يواصل الأسرى الفلسطينيون في
سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، وسط تصعيد إدارة سجون الاحتلال من أجراءتها القمعية بحق الأسرى المضربين وقيادتهم.
وبحسب مكتب إعلام الأسرى، فقد تعمدت سلطات الاحتلال اقتحام أقسام الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال المختلفة، "وتم اقتحام غرف الأسرى المضربين عن الطعام في سجن النقب الصحراوي، وجرى إخراجهم قسرا إلى الساحة، وتعصيب أعينهم، وتفتيش غرفهم، في محاولة لكسر صمودهم، كما اقتحمت أقسام الأسرى المضربين في سجن عوفر وتفتيشها".
إضراب متصاعد
وقال مدير مركز دراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفّش إن إضراب الأسرى مستمر وسيتصاعد الأمور في الأيام القادمة "وهم ما زالوا على مطالبهم على الرغم من قمع الاحتلال لهم والتي قامت بعزل قادة الإضراب كالأسير مروان البرغوثي وناصر عويس".
اقرأ أيضا: قراقع: الأسرى بسجون الاحتلال "يُعدمون" بطريقة غير مباشرة
وكشف الخفّش في حديث لـ"
عربي21" أن أسرى الفصائل الفلسطينية الأخرى سيلتحقون بالإضراب خلال الأيام القادمة بأعداد أكبر، "بينما انخرط أسرى حركة حماس في الإضراب إذ التحق أمس (الأربعاء) 117 أسيرا في سجن جلبوع ليرتفع عدد أسرى الحركة في الإضراب إلى نحو 200 في سجني هدارين وجلبوع وسجون أخرى".
وردا على سؤال بشأن العدد الإجمالي للأسرى المنخرطين في الإضراب، قال الخفّش: "العدد لا يهم، فمثلا أسير واحد كالشيخ خضر عدنان عندما أضرب حقق إنجازا كبيرا. وكذلك إضراب الكرامة في العام 2012 الذي خاضه نحو ألف أسير الذي نجح في إخراج جميع الأسرى من العزل الانفرادي".
ويضيف الخفّش أن "المهم أن يمضي الأسرى في معركتهم التي يخوضونها بالتزامن مع إسناد جماهيري وفصائلي ورسمي ممثلا بالسلطة الفلسطينية السلطة التي يبدو أنها حتى الآن لم تعد خطة واضحة للتعامل مع إضراب الأسرى"، مطالبا بأن تكون الفعاليات الشعبية بوتيرة أكبر "ترتقي لمستوى التضحيات التي يبذلها الأسرى الآن".
أسرى مرضى
إلى ذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن 1500 أسير فلسطيني دخلوا يومهم الرابع على التوالي في الإضراب المفتوح عن الطعام، مرجحة ارتفاع العدد لأكثر من ذلك، ونقلت عن قيادة الحركة الأسيرة تأكيدها استمرارها بالإضراب رغم الضغوطات التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال.
وفي السياق ذاته، ذكرت اللجنة الإعلامية لإضراب "الحرية والكرامة"، أن إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سعيد مسلم إلى مستشفى "بيرزلاي الإسرائيلي" بعد تدهور وضعه الصحي، حيث يعاني من مشاكل بالقلب، ليكون الأسير الأول الذي ينقل إلى المستشفى منذ بداية الإضراب".
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، حذر في وقت سابق من تطبيق إدارة سجون الاحتلال، ما يسمى بـ"قانون التغذية القسرية" على الأسرى المضربين وهو ما قد يؤدي إلى ارتقاء شهداء بينهم.
وكان الأسرى أعلنوا الإضراب احتجاجا على إجراءات الاحتلال بحقهم وللمطالبة بتحقيق عدد من الحقوق الإنسانية، في مقدمتها وقف الإهمال الطبي الذي يمارسه الاحتلال بحقهم منذ سنوات، ومعالجة ملف الزيارة والحرمان، وملف التعليم.