ديلي بيست: القوات السورية قامت بالهجوم الكيماوي نتيجة اليأس- أ ف ب
نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للكاتب روي غوتمان، يحاول فيه إبراز الجوانب التي غابت عن التغطية الإعلامية، التي انشغلت باستخدام رئيس النظام السوري بشار الأسد للسلاح الكيماوي، ثم لردة فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن دون تسليط الضوء على أسباب لجوء الأسد إلى السلاح الكيماوي أصلا.
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه لم يمض وقت طويل على دك القاعدة السورية الجوية التي انطلقت منها الطائرات، التي قامت بالهجوم الكيماوي بصواريخ كروز الأمريكية، حتى زارها رئيس الأركان الجنرال علي عبد الله أيوب ليقيم الأضرار ويشكر الطيارين، حيث كان الطيارون هم من قاموا بالهجوم الكيماوي على خان شيخون، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة مدني.
ويلفت الموقع إلى أن الجنرال أيوب قام بالثناء على "المعنويات العالية وروح القتال للضباط والجنود، ودون شك من قام بالهجوم الكيماوي من بينهم، في قاعدة الشعيرات، وقاموا هم بالمقابل بقطع العهد على أنفسهم بأن يستمروا في (اجتثاث الإرهاب أينما وجد في الوطن)"، بحسب فيديو نشرته وكالة الأخبار السورية "سانا".
ويعلق غوتمان قائلا إن "القوات السورية ربما قامت بالهجوم الكيماوي نتيجة اليأس، بحسب المسؤولين العسكريين الأمريكيين ومسؤولي الثوار، وقد تكون المعنويات بين قوات النظام وصلت إلى الحضيض".
ويذكر الموقع أن القوات الجوية السورية قامت منذ الهجوم بنقل طائراتها من القواعد الجوية المختلفة إلى قاعدة حميميم الروسية بالقرب من اللاذقية، مشيرا إلى أن روسيا قامت بالسيطرة على العمليات الجوية كلها في وسط سوريا وشمالها، بحسب مراقبي الطائرات التابعين للثوار، الذين يقومون برصد تحركات الطائرات الروسية والسورية في المناطق المختلقة.
وينوه المقال إلى أن الطلعات تضمنت على الأقل سبعة اعتداءات على أهداف مدنية يوم الجمعة فقط، والعدد ذاته تقريبا يوم السبت، لافتا إلى أنه قتل 20 مدنيا في هجوم روسي جوي يوم السبت على بلدة أم الجوز، وهي بلدة صغيرة في محافظة إدلب، بالإضافة إلى أنه كان هناك استهداف لخان شيخون خلال هذين اليومين أيضا.
ويبين الكاتب أن "قوات النظام تأثرت منذ عام 2012 بالانشقاقات عن صفوفها، لكن مع التدخل الروسي في أيلول/ سبتمبر 2015، استطاعت الحكومة استعادة بعض الأراضي، وحققت أكبر انتصار لها في شهر كانون الأول/ ديسمبر، عندما استطاعت القوات بقيادة من إيران وحزب الله طرد الثوار ومعهم سكان شرق حلب".
ويستدرك غوتمان بأن "المعنويات هبطت ثانية قبل عدة أسابيع عندما قامت قوات من الثوار الذين تدعمهم أمريكا، وبدعم من الإسلاميين الذين تعدهم أمريكا إرهابيين، بتحقيق تقدم مهم في محافظة حماة، ويرى المسؤولون الأمريكيون والمتحدثون باسم الثوار أن التقدم الذي أحرزه الثوار هو ما دفع الجيش السوري للجوء إلى الأسلحة الكيماوية".
وينقل الموقع عن مسؤول عسكري أمريكي كبير، قوله للصحافيين في واشنطن يوم الجمعة: "كان النظام السوري تحت ضغط كبير"، وأضاف أن الثوار حققوا تقدما كبيرا الشهر الماضي، هددوا من خلاله بالاستيلاء على المطار العسكري في حماة، وهو قاعدة مهمة لطائرات الهيلوكوبتر، ويعتقد أنه مصنع للبراميل المتفجرة.
ويشير المقال إلى أن البراميل المتفجرة تتألف من قطع معدنية ومتفجرات توضع في برميل، وتلقى من طائرات الهليوكوبتر على المناطق السكنية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا كلها.
