رجحت صحيفة عبرية تدهور
العلاقات بين الأردن والاحتلال
الإسرائيلي مع عودة بنيامين
نتنياهو على رأس حكومة يمينية متطرفة تسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، وأيضا على خلفية العلاقات المتوترة بين رئيس الحكومة الجديدة وملك الأردن عبد الله الثاني.
وأوضحت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن أجهزة أمن الاحتلال تتابع بـ"قلق التطورات الأخيرة في الأردن، وهذه التطورات تجري في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات بين تل أبيب وعمّان متوترة على خلفية عداء طويل بين ملك الأردن عبد الله ونتنياهو".
ولفتت إلى أن "الأردن يجد صعوبة في الخروج من أزمته الاقتصادية، وإسرائيل ليست الوحيدة التي تقلق مما يحدث في الجانب الشرقي لنهر الأردن، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تحدث هاتفيا مع الملك عبد الله وعبر عن دعم السلطة للعائلة المالكة، فالسلطة تخشى من امتداد عدم الاستقرار في الأردن إلى الضفة الغربية، فهي تعتبر الملك عبد الله الحليف الاستراتيجي الرئيسي لهم في نضالهم السياسي ضد إسرائيل".
وبحسب أقوال مصادر إسرائيلية، فإن "مصر أيضا تتابع باهتمام ما يحدث، على خلفية التشابه في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدولتين".
وذكرت الصحيفة أنه "يسود قلق كبير أيضا في عمّان على مستقبل العلاقات مع إسرائيل، على خلفية نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، ومن حكومة اليمين التي يلوح تشكيلها في الأفق الآن".
ونبهت إلى أن "جهات رفيعة في المملكة تقلق بالأساس من احتمالية أن تقوم إسرائيل بمحاولة لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، على خلفية هيمنة أحزاب يمينية متطرفة على الائتلاف الجديد، بالأساس نية تعيين إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي، الذي بحكم منصبه سيكون المسؤول عن نشاطات القوات الإسرائيلية في القدس، لكن نتنياهو سبق وصرح في عدة مناسبات بأنه ينوي إدارة عن كثب قضية المسجد الأقصى لمنع التصعيد هناك".
وأكدت "هآرتس" أن "العلاقات بين نتنياهو وعبد الله مشحونة، وهناك حالة من العداء، الأردن احتج خلال السنين على تعامل غريب من قبل نتنياهو عندما كان في الحكم، وفي عدة حالات حدثت أزمات صعبة في العلاقات، هذا حدث حول أزمة البوابات الإلكترونية في الأقصى، وقتل عنصر أمن إسرائيلي في عمان لمواطنين أردنيين في 2017، أيضا بعد ذلك حدثت توترات على خلفية الصعوبات التي وضعها نتنياهو لتزويد الأردن بالمياه".
وأضافت: "مع مرور الوقت ظهرت فجوة كبيرة بين مواقف نتنياهو ومواقف الأغلبية الساحقة لكبار ضباط جهاز الأمن الذين يعتبرون الأردن شريكا مخلصا وحيويا لأمن إسرائيل رغم الأزمات المتواترة بين الطرفين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأردن وقع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل منذ 28 سنة، وهو يساعد في أمن إسرائيل بطرق مختلفة؛ في المقام الأول إبعاد التهديد الأمني عن الحدود"، مضيفة أنه "في الخلفية هناك شك بأن الأردنيين لم ينجحوا في أي يوم في أن يطردوا من تفكيرهم تماما أن نتنياهو مثل آخرين في اليمين لم يتخلوا تماما عن فكرة "الأردن هو فلسطين"، الفكرة التي كان لها مكان كبير في "الليكود" على الأقل حتى التسعينيات".