كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، أن حكومة
الاحتلال تستخدم أجهزتها الأمنية والإعلامية لشيطنة قطاع غزة بالترويج لقصص وروايات مفبركة تنال من كل مواطن أو عامل إغاثة أو حتى منظمات دولية بحجة دعم الإرهاب حتى يتم ترهيب الدول والمنظمات التي تقدم دعما لقطاع غزة.
ودعت المنظمة في بيان لها تتوفر "
عربي21" على نسخة منه، كافة الدول والمنظمات الإغاثية التي تقدم مساعدات إلى المحتاجين في قطاع غزة عدم الانخداع بدعاية الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول شيطنة العاملين في المجال الإغاثي واتهامهم بتقديم المساعدة لما يسمونه "منظمات إرهابية".
وبينت المنظمة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تفرض حصارا محكما على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تغلق المعابر ولا يسمح إلا للمواد الضرورية بالدخول إلى القطاع هذا بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح من قبل الحكومة المصرية حيث يمنع المسافرون من الخروج من القطاع أو الدخول إليه.
وأضافت المنظمة أنه خلال الحصار المشدد، شنت إسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة أدت إلى مقتل وجرح الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، كما تم تدمير المرافق العامة والخاصة والمنازل والمدارس والمشافي وهجر عشرات الآلاف نتيجة لذلك.
وأشارت المنظمة إلى أنه مؤخرا تم اعتقال محمد الحلبي (38 عاما) ممثل منظمة World Vision International في حزيران/ مايو 2016، كما اعتقلت وحيد عبد الله البرش (37 عاما) الذي يعمل في مؤسسة UNDP في تموز/ يوليو الماضي ووجهت الأجهزة الأمنية لكلا الناشطين تهما تتعلق بالتواصل مع "منظمة إرهابية"، وفق تفاصيل تتعلق بكليهما.
وفي إفادتها للمنظمة العربية قالت أسرة المعتقل محمد خليل محمد الحلبي إنه "تعرض للاعتقال أثناء عودته من اجتماع في المؤسسة التي يعمل بها في القدس (مؤسسة وورلد فيجن)، حيث قامت قوات الأمن الإسرائيلية بإيقافه في معبر إيرز، ومن ثم اقتياده إلى جهة غير معلومة ثم إلى سجن المجدل، وطوال 25 يوما لم نتمكن من التواصل معه أو معرفة أية معلومات عنه حيث منعنا ومنع المحامي من رؤيته، وكان تمديد اعتقاله يتم في غيبة المحامين، ثم استطاع
الصليب الأحمر التواصل معه داخل محبسه وأخبرنا أن محمد أعلمهم أنه تعرض للتعذيب البشع لإجباره على الاعتراف باتهامات لم يرتكبها، حيث كان يتم تعريضه للخنق حتى انقطاع أنفاسه مرات متكررة، ويتم حرمانه من النوم لخمسة أيام متصلة، وكذلك التعريض للتجويع والتهديد باعتقال أفراد أسرته.
وأضافت العائلة في باقي إفادتها: "بعد 55 يوما من اعتقاله في سجن المجدل تم نقله لسجن نفحة، دون أن نتمكن أيضا من زيارته حتى الآن، وتم توجيه اتهامات ملفقة له بتمويل كيانات إرهابية حيث إنه مدير فرع مؤسسة (وورلد فيجن) في قطاع غزة، علما بأن المبالغ الملفقة له في التحقيقات تفوق ميزانية المؤسسة الأم ككل، ومقرر عرضه على المحاكمة بتاريخ 30/8/2016".
وفي إفادته للمنظمة قال شقيق المعتقل وحيد عبد الله البرش إنه "يعمل ببرنامج
الأمم المتحدة الإنمائي وتعرض للاعتقال أثناء عودته من القدس، ومنذ ذلك الحين لم نستطع التواصل معه، أو معرفة سبب أو مقر احتجازه".
وأكدت المنظمة أنه وفق المعلومات التي تم جمعها عن أعمال كل من محمد ووحيد تبين أنها ذات أهمية بالغة حيث كرس الناشطان حياتهما لخدمة الأطفال ومن يعانون من مستوى معيشي متدن، فقد ساعدت مهاراتهما في العمل الإغاثي على إنقاذ الآلاف من دوائر الفقر والمرض.
وأضافت المنظمة أنه من خلال تتبع أنشطة محمد ووحيد فإنه لا يمكن الشك مطلقا بنشاطهما الإغاثي والإنساني الخالص وأن تعليق بعض الدول مثل ألمانيا وأستراليا المساعدات لقطاع غزة يشكل انخداعا بالدعاية الإسرائيلية، فكيف يمكن لدول تحترم منظومة حقوق الإنسان الانسياق وراء دعاية أجهزة أمنية مشهورة بالتعذيب وتتعمد شيطنة كل من يمد يد العون لسكان قطاع غزة؟
وشددت المنظمة على ضرورة استمرار الدول والمنظمات المعنية في تقديم المساعدت لقطاع غزة في ظل معدلات الفقر التي وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة وعدم الانخداع بالدعاية الإسرائيلية الأمنية كما طالبت الدول المعنية إلى دعم منظمات الإغاثة المستهدفة والضغط على حكومة الاحتلال من أجل إطلاق سراح محمد ووحيد.