ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الشرطة في مدينة مانشستر ولندن سجلت تزايدا في
جرائم الكراهية الموجهة ضد المسلمين، في الفترة التي أعقبت التفجير في قاعة مانشستر و"لندن بريدج".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مصادر رصد لجرائم الكراهية، قولها إن الهجمات المعادية للمسلمين زادت بنسبة خمسة أضعاف في مانشستر، حيث سجل 139 حادثا، بحسب منظمة "تيل ماما"، التي تقوم برصد الهجمات المعادية للمسلمين، مشيرا إلى أنه رقم كبير مقارنة مع الهجمات التي رصدت، وعددها 35 حادثا، قبل التفجير بأسابيع.
وتورد الصحيفة نقلا عن الشرطة في لندن، قولها إن هناك زيادة، وإن لفترة مؤقتة، في جرائم الكراهية ضد المسلمين قبل هجوم هذا الأسبوع على مسجد "
فينزبري بارك"، مع أن الأرقام غير متوفرة.
ويشير التقرير إلى أن قوى الشرطة شددت من إجراءاتها لحماية التجمعات المسلمة حول البلاد بعد هجوم هذا الأسبوع، الذي مات فيه شخص، وجرح فيه 10 أشخاص آخرين، بعد قيام متطرف بقيادة شاحنة ودهس مصلين خرجوا للتو من المسجد بعد نهاية صلاة التراويح، حيث قالت وزيرة الداخلية آمبر رود إن مصادر حماية إضافية ستظل في مكانها "طالما كانت هناك حاجة إليها".
وتذكر الصحيفة أنه في إحدى الحالات، فإن جراح العظام والكدمات نافيد ياسين، الذي ساعد في إنقاذ حياة الكثير من الجرحى بعد هجوم مانشستر، تعرض لهجمات
عنصرية، وصرخ عليه البعض بالإرهابي عندما كان في طريقه إلى مستشفى سالفورد الملكي، مشيرة إلى أنه تم تسجيل حالات أخرى حول البلاد، من بينها ما تعرضت له امرأة من ساوث أمبتون، التي تم نزع حجابها من على رأسها، بالإضافة إلى أن هناك حادثا آخر تعرض فيه رجل لهجوم بقنينة زجاجية.
وينقل التقرير عن رئيس مجلس الشرطة الوطني مارك هاميلتون، قوله إن هجومي لندن ومانشستر تبعتهما زيادة في جرائم الكراهية، لافتا إلى أن المستوى في مانشستر عاد للمستوى الذي كان عليه قبل التفجير، إلا أن الصورة في لندن لا تزال غير واضحة.
ويضيف هاميلتون: "نعلم أن مستوى الهجمات الإرهابية، والأحداث الوطنية والدولية لديها إمكانية لزيادة قصيرة الأمد في جرائم الكراهية، ولهذا السبب فإننا نزيد من تسجيل جرائم الكراهية؛ من أجل تقييم التوجهات والتهديدات".
وتلفت الصحيفة إلى أن المجلس الوطني للشرطة يقوم الآن بجمع الأرقام الأسبوعية المتوفرة عن جرائم الكراهية في كل من إنجلترا وويلز ومراقبتها، كما فعل في صيف العام الماضي، بعد الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وينقل التقرير عن رود، قولها إن نصف الذي عانوا من جرائم الكراهية بسبب دينهم كانوا مسلمين، حيث تشير البيانات الإحصائية المحدودة إلى زيادة في مستويات الهجمات المعادية للإسلام.
وتفيد الصحيفة بأن شرطة لندن تقول إن مستوى الجريمة المسجلة هجمات إسلاموفوبية زادت في السنوات الأربع الماضية، لافتة إلى أن الشرطة سجلت 343 حادثا في 12 شهرا، حتى آذار/ مارس 2013، و 1109 حوادث قي 12 شهرا، حتى آذار/ مارس 2016، و1260 حادثا في 12 شهرا، حتى آذار/ مارس العام الحالي.
وينوه التقرير إلى أن الشرطة أشارت إلى أن هجوم "فينزبري بارك" ليس الأول الذي وجه ضد المسلمين البريطانيين، ففي عام 2013، قام أوكراني بقتل محمد سليم (84 عاما)، حيث حاول هذا الأوكراني، واسمه بافلو لابشين، تفجير عدد من المساجد في منطقة ميدلاندز؛ أملا في إثارة "حرب عنصرية"، وبعد عام من ذلك سجن النازي الجديد إيان فورمان، لمدة 10 أعوام، بتهمة التآمر لتفجير مسجد في ميرسي سايد.
وبحسب الصحيفة، فإن أحد قادة اليمين المتطرف، ويدعى تومي روبنسون، اتهم بمحاولة استغلال هجوم مسجد "فينزبري"، ووصفه بأنه "هجوم انتقامي"، مشيرة إلى أن هناك أدلة متزايدة على تصاعد في نشاطات اليمين المتطرف، حيث أصبحت "ناشونال آكت" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أول منظمة يتم منعها، بناء على تصنيف وزارة الداخلية للجماعات الإرهابية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية تكشف عن أن 113 شخصا تم اعتقالهم خلال 12 شهرا حتى آذار/ مارس 2017 من اليمين المتطرف، بزيادة بنسبة 66% عن العام الذي سبقه، حيث تم اعتقال 68 شخصا.