بعد
ساعات معدودة على إعلان رئيس الحكومة المكلف بنيامين
نتنياهو عن تعيين
تساحي هنغبي
رئيسا جديدا لمجلس الأمن القومي، فإنه سبق للأخير أن كشف عن أبرز معالم خطته السياسية والأمنية
القادمة في المسائل الداخلية المتعلقة بقضايا الحوكمة والأسعار والقانون والتقاليد،
والخارجية وخصوصا المنشآت النووية في إيران، زاعما أن نتنياهو "يحترق في داخله"
في مساعيه لإحباط الخطر الهائل على وجود
إسرائيل.
وقبل
أيام قليلة فقط من تعيينه المفاجئ في هذا المنصب الرفيع، أكد هنغبي أن الحكومة الجديدة
تواجه خمس قضايا يجب أن تتولاها فور تنصيبها، مع أنها ستواجه بقوة المعارضة في المسائل
الداخلية التي تخص الإسرائيليين، وفي ما يتعلق بالمنشآت النووية الإيرانية فإنه زعم أنه
لا يوجد في إسرائيل خلاف حول الحاجة الملحة لحث العالم والولايات المتحدة، أكبر الحلفاء، على العمل بأي وسيلة فعالة لإفشال البرنامج النووي الإيراني، طالما كان ذلك ممكناً.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، اقتبس بعضا من أقوال هنغبي
التي أعلن فيها أن "نتنياهو سيعمل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية"، مؤكدا أنه
عاد لمكتب رئيس الوزراء ليس لإلغاء محاكمته، بل لإتمام العمل مع إيران.. وفي تقديري،
أن "نتنياهو يسعى حثيثا لإحباط الخطر الهائل الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني على
وجود إسرائيل، لقد ركز على هذه المهمة لأكثر من عشرين عامًا، والآن لحظة اتخاذ القرار
تقترب".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو يدرك جيدا أنه في غياب العمل بمبادرة
من العالم ضد النووي الإيراني، فسيضطر زعيم الشعب اليهودي للاختيار بين الاستسلام والوقاية،
والاستسلام يعني المصالحة مع إيران كدولة نووية، وعواقب هذه المصالحة مدمرة، أما الوقاية
فتعني اتخاذ كل الوسائل المتاحة لنا لإزالة هذا الشرّ، مع العلم أن نتنياهو يقدّر هنغبي
كثيراً، ويتشاور معه في كثير من الأحيان في قضايا أمنية حساسة مثل القضية النووية الإيرانية".
وهاجم
هنغبي الذي وصل إلى منصبه الجديد بشكل غير متوقع، حكومتي نفتالي بينيت ويائير لابيد المنتهيتين،
ورئيس الأركان السابق عضو الكنيست غادي إيزنكوت، بزعم "أنهم في سلوكهم منذ نتائج
الانتخابات صدرت علامات مقلقة على عدم قبول رأي الناخبين، وهم على وشك الدعوة إلى اضطرابات
مدنية".
تجدر
الإشارة إلى أن هنغبي، 65 عاما، أحد المقربين الأكثر لنتنياهو، شغل في السابق عددًا من المناصب
العليا في الحكومات السابقة، أهمها وزير القضاء والنقل والصحة والأمن الداخلي والتعاون
الإقليمي والزراعة والاتصالات والبيئة والمستوطنات، وفي الكنيست ترأس لجنة الخارجية
والأمن، وقد انتخب عضوا في الكنيست لأول مرة عام 1988 وظل تقريبا بشكل مستمر، بما في
ذلك خمس سنوات نيابة عن حزب كاديما.
في نهاية
عام 2010 استقال من الكنيست بعد إدانته بالحنث باليمين في ما يتعلق بالتعيينات السياسية،
وحكم عليه بالتشهير، ثم عاد للكنيست بعد انتخابات 2013، وفي الانتخابات التمهيدية الأخيرة
لليكود، تم انتخابه في المرتبة 46 بصورة غير متوقعة، لكن كان واضحا، وهو أحد الموالين
لنتنياهو، أن الأخير سيرسله إلى مكان قريب لمنحه منصبا رفيعا، كما تم ذكره مرشحا محتملا لمنصب
رئيس الصندوق القومي اليهودي.
حرص
نتنياهو على تعيين هنغبي مراقبا لمجلس الوزراء، وعينه ممثلاً له في قضايا مختلفة، أهمها
ممثلا مع الجهات المانحة للسلطة الفلسطينية، ومندوبها في المفاوضات مع الفاتيكان، ولأن
هنغبي، وهو ابن اليمينية السابقة عضوة الكنيست غئولا كوهين، معروف جيداً في الجهاز
الأمني بسبب مناصبه السابقة، فقد ترأس لجنة التحقيق البرلمانية في إخفاقات حرب لبنان
الثانية 2006، فمن المتوقع الآن أن يحظى مجلس الأمن القومي بالاهتمام في مختلف الأجهزة
الأمنية نظرا للملفات الخطيرة التي سيتناولها.