صعّد اللواء الليبي المتقاعد خليفة
حفتر من خطابه السياسي، ضد معسكر غرب
ليبيا، قائلا إنه لن يترك العاصمة الليبية
طرابلس "مرتعا للإرهابيين ووكرا للمجرمين"، وأن "الليبيين لن يرتاحوا حتى تعود العاصمة طرابلس لحضن الوطن آمنة مطمئنة".
واتهم حفتر، المجتمع الدولي، بدعم الإرهابيين، وفرض حظر التسليح على قواته، "التي تحارب قاطعي الرؤوس وموقفي تصدير النفط"، متوعدا بعدم "الاستسلام للإرهاب، أو الخضوع للمؤامرات، التي لن يكون طرفا فيها".
وجاء ذلك في عرض عسكري وتخريج دفعة أثناء احتفالات شرق ليبيا بالذكرى الثالثة لتدشين عملية الكرامة، في السادس عشر من أيار/ مايو عام 2014.
وأكد اللواء المتقاعد أن جيشه واحد ومنتشر في كل ربوع ليبيا، تحت قيادة واحدة، ولا يسمح بإنشاء أي جسم مسلح خارج نظامه، مهددا بمحاربة من وصفهم بـ"دواعش المال العام والفساد".
إخراج إعلامي
وقال المحلل السياسي الليبي وليد ارتيمة: "إن العرض العسكري في منطقة توكرة شرق بنغازي، أمام حفتر، هو إخراج تلفزيوني، أكثر منه يمثل حقيقة وجود قوات على الأرض، بدعم تقني مصري وإماراتي".
واستدل ارتيمة، بأن قوات حفتر ومنذ ثلاث سنوات، لم تستطع بسط سيطرتها ونفوذها على كامل مدينة بنغازي، أو الدخول إلى مدينة درنة شرق البلاد، رغم ما تحصل عليه من دعم عسكري عربي وغربي.
وأوضح المحلل السياسي، في تصريح لموقع
"عربي21"، أن اتهام حفتر لعاصمة طرابلس، بدعم الإرهاب، وتهديده باجتياحها، هو تقويض لكل المساعي الدبلوماسية والسياسية، الرامية إلى التوافق ضمن مرجيعة اتفاق الصخيرات، والتي كان آخرها، لقاؤه برئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في العاصمة أبو ظبي، برعاية إماراتية مصرية، في أيار/ مايو الجاري.
خلافات عقيلة وحفتر
من جانبه رأى مدير مركز اسطرلاب للدراسات، عبد السلام الراجحي، أن "هذا الاستعراض العسكري، أوضح بشكل جلي، عمق الخلافات بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، الذي لم يظهر في هذا الاحتفال بجوار حفتر".
وصرح الراجحي لـ
"عربي21"، بأن عقيلة صالح، دعا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، المؤسسة العسكرية إلى الابتعاد عن الشأن السياسي، والاكتفاء بحماية ليبيا عسكريا.
وأضاف مدير "اسطرلاب"، أن هذه التصريحات، تدل على الدور الذي يحاول أن يرسمه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، للواء المتقاعد خليفة حفتر، بهدف إزاحته عن المشهد السياسي.
وكان حفتر، اتهم عقيلة صالح ومجلس النواب بالضعف، أثناء لقائه برئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في العاصمة
الإماراتية أبوظبي، وأنه لا يستطيع أن يعقد جلسة، إلا بإذن رسمي منه.
وأبدى الراجحي استغرابه من عدم رد مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني على اتهام حفتر للعاصمة بالإرهاب، وصمته، إذ أن مثل هذه التصريحات، هي بمثابة إعلان رسمي من حفتر، بإنهاء أي تفاوض سياسي.
وكانت مصادر إعلامية رشحت أن يتولى عضو البرلمان الصالحين عبد النبي، المقرب من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، رئاسة البرلمان خلفا لعقيلة صالح، وذلك بعد الخلافات التي بدت حادة بين حفتر وعقيلة.
حجازي في بنغازي
وفي السياق ذاته وصل، الأربعاء، رئيس اللجنة المصرية، المكلفة بالملف الليبي، رئيس أركان الجيش المصري، محمود حجازي، إلى مطار بنينا بمدينة بنغازي شرق ليبيا.
وعقد حجازي، الذي يرافقه وفد عسكري ومخابراتي مصري، اجتماع باللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مقر قيادته بمنطقة الرجمة، شرق بنغازي.
وقالت مصادر صحفية، مقربة من حفتر، إن هدف زيارة حجازي، هي لتقديم التهئنة بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاق عملية الكرامة.
في الوقت الذي رجحت فيه مصادر أخرى، أن تكون زيارة حجازي لحفتر، لدعمه، وإظهار بنغازي وكأنها قادرة أمنيا على استضافة مسؤولين كبار، على غرار العاصمة الليبية طرابلس.