أكد خبير سياسي عراقي، أن "زعم الساسة
العراقيين، بوجود دعم أميركي لتنظيم الدولة هو مجرد أوهام"، مضيفا أن هذا الزعم هو محاولة "لتبرير التأخر في حسم المعركة التي يخوضها الجيش العراقي بمساندة ميليشيا الحشد الشيعية".
فيما قال خبير عسكري آخر إن "الضربات الجوية الأميركية، كانت العامل الأساسي في صد "داعش" ومنعه من الوصول إلى العاصمة بغداد".
فقد قال المحلل السياسي عدنان الحاج: "إن العديد من نواب التحالف الشيعي الحاكم في العراق، دأبوا مؤخراً على عقد مؤتمرات صحفية وإصدار بيانات، يؤكدون فيها أن القوة المتنامية لتنظيم الدولة الإسلامية، يقف خلفها دعم أميركي، يأخذ طريق الدعم المباشر بإلقاء الأسلحة من الطائرات أحياناً، أو تقديم تسهيلات أخرى أدت لإطالة أمد المعركة ضد مقاتلي التنظيم".
وأضاف الحاج في تصريح لـ"عربي21"، أن "هذه الاتهامات ترمي الى تبرير التأخر الحاصل من قبل المؤسسة الأمنية في استعادة المدن الواقعة تحت سيطرة
تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك تضخيم دور ميليشيا الحشد الشعبي، وهو يتصدى لعناصر تنظيم الدولة المدعوم من قبل الآلة العسكرية الأميركية بحسب زعمهم".
وكشف الحاج عن تصريحات لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، نفى فيها وجود أي دعم أميركي لتنظيم الدولة، أثناء استضافته مؤخراً في جلسة سرية من قبل لجنة الأمن في البرلمان العراقي.
وعرض العبيدي في الجلسة السرية وثائق تخص تحقيقا مكثفا قامت به وزارته بهذا الخصوص، وخلص الى نتيجة عدم وجود أي صحة لمزاعم الدعم الأميركي لمقاتلي التنظيم.
وبين الحاج أن "جميع القرائن في المنطقة تنفي فرضية وجود تعاون بين الأمريكيين و"داعش"، لافتاً إلى "أن الطيران الأميركي يقوم وبشكل يومي بقصف مقرات تنظيم الدولة في العراق وسوريا، ويقوم بدور مماثل ضد القاعدة في جزيرة العرب في اليمن، وقدمت واشنطن مساعدات عسكرية وفنية لمنع أي تمدد لداعش في لبنان أو مصر".
من جهته، أوضح العميد المتقاعد أسعد خلبوص الجبوري، أن "الغارات الأميركية ضد مقاتلي تنظيم الدولة، هي التي حالت دون وصول عناصر التنظيم إلى العاصمة بغداد، أو حتى الوصول الى مدن الجنوب العراقي"، مضيفاً أن "هذه الغارات هي وحدها من حال دون سقوط مطار بغداد الدولي بقبضة تنظيم الدولة، التي وصل عناصرها إلى جدار المطار الخارجي بحسب مسئول رفيع في البنتاغون".
وقال الجبوري في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن "الهجوم الخاطف الذي قام به عناصر التنظيم المتطرف، كان من الممكن أن يتوسع إلى أماكن أخرى، لا تخطر على البال لولا التدخل الجوي الأميركي، الذي وضع حداً لزحف التنظيم"، مشيراً إلى "أن المشهد سيكون مختلفاً تماماً لو خاضت التشكيلات الأمنية العراقية، مجردة من الغطاء الأميركي، معركة برية مع عناصر تنظيم الدولة".
ولفت الجبوري، إلى أن "الإرشادات وصور الأقمار الصناعية، والمعلومات الاستخبارية الأميركية، كانت هي الأساس الذي اعتمده طيران الدول الأخرى المشاركة في الحرب على "داعش"، وأسهمت في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف التنظيم سواء في العراق أو سوريا".
وكان نواب التحالف الشيعي الحاكم في العراق، اتهموا الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدات منتظمة لمقاتلي تنظيم الدولة في عدة مدن عراقية، فيما توعدوا الحكومة العراقية بموقف معين في حال عدم تحقيقها في هذه المساعدات.
وقال النائب عن التحالف الشيعي، مازن المازني، في مؤتمر صحفي عقد في مبنى البرلمان العراقي: "لقد ثبت لدينا ومن خلال المشاهدات الشخصية، لمقاتلي "الحشد الشعبي"، والموثقة وتسجيلات الفيديو، أن الطيران الأميركي ساعد تنظيم الدولة الإرهابي بالأسلحة والمعدات"، محذراً الحكومة العراقية من موقف معين في حال عدم التحقيق بالموضوع.
ودعا حاكم الزاملي قيادة الجيش العراقي، إلى نصب كمائن للطائرات الأميركية المتورطة في دعم تنظيم الدولة وإيقافها، متهماً في الوقت ذاته الولايات المتحدة بالسعي لإطالة أمد الحرب مع تنظيم الدولة .
وقال المازني في بيان تلقى "عربي21" نسخة منه، إن طائرات أميركية من نوع هليكوبتر أو ثابتة الجناح ألقت أسلحة بواسطة المظلات، أو أنزلتها في مطارات الموصل وتلعفر والقيارة التي يسيطر عليها عناصر تنظيم الدولة.