نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا لكل من سايمون جونسون وغوردون رينير، يشيران فيه إلى ما قاله نجل الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، تعليقا على الضربة التي وجهتها أمريكا لسوريا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن نجل ترامب، إريك، قوله إن تحرك والده في
سوريا يكشف عن أنه ليس في تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين.
ويقول الكاتبان إن إريك أعلن أن هذا الهجوم يثبت أن والده "لا يمكن التلاعب به" من الروس، حيث قال إريك إن تهديدات بوتين بالحرب لا "تستفزه"، وأضاف: "لن يكون هناك أحد أصعب منا" في حال "تجاوز" الرئيس الروسي الحدود، وأكد أن قرار والده الرد عسكريا على هجوم غاز الأعصاب في بلدة خان شيخون قبل أسبوع، جاء بتأثير من أخته إيفانكا، التي كتبت تغريدة، تقول فيها إنها "محطمة القلب وغاضبة" بسبب هذه المذبحة.
وتورد الصحيفة نقلا عن إريك، البالغ من العمر 33 عاما، الذي يدير مع شقيقه دونالد الصغير إمبراطورية والدهما العقارية، قوله إن والده "ملتزم بشدة" لبناء أكبر جيش في العالم؛ من أجل تحقيق السلام، حيث إنه يؤمن بعمق بفلسفة الرئيس السابق رونالد ريغان، التي تقوم على تحقيق السلام من خلال القوة.
ويشير التقرير إلى أن ترامب تعهد بتحسين العلاقات مع بوتين أثناء حملته الانتخابية، إلا أن إدارته تلاحقها -منذ فوزه- الاتهامات بدور المسؤولين الروس في حرف كفة الميزان لصالح المرشح الجمهوري ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويلفت الكاتبان إلى أن إريك علق على ذلك بالقول إن والده كان في الحملة الانتخابية يدعو لأن تقيم بلاده "علاقة صداقة جيدة مع بقية القوى العظمى" إن أمكن، ووصف الاتهامات بوجود دور روسي في انتخاب ترامب بـ"التافهة"، وقال: "لو كان هناك شيء ظهر من ضرب سوريا، فإنه تأكيد حقيقة عدم وجود علاقات مع
روسيا".
وتذكر الصحيفة أن إريك كان يتحدث من ملعب الغولف الذي يملكه والده في تيرنبري في إيرشاير، وقال: "إن لم يحترمونا وقاموا بتجاوزنا، حسنا، فلا يوجد شخص صلب ولديه القوة أكثر من أي شخص، فنحن لسنا في وضع سيئ كما في السابق، وربما اكتشفنا أننا لن نكون كذلك".
وينوه التقرير إلى أن إريك رد على سؤال عن تهديد بوتين بالتصعيد العسكري في سوريا، قائلا إن والده "ليس بالشخص الذي يتم استفزازه، وأقول لك إنه صعب المراس، ولا يمكن لأحد التلاعب به، وربما تحركت الأوراق بالطريقة التي يريدونها، لكنه رجل صعب".
وقال إريك إن والده تأثر بشكل عميق بالصور التي ظهرت على التلفزيون في أعقاب الهجوم الكيماوي، الذي قتل فيه الأطفال، "الذين تم رشهم بالمياه حتى لا تحترق بشرتهم"، وأضاف رجل الأعمال الذي ينتظر مولودا: "كان أمرا فظيعا، هؤلاء الأشخاص وحوش، وأنا سعيد بالطريقة التي تم من خلالها الرد على هذا الهجوم".
ويورد الكاتبان نقلا عن إريك قوله عن شقيقته إيفانكا، أنها "أم لثلاثة أطفال، وكان لها تأثير، وأنا متأكد أنها قالت: (انظر، هذا أمر فظيع)، ويتصرف والدي أحيانا بهذه الطريقة"، وأضاف: "بالمناسبة، قبل عامين فإنه كان ضد عمل أي شيء في سوريا، لكن أن يقوم زعيم بضرب أبناء شعبه بالغاز، نساء وأطفال، فأمريكا في النهاية هي زعيم العالم والقوة العظمى، ويجب أن تتقدم وتتحرك وبدعم كبير من حلفائنا، وأعتقد أن هذا شيء عظيم".
