في أول هجوم أمريكي حادّ على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، انتقد ليندسي غراهام، الذي يعتبر من أكبر الداعمين للاحتلال الإسرائيلي في الكونغرس، بشدة وزير خارجية الاحتلال الجديد إيلي كوهين، بعد تصريحه بأن "إسرائيل ستكون أقل علنية في الحديث بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا"، معتبرا أن "الصمت عن السلوك الإجرامي لروسيا لن يُذكر كأمر إيجابي".
وفي تعقيب على نوايا كوهين، اعتبر السيناتور الجمهوري غراهام، من خلال تغريدة على موقع تويتر، أن "فكرة أن إسرائيل يجب أن تتحدث أقل عن الغزو الإجرامي الروسي لأوكرانيا مقلقة بعض الشيء".
وانتقد غراهام نية كوهين التحدث عبر الهاتف مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مخاطبا إياه بالقول: "أتمنى أن يفهم السيد كوهين أنه عندما يتحدث إلى لافروف، فإنه يتحدث إلى ممثل نظام يرتكب جرائم حرب على نطاق واسع كل يوم، ولن يُذكر الصمت بشأن السلوك الإجرامي لروسيا باعتباره شيئًا إيجابيًا".
يأتي الهجوم الأمريكي القاسي على كوهين عقب حديثه عن اتخاذ حكومة نتنياهو مواقف أكثر تأييدا لروسيا، وأنه سيتحدث مع لافروف، في أول اتصال من نوعه منذ بدء الحرب، ما يعني أن كوهين أكثر وضوحا في خطابه من سلفه يائير لابيد، وأنه لن يدين
روسيا علانية، خاصة عند تأكيده "أننا سنفعل شيئا مؤكدا، ونتحدث أقل في الأماكن العامة"، ما يعني أنه يعتزم صياغة سياسة جديدة بشأن الحرب، وسيعدّ عرضا مفصلا لمجلس الوزراء الأمني حولها، واستمرار المساعدات الإنسانية لأوكرانيا.
من الواضح أننا أمام توتر إسرائيلي أمريكي على خلفية الموقف من حرب أوكرانيا، ما يدفع إلى توقع نشوب مواجهة حادة مع الرئيس بايدن، خاصة في حال استئناف الاتصالات الإسرائيلية الروسية بعيدا عن التنسيق مع واشنطن، التي كانت تأمل في عهد حكومة لابيد أن تنقل المساعدة العسكرية التي تتوسل أوكرانيا لتلقيها.. لكن الحكومة الجديدة من الواضح أنها ستقتصر في مساعداتها على الجانب الإنساني فقط، خشية التأثير الروسي على العدوان المتواصل في سوريا.
وقد أجرى نتنياهو أول اتصال مع رئيس أوكرانيا زيلينسكي، وطالب بلاده بالتصويت ضد قرار الأمم المتحدة الأخير ضد
الاحتلال الإسرائيلي، أو على الأقل الامتناع عن التصويت، لكن الأخير أراد أن يسمع في المقابل كيف ستساعد حكومة نتنياهو بلاده بالمعدات العسكرية، إلا أن نتنياهو تهرب، ما دفع زيلينسكي أخيرًا لاتخاذ قرار بأن أوكرانيا لن تصوت على الإطلاق، ما ينذر بمواجهة دبلوماسية إسرائيلية من جهة، مع أوكرانيا وأمريكا من جهة أخرى.
وكشفت أوساط إسرائيلية أن نتنياهو رفض الالتزام بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، أو تقديم تفاصيل، واكتفى بالقول إنه سيكون مستعدًا للحديث عنه في المستقبل، لكن هذا الجواب لم يعجب زيلينسكي، ورغم أن أوكرانيا لم تؤيد القرار الأممي ضد إسرائيل، فإن الأخيرة تشعر بخيبة أمل، لأنه بدلاً من الامتناع عن التصويت، فإنها فضلت عدم التصويت على الإطلاق.