نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتبةيجيسيكا إلغوت، حول جولة رئيسة الوزراء البريطانية الخليجية، تشير فيه إلى أن
تيريزا ماي قالت إنها تأمل أن تبعث برسالة حول النساء في القيادة عندما تزور
السعودية، لكنها توقفت عن انتقاد البلد لنهجها في تحقيق المساواة.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن ماي، قولها قبل بدء المرحلة الثانية من جولتها الخليجية، التي تسعى فيها إلى تحسين التجارة في مرحلة ما بعد خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأنها ستحاول أن تكون قدوة للنساء القائدات لحكومات قوية في بلد لا تزال تمنع النساء من قيادة السيارة، وعليهن الحصول على موافقة ولي الأمر للسفر أو الزواج، وأحيانا للحصول على الرعاية الصحية.
وتنقل إلغوت عن ماي قولها للصحافيين المرافقين لها في الطائرة إلى عمان يوم الاثنين: "آمل أن يراني الناس كوني زعيمة أنثى، ويرون أن بإمكان النساء تحقيق شيء، وكيف يمكن للنساء أن يكن في مواقع مهمة.. وتحدثت مع السعوديين في عدد من المناسبات، وتحدثت عن قضايا من هذا النوع، وأظن أننا رأينا بعض التغيرات".
وتشير الصحيفة إلى أن ماي قالت إنها تدعم برنامج "فيجين 2030" السعودي للإصلاح، مستدركة بأن ناقدي البرنامج يقولون إن الالتزامات بحقوق النساء في الاستراتيجية غامضة، وتعد بأن تزيد عدد العاملات بنسبة ضئيلة.
ويذكر التقرير أنه من المفترض أن تقابل ماي خلال زيارتها الأميرة ريما، المرأة السعودية الأولى، التي تشغل منصبا حكوميا، وهو منصب نائب رئيس شؤون المرأة في السلطة الرياضية، وتقول ماي: "سأتحدث معها حول الدور الذي تؤديه، ونشجع بشكل عام الناس لأن ينظروا إلى دور المرأة في المجتمع".
وتستدرك الكاتبة بأن ماي ألمحت إلى أنها تشعر بأن دورها هو ألا يكون إعلانها صريحا بهذا الشأن بصفتها زعيمة أنثى؛ لأن ذلك قد يؤثر فيما يمكنها تحقيقه كونها رئيسة للوزراء، وتقول: "مهم لي كوني امرأة زعيمة وقائدة لحكومة المملكة المتحدة، الحفاظ على علاقات طيبة مهمة بالنسبة لبلدنا ولأمننا ولتجارتنا المستقبلية".
وتفيد الصحيفة بأن رئيسة الوزراء تجنبت إلى الآن أي تصريحات جريئة حول حقوق المرأة خلال زيارتها إلى المنطقة، بالرغم من كونها المرأة الأولى التي تخطب في مجلس التعاون الخليجي أمام الزعماء الستة في البحرين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولم تشر إلى قضايا المرأة خلال الاجتماع.
وتقول إلغوت: "يبقى أن نرى كيف ستترجم ماي قواعد لباس النساء المحافظ في السعودية، فتجنبت كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والسيدة الأمريكية الأولى السابقة ميشيل أوباما استخدام غطاء الرأس خلال زيارتيهما، في الوقت الذي لبست فيه دوقة كورنوال منديلا خفيفا خلال زيارتها الأخيرة إلى السعودية".
ويلفت التقرير إلى أنه خلال زيارة رئيسة الوزراء إلى الأردن يوم الاثنين، فإن مكتبها أعلن عن حزمة مساعدات قيمتها مليار دولار لتطوير وظائف للاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الحكومة وعدت بمبلغ 840 مليون العام الماضي في مؤتمر سوريا المنعقد في لندن، بالإضافة إلى 160 مليون مساعدات إضافية.
