صحيفة "
معاريف" عن قلق إسرائيلي من تنامي الوعي في الشارع
الفلسطيني بأهمية حركة "حماس" كـ"حارس
القدس والأماكن
المقدسة"، بعد اقتحام المتطرف ابن غفير للمسجد الأقصى.
وأكدت
الصحيفة أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، كـ"جهة مهنية،
لم يعارض اقتحام وزير الأمن القومي، وكانت التوصية أنه يمكن تنفيذ الاقتحام
مبكرا في الصباح، بهدوء إعلامي وعلى مدى زمن قصير جدا".
وأشارت
إلى أن "مكانة حماس تعززت في الوعي في الشارع الفلسطيني كحارس القدس والأماكن
المقدسة، وكمن فرض على إسرائيل مواجهة عسكرية بعد إطلاق الصواريخ نحو القدس
المحتلة عشية حملة "حارس الأسوار"، وهذا إنجاز في الوعي لا يمكن تجاهل
خطورته".
وأكدت
الصحيفة أن تعزز مكانة "حماس لدى الفلسطينيين كـ"حارس القدس" هو
"تحد سياسي – أمني لإسرائيل، يتمثل في تفكيك عناصر معادلة التأثير التي تسعى
حماس لمواصلة تعميقها".
وتكشف
هذه الانتقادات الدينية اليهودية لاقتحام بن غفير عن خلافات سياسية داخل حكومة
نتنياهو من جهة، وتباينات دينية حاخامية حول مسألة الموقف من المسجد الأقصى، بين
من يطالب بتكثيف الاقتحامات، وآخرين يعتبرون ذلك مخالفة للشريعة اليهودية.
وفي
ظل الاستفزازات المستمرة بحق الأقصى، ومخططات التقسيم الزماني والمكاني، والاقتحام
المتواصل لباحاته، والإعلان صراحة عن الرغبة بهدمه، فإن الشارع اليهودي شهد تناميا
في السنوات الأخيرة للجهات والحركات اليهودية التي تدفع بعجلة التصعيد في الأقصى،
ضاربة بعرض الحائط الوقائع التاريخية والقرارات الدولية والاتفاقات الثنائية.