هاجمت الحكومة
الإسرائيلية صحيفة أمريكية؛ بسبب نشرها مقالا للقيادي البارز في حركة "فتح"، الأسير
مروان البرغوثي، شرح فيه الأسباب التي تقف وراء
إضراب الأسرى الجماعي عن الطعام الذي يقوده.
وبسبب نشر المقال للبرغوثي أمس على صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ثار غضب منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق
الفلسطينية، الجنرال يوآف مردخاي، واصفا البرغوثي بـ"الإرهابي".
وفي تغريدة للمنسق باللغة الإنجليزية على "توتير"، اطلعت عليها "
عربي21"، تساءل بغضب: "لماذا نسيت إدارة تحرير نيويورك تايمز أن تذكر أن البرغوثي هو قاتل مدان، وهو مسؤول بشكل مباشر عن قتل الكثير من المدنيين الإسرائيليين".
وفي تعليقه على قيادة البرغوثي لإضراب الأسرى، كتب المنسق على "فيسبوك": "هو يحاول استعادة اعتباره في قيادة فتح، بعد أن تراجعت شعبيته وتضرر موقعه في أعقاب المؤتمر السابع لحركة فتح".
واعتبر المنسق الإسرائيلي أن الإضراب عن الطعام "هو الصورة الأكثر هدوءا للمقاومة، التي تسبب معاناة فقط لأولئك الذين يشاركون بها شخصيا أو أقربائهم، على أمل أن تساعد الأمعاء الخاوية في إيصال الرسالة إلى خارج السجن"، وفق قوله.
وبحسب موقع " تايمز أوف إسرائيل"، فإن "نيويورك تايمز" في نهاية مقالها عرفت البرغوثي بأنه "قيادي وبرلماني فلسطيني".
وفي السياق ذاته، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية عزلها الأسير البرغوثي وأبرز مساعديه؛ كريم يونس، وماهر يونس، ومحمود أبو سرور، بسجن انفرادي في سجن الجلمة، بعدما كانوا في سجن هداريم"، وفق ما أكده موقع "i24" الإسرائيلي.
ويأتي الإجراء الإسرائيلي بالتزامن مع قمع قوات الاحتلال للمظاهرات التي خرجت في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية؛ دعما لإضراب أكثر من ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية عن الطعام.
اقرأ أيضا:
أسرى فلسطين يخوضون معركة "الحرية والكرامة".. هذه مطالبهم
من جانبه، أوضح الأسير البرغوثي في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن "المحاكم الإسرائيلية ما هي إلا مجرد أدوات مسيسة بيد الاحتلال الاستعماري والعسكري، تهدف إلى القضاء على التطلعات الفلسطينية بالحرية والاستقلال، وليست بنظام عدالة محايد في دولة ديمقراطية يعاقب من أدينوا بارتكاب جرائم"، وفق ما نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف: "المحاكم الإسرائيلية هي مجرد تمثيلية عدالة زائفة.. عقود من الخبرة أثبتت أن نظام إسرائيل غير الإنساني من الاحتلال الاستعماري والعسكري يهدف لكسر روح الأسرى والأمة التي ينتمون إليها، من خلال إلحاق المعاناة بأجسادهم، وفصلهم عن عائلاتهم ومجتمعاتهم، واستخدام تدابير مهينة لإخضاعهم".
وأكد البرغوثي أن "إسرائيل مستمرة في الاعتداء على الأسرى الفلسطينيين ومعاملتهم بصورة سيئة"، متهما الاحتلال بـ"ارتكاب انتهاكات جسيمة لمعاهدات جنيف في معاملتها للأسرى".
ولفت في مقاله، الذي تسبب بضجة في "إسرائيل"، إلى أن "الأسرى والمحتجزين يعانون من التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة، والإهمال الطبي"، مؤكدا أن "إسرائيل تمارس الفصل العنصري، الذي يضمن الإفلات من العقاب للإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين، في حين تقوم بتجريم الوجود والمقاومة الفلسطينية".
ونبه الموقع إلى أن الإضراب الذي يخوضه الأسرى جاء "بعد وصول المفاوضات بين ممثلي الأسرى ومصلحة السجون الإسرائيلية حول تحسين ظروف السجون إلى طريق مسدود، وهي المحادثات التي بدأت قبل أكثر من عام ونصف العام"، حيث طالب الأسرى بالعديد من المطالب.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن "الكثير من الفلسطينيين يعزون ما قام به البرغوثي إلى صراع قوى داخلي (داخل حركة فتح)؛ في محاولة لتوجيه رسالة إلى قيادة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتحديد، الذين استبعدوا المقربين منه من اجتماع عقد مؤخرا للجنة المركزية، ولم يمنحوه منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية".
من جانبه، زعم وزير الأمن الإسرائيلي، غلعاد إردان، بأن الإضراب يتعلق بصراع سياسي فلسطيني داخلي، معتبرا أن مطالب الأسرى الإنسانية "مطالب غير معقولة تتعلق بظروف السجون".
والبرغوثي قائد فتحاوي ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهو مؤسس "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح المسلح لحركة "فتح"، أدانته "إسرائيل" عام 2004 بخمس تهم قتل عمد وتهمة شروع بالقتل، وأدين أيضا بمسؤوليته في أربع هجمات أخرى.