هاجم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية
ولايته يائير لابيد، الحكومة الإسرائيلية المقبلة بزعامة رئيس حزب
"الليكود" بنيامين نتنياهو، المتهم بقضايا فساد، والتي تضم عدة أحزاب
يمينية متطرفة.
ومع قرب انتهاء نتنياهو على ما يبدو من تشكيل
الحكومة الجديدة، أكد لابيد أن هذه الحكومة "مجنونة"، واصفا رئيس
الوزراء المكلف نتنياهو بأنه "ضعيف"، بحسب ما أورده موقع "تايمز
أوف إسرائيل" الذي نبه إلى أن انتقاد لابيد "الحاد"، جاء "وسط
انتقادات مستمرة لنتنياهو من خصومه السياسيين، الذين يتهمونه بتوزيع وكالات رئيسية
على حلفائه اليمينيين المتدينين أثناء التفاوض من موقف ضعيف بسبب استمرار محاكمته
بالفساد".
وتساءل لابيد في منشور له على
"فيسبوك": "ما هو الغرض من الحكومة؟"، مضيفا أن "الحكومة
هي هيئة من المفترض أن تدير حياتنا، وتتمكن من بسط النظام، وتحدد الأولويات. الواقع
يتغير باستمرار، لذلك فإن من المتوقع أن تخلق الحكومة الاستقرار، لتحقيق التوازن بين
القوى المختلفة؛ الرعاية الصحية والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية، على المدى
القصير والطويل".
وقال: "هذه مهام معقدة وهامة والتوازن
بينها أمر بالغ الأهمية، النظام عرضة للاضطرابات بشكل طبيعي، ورئيس الوزراء
ووزراؤه مسؤولون عن استقراره والتأكد من أنه يعمل لصالح الإسرائيليين".
وأكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته أن
"حكومة نتنياهو لن تكون قادرة على تلبية هذه المتطلبات"، معتبرا أنها
"حكومة مجنونة، من الصعب قول ذلك، ولكن لا توجد طريقة أخرى لوصفها، نتنياهو
ضعيف ويتم ابتزازه من قبل شركاء أصغر سنا وأكثر تصميما، إنهم ينشئون هيكلا لا يمكن
إدارته، وهذه حكومة غير قادرة على الحكم".
وأشار لابيد إلى اتفاقيات ائتلافية تنص على
تعيين النائب المتطرف إيتمار بن غفير رئيس حزب "قوة يهودية"، وزيرا
للأمن القومي مع حقيبة موسعة تشمل الشرطة وقوات "حرس الحدود" في الضفة
الغربية؛ وتعيين زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل
سموتريتش وزيرا للمالية، مع سلطات بعيدة المدى على السياسة المدنية في الضفة
الغربية المحتلة؛ وتسليم آفي ماعوز، من حزب نوعام، السيطرة على العديد من البرامج
التعليمية".
ورجح لابيد أن تساهم التعيينات المذكورة في
" تفكيك وزارتي الأمن والتعليم"، منوها إلى أن "الليكود" أصبح
شريكا صغيرا في حكومته، ونتنياهو في ذروة ضعفه والمتطرفون يدفعون بالنظام إلى
أماكن لا يمكن تصورها، إنهم يفعلون كل شيء بأسرع شكل يمكن، في محاولة لتطبيع
الجنون، وتعويدنا عليه".
وتعهد لابيد بمواصلة محاربة الحكومة القادمة،
وقال: "سنكون على الجسور وعند التقاطعات وفي الشوارع، سندافع عن المحاكم
والجيش الإسرائيلي والمدارس، نحن نقاتل من أجل إسرائيل وليس لدينا أي نية
للاستسلام".
وأفاد الموقع، بأن أنصار حزب "يش
عتيد" (هناك مستقبل)، برئاسة لابيد، تجمعوا بالفعل على الجسور والدوارات في
جميع أنحاء إسرائيل يوم الجمعة الماضي، للتظاهر ضد الحكومة القادمة، بحضور عشرات
الآلاف.
وجاء في بيان صادر عن الحزب: "ندعو جميع
الأحزاب السياسية والإسرائيليين، بمن فيهم أنصار "الليكود" الذين يرون
كيف يخدعهم حزبهم ويؤذي الجمهور، إلى الانضمام إلى نضالنا الذي يبدأ اليوم وسيستمر غدا
في جميع أنحاء البلاد، لسنا مغفلين ولن نقف مكتوفي الأيدي".
وأكد لابيد في كلمته أمام المتظاهرين في تل
أبيب، أن "الحكومة التي يتم تشكيلها الآن ليست حكومة ليكود وليست حكومة
يمينية، إنها أكثر الحكومات تطرفا وجنونا في تاريخنا، لن نتنازل أبدا".
بدوره، اتهم نتنياهو لابيد بأنه "ينشر
الأكاذيب، حول الحكومة المنتخبة القادمة"، منوها إلى أن "لابيد يرفض
قبول نتائج انتخابات الكنيست الـ25، وينشر مخاوف كاذبة ضد حكومة اختارها غالبية
الجمهور، ويشن لابيد حملة تهدف إلى نزع الشرعية عن اختيار الجمهور"، وفق
زعمه.
وينتهي تفويض نتنياهو البالغ 28 يوما لتشكيل
الحكومة في منتصف ليل اليوم الأحد، ويوم الخميس الماضي، طلب نتنياهو رسميا من
الرئيس إسحاق هرتسوغ تمديدا لمدة أسبوعين للانتهاء من تشكيل الحكومة، زاعما أن
"تعقيد تشكيل ائتلافه يتطلب وقتا إضافيا".
صحيفة عبرية: متطرف سيرسم سياستنا بالضفة الغربية.. ولابيد يحذر
دعوة آيزنكوت لمظاهرات تثير مخاوف انزلاق الخلافات السياسية للشوارع
جنرالات الاحتلال قلقون من تعيين "بن غفير" وزيرا للأمن القومي