ويقول الكاتب إن خسارة المطار في حماة كانت "مخاطرة كبيرة" بالنسبة للنظام، بحسب تقدير المحللين الأمريكيين، الذين ربطوا بين ذلك وبين استخدام الأسلحة، واصفين القرار بذلك بأنه مبني على اليأس، وأرادوا منه منع المعارضة من السيطرة على منشآت مهمة للنظام، بحسب المسؤول الأمريكي الذي حظرت تسميته، بحسب شروط المؤتمر الصحافي.
ويورد الموقع نقلا عن متحدث باسم الثوار، قوله إن النظام تكبد خسائر كبيرة في الهجوم الأرضي منذ أن بدأ في 21 آذار/ مارس، حيث وقعت أكثر من 20 قرية وبلدة و50 موقعا عسكريا في ريف حماة تحت سيطرة الثوار خلال ساعات من بداية الهجوم.
وينقل المقال عن المتحدث باسم جيش العزة الملازم محمود محمود، قوله إن قوات النظام "انسحبت دون أي مقاومة"، حيث أن الثوار تقدموا حتى أصبحوا على مسافة أميال من المطار، الذي يبعد حوالي 50 ميلا شمال غرب مطار الشعيرات.
وأضاف محمود للموقع أن الهجوم المفاجئ أفقد قوات النظام اتزانها، وقامت طائراته في مرحلة من ذلك الهجوم بضرب مواقع قوات النظام، وادعى بأن النظام خسر أكثر من 700 مقاتل، وقال إن الثوار وثقوا للاستيلاء على أو تدمير 40 دبابة ومدرعة، بالإضافة إلى تدمير 13 دبابة وقطع من سلاح المدفعية.
وقال محمود إن المجندين الذين يستخدمه نظام الأسد بدوا منهكين، حيث يقدر القادة أن المليشيات التي تدعمها الحكومة السورية ليست لديها الإرادة للقتال، وأن القوة الوحيدة التي على الثوار أن يتعاملوا معها هي قوات حزب الله والمليشيات الأخرى، التي شحنتها إيران إلى سوريا من العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان.
ويفيد غوتمان بأن أمريكا أوقفت الدعم للثوار في أواخر العام الماضي، عندما دخلت آخر هدنة حيز التنفيذ، مستدركا بأن محمود قال إن الثوار بدأوا باستلام مقذوفات تاو المضادة للدبابات وبعض الأسلحة الخفيفة الأخرى، بعد إعادة تجمعهم وإنشاء مركز عمليات موحد في محافظة حماة.
وبحسب الموقع فإن "النظام بدأ يستخدم الأسلحة الكيماوية خلال أيام من نكوصه في حماة، ففي 25 آذار/ مارس، وهو تاريخ أكده أيضا المسؤول في البنتاغون، قامت طائرة هليوكوبتر تابعة للنظام بإسقاط برميل متفجر مليء بغاز الكلورين على مركز صحي في بلدة اللطامنة شمال حماة، وقتل في الهجوم اثنان، وجرح 30، وتعطل المركز الصحي، وفي اليوم التالي أسقط برميل ثان يحتوي على غاز الكلورين على موقع لجيش العزة في البلدة ذاتها، وقال 20 من المقاتلين إنهم عانوا من صعوبة في التنفس".
ويلفت المقال إلى أنه في 30 آذار/ مارس تم إلقاء المزيد من البراميل المتفجرة، التي تحتوي على الكلورين على بلدة اللطامنة وقرية مجاورة، متسببة بالتقيؤ والدوار وصعوبة التنفس، وفي 3 نيسان/ أبريل أسقط برميل متفجر على بلدة الهبيط جنوب خان شيخون، متسببا بما لا يقل عن 20 حالة صعوبة في التنفس.
ويقول الكاتب: "يبدو أن هذه الضربات أتت بالنتيجة المطلوبة، حيث يقول محمود: (مع هذه الأسلحة ظننا أن من الخطأ البقاء في تلك الأماكن، خاصة أن مقاتلينا تأثروا بتلك الغازات.. واضطررنا للانسحاب إلى مواقع خلفية)، وأضاف أن الهجوم الكيماوي في خان شيخون كان من الواضح أنه (انتقام من المدنيين) بسبب تقدم الثوار".
ويختم "ديلي بيست" مقاله بالإشارة إلى قول محمود إن "النظام يحاول بكل بساطة أن يضغط على الثوار لئلا يتقدموا شمال حماة.. ويظن أن معنويات الثوار ستتحطم بالهجوم على خان شيخون وغيرها.. لكن هذا يجعلنا أكثر تصميما، وسنستمر في معاركنا".