وتنوه الصحيفة إلى أن ماي التقت مع رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، والملك
عبد الله الثاني، وتفقدوا مرافق عسكرية يوم الاثنين، ووافقت ماي على تقديم دعم بريطاني لسلاح الطيران الملكي الأردني في حربه على تنظيم الدولة، لافتة إلى أن الملك عبد الله وماي تبادلا الهدايا، حيث قامت بإهدائه نسخة مؤطرة من الرسالة الأصلية التي تم فيها تنسيب جده البريطاني وولتر بيرسي غاردينر، للوسام العسكري الذي تلقاه عام 1944 عندما عمل في فوج الهندسة الملكية.
وتستدرك الكاتبة بأنه رغم أن مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين غلبا على التصريحات الرسمية، إلا أن زيارة ماي للأردن والسعودية تعد الخطوة الأولى لحملة دبلوماسية لترتيب العلاقات التجارية المستقبلية بعد تفعيل المادة 50 رسميا لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وينقل التقرير عن مكتب رئيسة الوزراء، قوله إنه من المتوقع أن تقوم "باستكشاف طرق لتقوية علاقاتنا القوية" مع السعودية، مع أن المنظمات الحقوقية حذرت من أن أي تعاون يجب ألا يكون على حساب تجاهل سجل البلد الحقوقي، بما في ذلك إعدام الأحداث والهجمة "الوحشية" على اليمن.
وتورد الصحيفة نقلا عن زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، قوله تعليقا على زيارة ماي: "يجب على رئيسة الوزراء أن تضع حقوق الإنسان والقانون الدولي في صميم محادثاتها مع الحكومة السعودية هذا الأسبوع"، وأضاف أن العديد من المنظمات الحقوقية، بما في ذلك لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وثقت لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
وأشار كوربين إلى حرب المملكة في اليمن، التي قال إنها خلفت "آلاف القتلى و21 مليونا بحاجة للمساعدات الإنسانية و3 ملايين لاجئ"، وقال كوربين: "ما لم تتحد رئيسة الوزراء النظام السعودي بخصوص انتهاكاته لحقوق الانسان هذا الأسبوع، فإنه سيكون واضحا أنها مستعدة للتضحية بحقوق الإنسان والأمن على مذبح تجارة الأسلحة"، وفق التقرير.
وتذكر إلغوت أنه تم الكشف يوم الأحد عن أن وحدة جرائم الحرب في شرطة لندن بدأت بتقييم إمكانية إجراء محاكمات جنائية بسبب القصف السعودي لليمن، الذي تسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف مدني، ونزوح أكثر من 3 ملايين آخرين، حيث قال ألان هوغارث من منظمة العفو الدولية إن الوزراء "دفنوا رؤوسهم في الرمال".
وبحسب التقرير، فإن تمويل الوظائف والتعليم للاجئين السوريين، يأتيان بهدف تشجيعهم على البقاء في المنطقة، في ظل انتقادات بأن بريطانيا أغلقت سبلا كثيرة أمام قدوم اللاجئين إليها.
وتكشف الصحيفة عن أن الدعم سيتضمن مساعدات إنسانية أساسية، وتمويل التعليم، وتمويل التدريب المهني للأطفال السوريين في الأردن ولبنان، بالإضافة إلى مشاريع بنيوية؛ بهدف زيادة فرص التوظيف المحلية للسوريين.
وتورد الكاتبة نقلا عن ماي، قولها إن بريطانيا "قادت الرد الدولي على المآسي الإنسانية التي حددت جيلنا، وستواصل عملها"، لافتة إلى أن الحكومة كانت راغبة في تأكيد التزامها بتمويل المساعدات الإنسانية للاجئين حتى تحرف النقد لوقفها برامج مثل "دوبس سكيم"، التي كانت تهدف إلى إحضار أطفال اللاجئين إلى بريطانيا من مخيماتهم في أوروبا، مع أنه وصل عددا أقل من المتوقع بكثير.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ماي إن التمويل سيقدم بديلا مجديا عن تعريض حياة اللاجئين للخطر في محاولة للوصول إلى أوروبا، وتضيف: "من الواضح أن هذا يصب في المصلحة الوطنية لبريطانيا".