قالت صحيفة "الغارديان" إن مدير مسجد "
فينزبري بارك"
محمد كزبر، تساءل في رسالة وجهها لهيئة الإذاعة البريطانية "
بي بي سي" عن سبب حجب موضوع الهجوم الذي تعرض له المسجد هذا الأسبوع، من حلقة النقاش الأسبوعية "كواسشن تايم".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن كزبر عبر في رسالته لـ"بي بي سي"، التي اطلعت عليها "الغارديان"، عن "الخيبة الكبيرة"؛ لأن البرنامج لم يحتو على سؤال من الحضور حول الهجوم على المسجد يوم الاثنين.
وتورد الصحيفة نقلا عن كزبر، قوله إن "أعضاء المجتمع في المنطقة ومناطق أخرى في
بريطانيا، ممن تحدثت إليهم، عبروا عن غضبهم من القرا ر الذي اتخذ"، وأضاف: "خلص الكثيرون إلى أن (بي بي سي) لم تعد حياة المسلمين تساوي لديها حياة الذين قتلوا في هجمات إرهابية أخرى".
ويلفت التقرير إلى أن حلقة يوم الخميس شهدت جدالا، أدى بمقدم البرنامج ريتشارد ديمبلبي، للطلب من أحد الحضور مغادرة القاعة، الذي كان المرشح السابق لاتحاد التجارة والتحالف الوحدوي ستيفن جيرمان، حيث طلب منه المغادرة، بعدما ظل يشوش على لجنة النقاش، ويقول إن حزب المحافظين خسر الانتخابات العامة، مشيرا إلى أنه بعد تدخلات مستمرة في الـ40 دقيقة الأولى من البرنامج، فإن ديمبلبي قال له: "أعتقد أنه من الأفضل أن تغادر الآن".
وتذكر الصحيفة أن البرنامج عادة يستضيف رموزا من عالم الإعلام والسياسة، يقومون بمناقشة أسئلة من الحضور، ويدعو ديمبلبي الحضور لطرح الأسئلة، لافتة إلى أن "بي بي سي" تقول إنها لا تختار الأسئلة، ويقوم فريق التحرير للبرنامج بتقرير طبيعة الأسئلة التي يجب أن تطرح، ولم يعرف إن كانت هناك أسئلة تتعلق بمسجد "فنبزبري بارك" والهجوم عليه، التي طرحها الحضور في الحلقة التي بثت من مدينة بليموث.
وقال كزبر في رسالته: "لا يبعد مسجدنا سوى دقيقتين عن المكان الذي قتل فيه المسلمون وجرحوا في الهجوم الإرهابي، وكان هناك عدد من مصلينا في مكان الهجوم"، وأضاف: "رأت رئيسة الوزراء أن الحادث خطير، ويستدعي اجتماع اللجنة الأمنية الطارئة (كوبرا) وتقرير الرد الوطني، و(بي بي سي) هي مؤسسة وطنية، من المفترض أنها للمواطنين كلهم، وشعرت يوم أمس أنها تخلت عنا وعن البلد".
وينوه التقرير إلى أن حلقة الخميس استضافت وزير العدل ديفيد ليدنغتون، ووزير الصحة في حكومة الظل جوناثان أشورث، ورئيس مجموعة نواب الحزب الوطني الأسكتلندي في مجلس العموم إيان بلاكفورد، والمعلق في "ديلي ميل" بيتر أوبورن، وجينا ميللر، التي رفعت قضية ضد الحكومة في المحكمة بسبب البريكسيت.
وقال كزبر إن الحادث فتح الباب أمام عدد من القضايا كان بإمكان اللجنة مناقشتها، دون أن تؤثر على محاكمة المتهم بجرائم إرهاب والشروع في القتل دارين أوزبورن.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن قول كزبر في رسالته: "هناك الكثير من الأسئلة التي يجب طرحها، بما في ذلك صعود اليمين المتطرف، وتواطؤ الإعلام في تغذية الكراهية ضد المسلمين، وغياب العدل في قوانين مكافحة الإرهاب، واستهداف مسلمين لا علاقة لهم بمن يشتبه بعلاقتهم بالإرهاب".