رغم الخشية الإسرائيلية غير المعلنة من تأثير الاتفاق الليبي التركي على خططها في البحر المتوسط، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلنها بشكل صريح بأن "إسرائيل لن تتمكن من نقل الغاز عبر البحر المتوسط دون موافقة أنقرة".
وقال أردوغان في حوار مع قناة TRT إن
"أنقرة لن تسمح بأي خطوات أحادية الجانب في البحر المتوسط، ولن تتمكن إسرائيل
من نقل الغاز عبر البحر المتوسط دون موافقتنا"، مؤكدا أن "اليونان ومصر
وإسرائيل وقبرص لن يتمكنوا من اتخاذ أي خطوة دون موافقتنا، بعد توقيعنا على مذكرة
التفاهم مع ليبيا".
وفي هذا السياق، أبدت مصادر
إسرائيلية غير رسمية تخوفها من الاتفاق، وقال موقع "ماكو ريشون" العبرية في
تقرير ترجمته "عربي21" إن "أردوغان يغير قواعد اللعبة، ويحاول
السيطرة على حوض شرق البحر الأبيض المتوسط".
اقرأ أيضا: اليونان تعترض للأمم المتحدة على اتفاق تركيا وليبيا بالمتوسط
وأضاف الموقع أن "مصر
وقبرص واليونان غاضبون من الاتفاق، وهم شركاء إسرائيل في برنامج تصدير الغاز"،
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "تل أبيب تتساءل كيف سينتقل خط أنابيب الغاز من
حقل (الحوت) إلى إيطاليا، عندما تقول تركيا إنها تمتلك جزء من طريقها؟".
ورأى أن تداعيات
الخطوة التركية الليبية، ستؤدي إلى ضم المساحة الاقتصادية الخالصة للبلدين،
للأراضي البحرية غرب قبرص وشرق جزيرة كريت"، موضحا أن "هذا يتجاهل
المطالبات القانونية للبلدان الأخرى".
جدار في البحر
وتابع: "أردوغان يتصرف
كما لو أن الجزر اليونانية مثل رودس وكريت، ليس لها حقوق دولية"، معتقدا أن "تركيا
تحاول بناء جدار في البحر، سيقطع بين اليونان القارية والجزيرة، ويحرم قبرص من
حقوقها"، بحسب زعم الصحيفة الإسرائيلية.
وقال الموقع إنه "من
غير الواضح كيف ستتطور الأمور من الآن فصاعدا، لكن بالنسبة لإسرايئل، هناك تهديد
كبير على مشروع خط الغاز الإسرائيلي تجاه أوروبا"، متسائلا: "كيف سيمر
خط أنابيب الغاز إلى إيطاليا، بينما يدعي الأتراك أنهم يمتلكون جزءا من مسار
العبور؟".
اقرأ أيضا: تركيا تحذر اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر من التنقيب دون إذنها
وأكد أن "أردوغان يريد
تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ويحاول تشكيل جغرافيا سياسية جديدة"،
مضيفة أنه "إذا سمح للقوى العظمى أن تستمر بهذه الطريقة، فمن المحتمل أن
تتلاحم المواجهة البسيطة"، وفق تقدير "ماكو ريشون".
بدوره، رأى الباحث في
العلاقات الدولية حسني محلي أن "التعاون القبرصي مع إسرائيل واليونان من جهة،
ومع مصر واليونان من جهة أخرى، شكل سببا في رد فعل أنقرة على هذه التحركات ذات
الطابع السياسي والعسكري والأمني، ووصفته بأنه يستهدف أمن تركيا القومي".
ونوه محلي في مقال اطلعت عليه
"عربي21" إلى أن أنقرة قبل تدهور علاقاتها مع تل أبيب، بذلت مساعي مكثفة
لإقناع الأخيرة بمد أنابيب الغاز الإسرائيلي والقبرصي إلى تركيا، إلا أن المشروع
فشل بسبب تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية.
خط غاز إلى أوروبا
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية كشفت الشهر الماضي،
أن إسرائيل وقعت على اتفاق وصفته بالتاريخي لمد خط غاز يربطها بأوروبا، وذلك بدعم
من الاتحاد الأوروبي وبتمويل من الإمارات.
وأوضحت القناة أن التوصل للاتفاق جاء بعد عامين من
المفاوضات، وستوقع عليه كل من إسرائيل واليونان وإيطاليا وقبرص، وينص على مد خط غاز في
أعماق البحر والذي سيكون الأطول بالعالم، بطول ألفين كيلومتر، وسيتيح لإسرائيل
تصدير الغاز للدول الموقعة على الاتفاقية ولدول البلقان ودول أوروبية أخرى.
وقد بادر لهذه الخطوة، وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال
شطاينس، الذي قدّم المُقترح للاتحاد الأوروبي، في مؤتمر استضافته أبو ظبي التي
وافقت على المُقترَح وقررت تخصيص 100 مليون دولار لدعمه كاستثمار أولي.
وحول الموقف الدولي من تطورات "المتوسط"،
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير ترجمته
"عربي21"، أن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بقلقها إزاء عمليات تنقيبها
قبالة قبرص، وحثت تركيا على وقفها، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ إجراءات ضد
تركيا ويدرس عقوبات لفرضها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق التركي الليبي حول
ترسيم الحدود البحرية، يأتي في نظر أثينا وقبرص والقاهرة، ضمن محاولة تركية
للهيمنة على شرق البحر المتوسط، لكن دوافع طرابلس من الاتفاق أنها ترفض عمليات تنقيب يونانية جنوب جزيرة
كريت.
ما وراء تحذيرات أردوغان لـ4 دول في المتوسط؟
ما مدى نجاح اليونان في عرقلة الاتفاق التركي الليبي؟
الاتفاق التركي الليبي يثير قلق مصر واليونان.. لماذا؟