نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا
تحدث فيه عن سعي تركيا وإيران لإبرام اتفاق تعاون شامل كشف عنه في زيارة أداها وزير
الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى طهران.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأنباء الواردة بشأن إمكانية إبرام هذا النوع من الاتفاقات
فاجأت الجميع بالنظر إلى الخلافات الناشبة بين البلدين في ساحة جنوب القوقاز التي
احتدمت هذه السنة.
وذكر الموقع أن الخبراء يرون أن إبرام أنقرة
وطهران اتفاق تعاون شامل مدفوع برغبتهما في تجاوز الخلافات. وإبرام إيران والصين
اتفاقًا مماثلًا هذه السنة ساهم في ظهور موجة من الشائعات التي أثارت قلق الولايات
المتحدة. كانت إيران من بادر باقتراح توقيع اتفاقية تعاون شامل.
وخلال لقاء جمعه
مع تشاووش أوغلو، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن المبادرة،
وتعتقد السلطات الإيرانية أن الاتفاقيات من شأنها تعزيز التجارة والاستثمار وتنمية
التعاون الاقتصادي.
من جانبها، تؤيد أنقرة الفكرة لافتة الانتباه
إلى ضرورة استكمال الاتفاقات الخاصة بتطوير التعاون وزيادة الاتصالات بين ممثلي
سلطات البلدين من أجل توسيع التعاون. ومن المرجح التوقيع على خارطة الطريق خلال
زيارة رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى طهران قبل نهاية السنة. وقد أشار الرئيس
الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي إلى أن لبلده ما
يكفي من الأسباب لتوسيع الشراكة مع تركيا.
خلافات حول جنوب القوقاز
وذكر الموقع أن التوترات الحدودية مع أذربيجان
ضاعفت قلق إيران من تنامي النفوذ التركي في المنطقة. وتتنافس طهران تاريخيا مع
أنقرة على الساحتين العراقية والسورية، لكن الوضع في القوقاز يبدو أكثر حساسية
بالنسبة لها. خلال لقاء صحفي قام به نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، أعرب أردوغان عن
ثقته في عدم إدراج الجانب الإيراني لأذربيجان ضمن قائمة الأهداف العسكرية.
في المقابل، مثّل إعلان الجانب التركي عن كشف
مؤامرة على أراضيه لإنشاء شبكة تجسس إيرانية بوادر أزمة حقيقية من شأنها أن تزعزع
العلاقات بين البلدين. وقد اعتقل موظفو جهاز الاستخبارات الوطنية حوالي عشرة أشخاص
شرق البلاد، من بينهم موظفان في الأجهزة الخاصة الإيرانية. وحسب أنقرة، ألقي القبض
على أعضاء الخلية أثناء محاولتهم تهريب جندي إيراني سابق يعيش في تركيا.
فقدان السيادة
ووقّعت طهران وبكين اتفاقية تعاون تجاري
واستراتيجي لمدة 25 عامًا. واستكمالا للمسار ذاته، تسعى إيران إلى إبرام اتفاقية
تعاون شاملة مع تركيا. ويرى بعض المراقبين أن الاتفاقية المبرمة مع الصين دليل على
أن الجانب الإيراني مستعد لمقايضة سيادته العسكرية والاقتصادية بالاستثمار الأجنبي
وإلغاء التجميد الاقتصادي، في محاولة للحد من وطأة العقوبات الأمريكية على
الاقتصاد. كما أثار الاتفاق مخاوف من إمكانية استغناء إيران عن خيار تطبيع
العلاقات مع واشنطن والعواصم الغربية الأخرى.
وافترضت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن
اتفاقية التعاون مع الصين ستزيد من مخاوف أوروبا والولايات المتحدة لأنها تمثل
مخرجًا يساعد إيران على تجاوز المأزق الاقتصادي. وأشارت "ذا التايمز"
إلى أن اتفاقيات التعاون توفر لمنافسي الولايات المتحدة موطئ قدم في الشرق الأوسط
وتعيق جهود الرئيس الأمريكي لاستئناف خطة العمل الشاملة المشتركة.
حافز للتوافق
نقل الموقع عن الخبير العسكري الروسي يوري
لامين أنه رغم التناقضات والخلافات التي تفصل إيران وتركيا فيما يتعلق بالوضع داخل
سوريا والعراق وجنوب القوقاز، يحاول الطرفان إيجاد نقاط تفاهم بدل تحويل الخلافات
القائمة إلى عداوة مفتوحة.
وخير مثال على محاولات التوصل إلى حل وسط مع
تركيا، محادثات أستانا التي ساهمت بشكل أو بآخر في استقرار الوضع في سوريا رغم
تضارب المصالح بين الدول الضامنة (إيران وتركيا وروسيا): حيث تدعم روسيا وإيران
نظام الأسد، بينما تدعم تركيا المعارضة وقواتها.
ويرى الخبير الروسي أن إبرام خطة تعاون طويل
الأمد بين أنقرة وطهران يثبت مرة أخرى أن هذه العواصم مستعدة لمواصلة اتباع سياسات
عملية تجاه بعضها البعض في محاولة لتطوير العلاقات الاقتصادية بغض النظر عن اختلاف
التوجهات.
"إيكونوميست": المسيّرات باتت السلاح المفضل لإيران
FT: قاعة المغادرة بمطار طهران تكشف عن انقسامات اجتماعية
WP: محاولة اغتيال الكاظمي تعود بنتائج عكسية مذهلة