وتقول الصحيفة إن إريك رفض ما قيل عن أن والده تصرف باندفاع وبشكل متهور بعدما شاهد الصور، مؤكدا أن والده "مفكر عظيم وعملي وليس متهورا"، وقال: "أنا فخور أنه قام بهذا التحرك، وأعتقد أنه فكر بما فعل".
ويفيد التقرير بأن مقابلة الصحيفة مع نجل الرئيس ترامب جاءت في وقت دعا فيه وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا إن لم تقم بسحب قواتها من سوريا ووقف دعمها لرئيس النظام السوري بشار
الأسد، لافتا إلى أن وزراء خارجية مجموعة الدول السبع اجتمعوا في روما يوم أمس الاثنين؛ للتباحث حول كيفية وضع ضغوط على الرئيس بوتين، والاتفاق على فحوى الرسالة التي سيوجهها وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون للقيادة الروسية يوم غد الأربعاء، حيث قال جونسون إن الهجمات الصاروخية "غيرت قواعد اللعبة"، وأضاف أن روسيا الآن بحاجة "للخروج" من سوريا؛ لأن الارتباط "بنظام مسموم يقوم بتسميم سمعة روسيا".
ويبين الكاتبان أنه في تطور لافت للسياسة الأمريكية، فإن جونسون فهم من تيلرسون أن الولايات المتحدة تدعم تغيير النظام في سوريا، مع أن وزير الخارجية رفض يوم الأحد الدعوة مباشرة لتغيير النظام في دمشق، وقال تيلرسون قبل بداية لقاء وزراء مجموعة الدول السبع إن الجرائم التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية "تعد إلهاما لنا"، وذلك بعد زيارته نصبا تذكاريا في إيطاليا لـ560 شخصا قتلتهم الجماعات النازية "وافين- أس أس" عام 1944، وأضاف: "سنلزم أنفسنا بمحاسبة كل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم".
وبحسب الصحيفة، فإن الكرملين رد من خلال التقليل من أهمية زيارة تيلرسون لروسيا، حيث قال إن برنامجه لا يشمل لقاء مع بوتين، كما ورد في تقارير سابقة، وأعلن عن نجاح اختبارات لغواصات نووية في بحر البلطيق، وحذر من أن موسكو سترد في حال أطلقت الولايات المتحدة صواريخ جديدة على سوريا.
ويذكر التقرير أن وزير الخارجية الأمريكي أكد أنه لا يتوقع تغيرا قريبا في النظام السوري، مؤكدا أن أولوية الولايات المتحدة هي إحلال الاستقرار في سوريا، إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض قال: "لو ضرب طفل بالغاز فسترى ردا من هذا الرئيس".
ويشير الكاتبان إلى أن وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ، نشر مقالا قال فيه إن "الحقيقة المؤسفة" التي اكتشفها الرئيس ترامب، هي أن "روسيا في ظل بوتين ليست شريكا يمكن الاعتماد عليه"، لافتين إلى قول جونسون إن تيلرسون يمكنه الذهاب هذا الأسبوع إلى روسيا برسالة واضحة من الدول السبع للروس، مفادها: "هل يريدون الاستمرار بدعم النظام السام؟ وهل سيظلون مرتبطين وللأبد برجل يضرب شعبه بالغاز؟ أم أنهم يريدون العمل مع الأمريكيين وبقية الدول السبع من أجل مستقبل جديد لسوريا؟".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول جونسون إن الهجوم الكيماوي، والرد الأمريكي السريع، قدما "فرصة جوهرية" لإيجاد حل سياسي للحرب التي مضى عليها ستة أعوام.