توقف الجنرال احتياط عاموس يدلين، عند ما سمّاها "حرب الكل ضد الكل في سوريا"، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وعاموس يدلين هو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وهو يشغل حاليا منصب رئيس معهد أبحاث الأمني القومي الإسرائيلي.
يقول يدلين إن كثيرين علقوا آمالا للقضاء على "داعش" في سوريا، وافترضوا أن تحقيق الهدف سيقرّب الحرب من نهايتها، "غير أن الواقع في سوريا يعبر عن اتجاه معاكس: فالخصومات القديمة بين اللاعبين الذين انضموا إلى الصراع ضد "داعش" (الولايات المتحدة، روسيا، إيران، نظام الأسد، تركيا، الأكراد) عادت إلى مقدمة المنصة".
ورأى يدلين أن "مسيرة التسوية في سوريا تسير في ثلاث قنوات دبلوماسية مختلفة: في الأستانة (بقيادة روسيا وإيران وتركيا)، في جنيف (بقيادة الأمم المتحدة)، وفي سوتشي (بقيادة روسيا)، وكلها لم تعط ثمارها"، مضيفا أنه "حين تكون التسوية العسكرية والسياسية عالقة، فإن النظام يقصف بوحشية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة"، مشيرا هنا إلى قصف الغوطة الشرقية.
ويلفت يدلين الانتباه إلى تطور جديد في سوريا يتمثل في صدام "رأس برأس"، بين دول وقوى عظمى تدير معارك مباشرة، والنتيجة برأيه أنه "بدل انطفاء المواجهة وتسويتها، نشهد تصعيدا يحمل إمكانية اتساعها نحو مواجهة دولية مباشرة (وليس فقط بالوكالة)، في ظل إشعال عدة جبهات جديدة قديمة".
ويعدد يدلين معالم الجبهات الجديدة بالتفصيل كالتالي:
الولايات المتحدة-روسيا
في الصدام بين قوات نظام الأسد، التي حاولت اجتياز نهر الفرات في الشرق، وبين القوات الأمريكية، قتلت الأخيرة نحو 300 مقاتل من صفوف أعدائها، بينهم أيضا "مرتزقة" روس. كما أن نشر أمر انتشار الطائرات المتملصة الحديثة لروسيا في سوريا يدفع إلى الأمام بجدول أعمال واضح موجه ضد تواجد الولايات المتحدة هناك. فضلا عن ذلك، فإنه يتحدى جيوشا أخرى في المنطقة، ولا سيما الجيش الإسرائيلي، ويطرح أسئلة بشأن آلية منع صدام إسرائيلي-روسي في سماء سوريا.
تركيا-سوريا
تركيا متدخلة في سوريا منذ بداية الحرب هناك، في الغالب بشكل غير مباشر. فمطلب أنقرة الإطاحة بالأسد لم يجد أذنا صاغية في طهران وفي موسكو. فتثبيت وجود إقليم كردي بحكم ذاتي في قاطع عفرين، كان خطا أحمر بالنسبة للاتراك الذين غزوا في بداية الشهر الأراضي السورية في إطار حملة "غصن الزيتون". ويشير يدلين هنا إلى ما وصفها بـ"الانعطافة المشوقة"، التي وقعت عندما وصلت لمساعدة الأكراد بالذات قوات نظام الأسد، خصومهم اللدودون على مدى سنوات القتال. والآن هم يحمون معا الأراضي السورية في مواجهة الغزو التركي.
الولايات المتحدة-تركيا
مواجهة محتملة بين عضوين بحلف الناتو. في المحافظة الكردية شرقي نهر الفرات قاد جيش كردي عربي بمساعدة الولايات المتحدة النصر على "داعش". هنا أيضا الأتراك يخشون تثبيت وجود إقليم حكم ذاتي كردي على حدودهم الجنوبية، ويهددون باجتياحه. ومن المتوقع أن يصطدموا بقوات أمريكية بقيت في المنطقة بهدف دعم إعادة بناء المنطقة.
إسرائيل-إيران
في يوم المعركة في 10 شباط تصاعدت الإمكانية الكامنة بصدام إسرائيلي-إيراني في الساحة الشمالية، بتدخل سوريا وحزب الله. فالتصميم الإيراني على مواصلة تثبيت الوجود في سوريا، والتصميم الإسرائيلي على منعه يصنع إمكانية كامنة لتفجير خطير، ولا سيما أن قوات الأسد وطهران تتجهان لإعادة سيطرتهما في جنوب هضبة الجولان السورية، وبالطبع إذا ما حقق الإيرانيون نيتهم لبناء صناعة صواريخ بالستية دقيقة في سوريا وفي لبنان.
وينتهي يدلين إلى القول إن "كل مراكز القوة في سوريا (الداخلية والخارجية) أثبتت مؤخرا أنها مستعدة لأن تسير حتى النهاية، بل وإلى أبعد من ذلك"، مضيفا أنه "في المعركة، التي يوجد فيها الكثير من اللاعبين المستعدين للعمل بشكل مباشر ضد خصومهم، فإن 2018 لا يؤشر إلى نهاية الحرب في سوريا. هذه بداية فصل آخر وخطير في المأساة الجارية على حدودنا الشمالية".
الجيش التركي يعلن مقتل 5 من جنوده بهجوم في "عفرين"
كوريا الشمالية ترسل أسلحة إلى سوريا وميانمار
موقع روسي: لماذا خسر التحالف الدولي نفوذه في سوريا؟