تساءلت صحيفة "الغارديان" في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، واستهداف بيته بطائرات بدون طيار، فيما إن كان الأمر "تصعيدا" في الصراع على السلطة.
ونقلت عن مسؤولين عراقيين بارزين قولهم، إنهم يعتقدون أن الهجوم على مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء تصعيد غير مسبوق بين قادة المليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، وتحاول إلغاء نتائج الانتخابات التي نظمت الشهر الماضي.
ويتعامل المسؤولون العراقيون مع الهجوم الذي شن ليلا بأنه محاولة اغتيال، ويعد الأول من نوعه على رئيس وزراء عراقي منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين قبل 19 عاما.
وأصيب الكاظمي بجراح طفيفة عندما انفجرت مسيرة قرب الباب الأمامي لبيته، وعانى سبعة من حرسه من جراح بليغة، مع أنها لا تهدد حياتهم بالخطر.
اقرأ أيضا: واشنطن تعرض التحقيق بمحاولة اغتيال الكاظمي.. واستنفار أمني
ويقول المسؤولون الأمنيون في المنطقة، إن الهجوم قد يكون من ترتيب الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران، بعد خسارتها ثلثي حصتها من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الوطنية، وحاولت يوم الجمعة دخول المنطقة الخضراء قبل أن تمنعها قوات الأمن.
ولا يعرف إن كانت إيران قد أمرت بالهجوم. لكن ما هو واضح أن المصالح الوطنية والتي تحاول تأكيدها الكتلة الموالية لإيران باتت محلا للخلاف في مناخ مضطرب. وقال مسؤول عراقي: "نقول إن المليشيات هي التي نفذتها، ونقول إن إيران قد تكون على معرفة بها، ولكننا لسنا متأكدين أكثر من هذا".
وأضافت الصحيفة أن غياب القائد العسكري قاسم سليماني الذي قتل في كانون الثاني/ يناير 2020 في غارة أمريكية بمطار بغداد، أثار تشوش المسؤولين العراقيين حول الدور الإيراني، وإن كانت طهران هي التي أمرت جماعاتها الوكيلة بشن هجمات كهذه، وفق قولها.
وقال مسؤول للصحيفة: "تقييمنا أن هذا لم يكن ليحدث لو كان قاسم سليماني على قيد الحياة، وقدرتهم على التحكم بالجماعات المسلحة لم تعد كما هي عندما كانت تحت قيادته، وهذا يعني أن علاقتها مع مركز القوة في طهران ليست قوية كالسابق".
إلا أن الجماعات المسلحة والمرتبطة بإيران أظهرت عنفا متزايدا بعد الانتخابات التي أضعفت قوتهم وعززت من قوة مقتدى الصدر الذي سيلعب دورا مهما في عملية التفاوض على الحكومة المقبلة.
وأدت محاولة التوغل يوم الجمعة إلى مقتل متظاهر وجرح عدد من عناصر قوات الأمن. ورد قائد مليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي، محذرا: "ستتحملون مسؤولية دم الشهداء.
اقرأ أيضا: هكذا قرأ محللون محاولة اغتيال الكاظمي وتداعياتها على العراق
وكان للمحتجين مطلب واحد ضد الانتخابات المزورة. والرد بالرصاص الحي يعني أنكم المسؤولون عن هذا التزوير. والثأر لدم الشهداء مسؤوليتنا وسنحاكمكم". وكانت محاولة التوغل في المنطقة الخضراء هي الثانية هذا العام، ففي حزيران/يونيو أمر قادة المليشيات عناصرهم بالسيطرة على واحدة من نقاط التفتيش التي تقود للمنطقة عبر نهر دجلة.
وقادت هذه المحاولات لمفاوضات مع قادة الجماعات وأضعفت سلطة الكاظمي، بشكل فكر بعدم الترشح مرة ثانية. لكن رحلته اللاحقة إلى واشنطن حيث تفاوض بنجاح حول خروج القوات الأمريكية أدت لترحيب من إيران. وقال مسؤول عراقي ثان: "رغب الإيرانيون في ترشحه مرة ثانية، وهذا لا يعني أنهم لا يرغبون بهذا أيضا، فالأمر معقد دائما معهم".
وقالت إن المشكلة الحقيقية هي في يد قائد فيلق القدس الضعيفة، وتأثيره الذي لا يقارن بالتأثير الذي تمتع به سليماني. إذ يواجه إسماعيل قاآني مهمة صعبة في التعامل مع الجماعات المسلحة التي لا تستمع إليه كما قال المسؤول العراقي للصحيفة، وقال: "في الحقيقة لا يستمعون إليه أبدا، وهناك الآن عدد من خطوط الاتصال مع إيران اليوم، فقد تحطمت السلطة التي كانت موجودة".
NYT: ثلاثة مطالب أساسية تضعها إيران أمام حكومة طالبان
WP: بصمات إيران بهجوم على "التنف" بسوريا تنذر بتصعيد جديد
FP: ماذا وراء إنشاء أمريكا تحالفا يضم الإمارات والهند وإسرائيل؟