نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن خفايا دخول القوات التركية إلى
إدلب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ أعلن عن إطلاق عملية عسكرية في محافظة إدلب السورية. وفي الأثناء، سيقع دعم هذه العملية جويا من قبل الطيران الروسي. ووفقا لوسائل الإعلام، تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع الرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 28 من أيلول/ سبتمبر.
وفي وقت سابق، وجهت الحكومة التركية العديد من الاتهامات إلى
روسيا، على غرار قصف المدنيين في إدلب. ولكن، في الآونة الأخيرة، امتنعت أنقرة عن التصريح بمثل هذه الاتهامات شديدة اللهجة، بل بدأ المسؤولون الأتراك بالحديث عن أن "هدف موسكو هو ضمان الأمن في مناطق وقف التصعيد، التي تم إنشاؤها بمشاركة روسيا وتركيا وإيران".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لوسائل إعلام تركية، قدمت المخابرات التركية للقوات الروسية معلومات دقيقة حول مواقع المجموعات المسلحة. وبفضل هذه البيانات، تمكنت القوات الجوية الروسية من إلحاق أضرار جسيمة بمقاتلي "جبهة النصرة" (
تحرير الشام) وبعض الجماعات الأخرى.
ونقلت الصحيفة على لسان العقيد إيغور كوروبوف، رئيس إدارة الاستخبارات الرئيسية في الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أن عدد المسلحين في إدلب يبلغ حوالي تسعة آلاف مسلح. وفي الأثناء، يعد معظمهم من فصائل المعارضة المعتدلة التي تحظى بدعم
تركيا.
وقد أعلن الرئيس التركي، يوم السبت، أن المعارضة السورية التي تدعمها بلاده باشرت عملية جديدة في محافظة إدلب، شمال غربي
سوريا. علاوة على ذلك، تتعاون القوات التركية ضمن هذه العملية مع كل من روسيا وإيران.
ووفقا لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، سيتمركز مراقبون من إيران وروسيا على حدود المدينة، في حين سينتشر مراقبون أتراك داخلها. وفي هذا الصدد، أوضح جاويش أوغلو أن "البعثة التركية لن تتمركز إلا في المناطق الآمنة من أجل مواجهة أي مخاطر". وشدد جاويش أوغلو على ضرورة أن تتأنى القوات التركية وتلتزم الحذر خلال هذه العملية.
ووفقا لوكالة الأناضول التركية، يقدر عدد السكان المحليين في إدلب بحوالي 2.4 مليون شخص، وهناك العديد من السكان الناطقين باللغة التركية، فضلا عن مناطق تضم العرب من السنة والشيعة. وعلى ما يبدو، ستكون هذه الأحياء تحت رقابة الشرطة العسكرية الروسية والإيرانية. وفي الأثناء، وفي ظل وجود مختلف هذه القوات المتناحرة ودخول الجيش التركي لإدلب، بات من غير الممكن التنبؤ بمستقبل الوضع في المدينة، كما تقول الصحيفة الروسية.
وأوضحت الصحيفة أن القيادة التركية لطالما أعربت عن دعمها للقوات المعارضة لنظام بشار الأسد. وفي الوقت الراهن، وفي ظل مساندة أنقرة للمناطق الموالية لتركيا، من المرجح أن تُبدي تلك المناطق رغبتها في الانفصال عن دمشق.
وفيما يتعلق بقصف المدنيين في إدلب، في وقت سابق، استنكرت السلطات التركية الغارات الجوية التي أودت بحياة الأبرياء واتهمت آنذاك روسيا بشكل مباشر. كما دعت المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعلية في سبيل الحد من هذه الممارسات.
وأفادت الصحيفة أن هذا الأمر كان بمثابة تدخل في نشاط القوات الجوية الروسية والسورية، وذلك وفقا لما أكده الخبير العسكري، الجنرال يوري نيتكاشيف. وأضاف نيتكاشيف أن التقارب بين واشنطن وأنقرة، في ظل المرحلة الأخيرة من الحرب ضد الإرهابيين في سوريا، يعد أمرا طبيعيا للغاية. ففي الواقع، تتشارك كل من الولايات المتحدة وتركيا في معارضتهما لنظام الأسد.
وذكرت الصحيفة أن أنقرة تمكنت من دخول إدلب، في حين أن الولايات المتحدة تسيطر على المناطق الغنية بالنفط في دير الزور والحسكة. وفي الأثناء، سيكون من الضروري حل المشاكل المتعلقة بالسيطرة على تلك المناطق في فترة ما بعد الحرب.
وأوردت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية أعربت عن قلقها إزاء النشاط الأمريكي على الحدود بين سوريا والأردن. في الوقت ذاته، أشارت السلطات الروسية إلى أن القاعدة العسكرية الأمريكية على الحدود السورية الأردنية في التنف، تحولت إلى "ثقب أسود" تحاول واشنطن انطلاقا منه زعزعة الاستقرار. كما قام مسلحو التنظيم بالتحصن بالقاعدة العسكرية الأمريكية، وشنوا هجمات ضد جيش الأسد، مما حال دون وصوله إلى دير الزور. ومن هذا المنطلق، سيكون من الخطير أن تعتمد تركيا النهج ذاته في إدلب، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في خضم المحادثات المقبلة في أستانا بشأن القضية السورية، التي ستقام في 30 و31 من تشرين الأول/ أكتوبر، سيكون على روسيا أن تتطرق إلى مسألة وجود بعض الأطراف الأجنبية في عدد من المحافظات السورية، وعدم إمكانية بقائها هناك إلى الأبد. وبناء على ذلك، ينبغي أن تتحول جميع الأراضي السورية التي تخضع لسلطة أطراف أجنبية سواء أمريكية أو تركية أو غيرها، إلى سيطرة دمشق بشكل رسمي.