نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا توضيحيا بالخرائط للمحرر المساعد إلياس غرول، قال فيه إن القوات الكردية في شمال سوريا معززة بالطيران الأمريكي، تقدم الأخبار السارة في الحرب على تنظيم الدولة، حيث اضطرت قوات التنظيم في عدد من الانتصارات للتراجع إلى عاصمتها في الرقة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخارطة الآتية من شركة "ريسك أسيسمنت أنالاسيس" تبين ذلك التقدم، وتقدم أيضا تذكيرا بأن واشنطن لا تزال تفتقد شريكا عربيا يعتمد عليه في ساحة المعركة.
وتذكر المجلة أن الخارطة، التي اعتمدت على معطيات من المصادر المفتوحة، تبين كيف خرج الأكراد من معاقلهم القوية، وبدأوا بالدخول إلى مناطق أكثريتها من العرب. مشيرة إلى أن تلك الانتصارات قلصت من المساحات التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة، وأظهرت أن التنظيم قابل للهزيمة، بالرغم من الانتصارات التي حققها في الأشهر الأخيرة.
ويلفت التقرير إلى أن باراك أوباما روج لتلك الانتصارات خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الإثنين الماضي، ليقول إن سياسته العامة لهزيمة تنظيم الدولة قد تثمر، حيث قال: "إن الخسائر التي مني بها تنظيم الدولة في كل من
سوريا والعراق تثبت بأن تنظيم الدولة يمكن أن يُهزم".
ويرى غرول أن هذا التقدير المتفائل يتجاوز الحقيقة بأن تلك الانتصارات الكردية كما كتبت "واشنطن بوست" يوم الإثنين، أمر يذكر أمريكا بأنها تفتقد الشريك العربي، وبالذات السني، في حربها ضد تنظيم الدولة. مضيفا أن الكثير من العرب يتهمون القوات الكردية بالقيام بعمليات تطهير عرقي؛ تمهيدا لتشكيل
كردستان موحدة، تمتد من شمال سوريا إلى شمال
العراق.
وتوضح المجلة أن الخارطة أعلاه تظهر كيف يمكن أن تتمدد المساحة التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، لتتصل بالمناطق الكردية في شمال العراق، وتصل إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان في العراق.
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن الحكومة السورية لا تزال تسيطر على شريط بسيط حول مدينة الحسكة، إلا أن الأكراد يسيطرون بشكل كبير على شمال سوريا من كوباني وحتى الحدود السورية العراقية.
وتورد المجلة أن الخارطة الآتية من معهد دراسات الحرب، تبين الحالة في العراق، حيث أن المنطقة التي باللون الأخضر الفاتح في شمال العراق هي المنطقة التي تقع تحت سيطرة الأكراد العراقيين.
ويجد الكاتب أنه لو امتدت تلك المنطقة قليلا إلى الجنوب الغربي في الموصل وحولها، فإنها ستجعل من كردستان الموحدة حقيقة.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها التوضيحي بالإشارة إلى أن هذا الأمر يحتاج تعاون القوات الكردية مع حلفائها السابقين في الجيش العراقي؛ لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة، وتجد المجلة أن هذه مهمة ستكون صعبة بشكل استثنائي، حتى بالنسبة لمقاتلين كسبوا معارك عدة ضد تنظيم الدولة.